ما هي آثار انتفاضة أطباء على إصلاح وضع المستشفيات بالمغرب؟ حمضي يجيب

آشكاين/أميمة عطية
شهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة انتشار فيديوهات لأطباء من مختلف المدن المغربية، يسلطون الضوء على مشاكل القطاع الصحي من زوايا متعددة، مما أثار جدلاً واسعاً حول ضعف البنية الصحية في المغرب.

وظهر طبيب في مقطع فيديو بمستشفى الحسن الثاني بأكادير، يتحدث فيه عن نقص حاد في المواد الطبية الأساسية، وتأخر صرف أجور بعض الأطباء، فضلاً عن الفوضى المستمرة داخل قسم المستعجلات، ما يؤثر بشكل مباشر على جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.

وفي السياق ذاته، سرعان ما تنشر فيديو لطبيب آخر يعمل بمصلحة الجراحة الباطنية للأطفال بالمستشفى الجامعي الهاروشي، يستنكر فيه الأوضاع والفساد الإداري بالمصلحة، مطالباً تدخل الملك محمد السادس لاتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الوضع ورفع مستويات الشفافية والمسؤولية.

فعماذا يؤشر هذا اللجوء المتكرر لأاطر طبية لمنصات التواصل الاجتماعية من أجل تعرية واقع المنظومة الصحية في المغرب؟

يقول الدكتور طيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية،إن أي خروج لمهنيي أي قطاع والتحدث عن معاناتهم هو أمر مهم جداً، لتسليط الضوء على الممارسات المغشوشة التي يجب أن تُعرض للرأي العام بطريقة صادقة وحقيقية، وليست لتصفية الحسابات بين المهني والمسؤول، حيث أنه أشار إلى تفادي الانتقائية في الحديث وتبني معالجة شمولية للمواضيع ليتم معالجتها بطريقة مسؤولة. “

وأوضح حمضي في تصريح لـ “اشكاين”، أن هذه الخرجات الأخيرة تكشف عن هشاشة بعض القطاعات الصحية وضعف التواصل مع الجهات المعنية، مما قد يساهم في إيصال رسائل الأطباء للشارع المغربي والمسؤولين، ويدفع نحو الإصلاح.

وأضاف المتحدث ذاته قائلا إن، مشاكل القطاع الصحي غالباً ما تتكرر وعندما يطرحها المهنيون الصحيون تكون لها قوة وتأثير أكبر، خاصة إذا كانت هذه الاستغاثات حقيقية وخالية من تصفية الحسابات، فهي تساهم في تسريع وتيرة الإصلاح.”

وشدد والباحث في السياسات والنظم الصحية، على ضرورة توفير قنوات مؤسساتية للأطباء للتعبير عن مشاكلهم، مع العمل على عدم تفاقمها، والسعي لإيجاد حلول فعالة لتحسين جودة الخدمات الصحية.

وتأتي هذه التحركات في وقت يشهد فيه القطاع الصحي ضغوطاً كبيرة على الطواقم الطبية بسبب نقص الموارد البشرية والمعدات، ما يجعل تحسين قنوات التواصل بين الأطباء والإدارة أمراً حيوياً لضمان جودة الخدمات الصحية للمواطنين.