2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الشيات معلقا على مخرجات قمة الدوحة: الشجب والتنديد لا يصنعان منظومة ردع عربية-إسلامية فعالة تجاه إسرائيل

تصعيد لافت حملته تصريحات زعماء الدول العربية والإسلامية في القمة الأخيرة الطارئة بالدوحة لبحث الرد على العدوان الإسرائيلي ضد الصف الأول من قادة الحركة الفلسطينية “حماس” بالعاصمة القطرية الدوحة.
واعتبر البيان الختامي الصادر عن القمة، أن العدوان الإسرائيلي على دولة قطر، واستمرار الممارسات الإسرائيلية العدوانية، يؤدي لتقويض فرص السلام والتعايش السلمي في المنطقة”، مؤكدا على “ضرورة الوقوف ضد مخططات إسرائيل لفرض أمر واقع جديد في المنطقة، والتي تشكل تهديدا مباشرا للاستقرار والأمن الإقليمي والدولي، وضرورة التصدي لها”.
وأكد البيان على أن السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط لن يتحقق بتجاوز القضية الفلسطينية أو تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، أو من خلال العنف واستهداف الوسطاء”
التصعيد الحاد في اللهجة تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي مقارنة مع بيانات القمم السابقة، طرح تساؤلات عدة حول الواقع الذي ستُصبح تتعامل به الدول العربية والإسلامية بعد القمة الطارئة.
خالد الشيات، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الأول بوجدة، اعتبر أن “المُشكل المطروح ليس في مخرجات ونقاط البيان الختامي للدول العربية، وإنما المُشكل الذي لازم كل قمة عربية منذ سنين هو التنزيل العملي الواقعي للمواقف المُعبر في ميدان العلاقات الدولية”،
وأضاف ذات المُتحدث أن “لشجب والتنديد الواضح في القمة الأخيرة ووصف الممارسات الإسرائيليو بشكل شفاف دون تغطية، هو مهم على المستوى الإشعاعي الدولي لكنه لا يبني وحده منظومة ردع عربي إسلامي فعال”.
وأشار الشيات في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، أن “التنديد والشجب لا ينفع طالما الفضاء العربي الإسلامي ضعيف ومترهل لدرجة كبيرة ويبني استراتيجيات دفاع كل دولة على حساب الدولة الأخرى” موضحا أن “هجوم دولة على دولة لها كامل السيادة والتمثيلية بهياكل الأمم المُتحدة كقطر، هو نتيجة بالأساس للممارسات التي تنهجها الدول العربية الإسلامية ضد بعضها البعض، فهناك دول تصنع حركات انفصالية ضد دول أخرى، وهناك دول تصنع حركات مسلحة بعتاد حربي ضد دولة أخرى، ودولة تدعم فصيلا أو توجها سياسا بعينه داخل دولة أخرى”.
ويرى الخبير في العلاقات الدولية، أن “السؤال المطروح هو ما هي المنظومة القادرة على ردع الممارسات الإسرائيلية بالمنطقة، فهل على سبيل المثال الواقع الحالي للسودان وليبيا واليمن وسوريا سيمكنهم من ممارسة دور فعال في هذه المنظومة”، مشددا في ذات الصدد على أن “الضربة الإسرائيلية يجب أن تُعطي رسائل واضحة بكف الدول على العمل ضد بعضها البعض، وأن تكون واعية بأن مستقبلها لا يتم إلا في بناء نماذج متكاملة متعاونة تحمي بعضها البعض وتؤدي لقوة إقليمية حقيقية تعمل على تقوية المؤسسات والرفع من وعي شعوبها، كون هذا هو الضامن الأساسي للردع العربي”.