لماذا وإلى أين ؟

سالم عبد الفتاح يرصد خلفيات زيارة دي ميستورا لتندوف مباشرة بعد العيون

آشكاين/أسامة باجي

في الوقت الذي يتهيأ فيه المبعوث الأممي إلى الصحراء ستيفان دي ميستورا لتقديم إحاطته المقبلة أمام مجلس الأمن في أكتوبر القادم، تزداد الأنظار ترقبا لمسار جولته الأخيرة التي قادته من موسكو إلى العيون ثم إلى مخيمات تندوف.

وكان دي ميستورا قد استمع إلى مختلف الأطراف بدءاً من لقاءاته مع مسؤولين روس، مرورا بزيارته للعيون حيث التقى مسؤولي بعثة المينورسو، وصولاً إلى محادثاته مع قيادة البوليساريو.

جولة تعكس تباين المواقف، غير أنها تضع الملف من جديد في صادرة الاهتمام الدولي وتطرح أسئلة حول طبيعة الحل المُرتقب.

وفي تصريح لموقع آشكاين قال محمد سالم عبد الفتاح الباحث والمتخصص في ملف الصحراء إن هاته الجولة لا يمكن قراءتها خارج سياق التوازنات الدولية المرتبطة بالوساطة الأممية الخاصة بملف الصحراء.

يشرح عبد الفتاح أن التحرك بين عاصمة من الوزن الثقيل على مستوى مجلس الأمن، كروسيا، ثم النزول إلى الميدان، سواء في الأقاليم الجنوبية للمملكة أو في المخيمات، يختزل طبيعة الصراع بين أطروحة الشرعية الدولية التي يجسدها المغرب عبر مقترح الحكم الذاتي، وبين محاولات إحياء خطاب متجاوز يرتكز على وهم “تصفية الاستعمار”.
وعن استجلاء دي ميستورا للموقف الروسي يورد أن المتحدث أن أنه يدخل في صميم البحث عن توافقات تسبق النقاش داخل مجلس الأمن، خصوصا وأن موسكو ظلت تحافظ على مقاربة متوازنة تراعي علاقاتها التقليدية بالجزائر والبوليساريو، دون أن تصل إلى حد معارضة الدينامية الأممية التي باتت تكرس خيار الحكم الذاتي باعتباره الإطار الواقعي والعملي للحل.

هنا يوضح المتحدث أن أي تحول طفيف في خطاب روسيا، أو حتى مجرد تحييد موقفها، يمكن أن ينعكس بشكل مباشر على صياغة القرارات المقبلة، ويمنح المغرب أفضلية إضافية داخل أروقة المجلس.

وشدد الباحث على إن اختيار المبعوث الأممي زيارة روسيا، باعتبارها فاعل محوري داخل مجلس الأمن، يؤشر على نضوج تصورات جديدة للمقاربة الأممية بخصوص ملف الصحراء، تنسم مع التطورات الدبلوماسية المتسمة بتظافر مواقف المجتمع الدولي الداعمة للمملكة والمعترفة بواقع السيادة المغربية على الصحراء.

هذا ويشير عبد الفتاح إلى أن تصريحات المبعوث الأممي الي حددت طبيعة الدور الجزائري في النزاع المفتعل، تأتي لتؤطر الوساطة الأممية التي تتجاوز دور الجبهة الانفصالية، كما تفضح دورها الوظيفي في سياق تكريس موقع المملكة باعتبارها الطرف الواقعي الوحيد القادر على المساهمة الجادة والفعالة في طي ملف النزاع المفتعل الذي عمَّر أكثر من اللازم.

وجدير بالذكر أن ستيفان دي ميستورا كان قد عقد، أول أمس الاثنين بنيويورك، جلسة عمل مع وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، بحضور عمر هلال، حيث جدد الوفد المغربي التأكيد على تمسك المملكة بمبادرتها للحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع، وعلى دعم جهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي، وذلك في سياق التحضيرات للاستحقاقات المقبلة بمجلس الأمن.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x