2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أطلق المغرب مشروع إنشاء مركز إقليمي متقدم لصيانة الطائرات العسكرية من طراز F-16 وC-130 في القاعدة الجوية ببنسليمان، في خطوة استراتيجية لتعزيز السيادة الدفاعية والصناعية.
وينفذ هذا المشروع من خلال شراكة بين المغرب وشركة “سابينا إنجنيرينغ” البلجيكية وشركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية، بالتعاون مع مجموعة “ميدز” المغربية، ويهدف إلى جعل المملكة مركزًا إقليميا للتميز في صيانة الطائرات العسكرية.
ويمتد المركز على مساحة تتجاوز 15,000 متر مربع، وسيشمل عمليات الصيانة الثقيلة والتحديث، إلى جانب برامج تدريبية لتكوين تقنيين مغاربة متخصصين. وينتظر أن يسهم المشروع في خلق وظائف عالية المهارة، وتعزيز النمو الصناعي، وتقليل اعتماد القوات المسلحة على الخارج، بما يعزز الجاهزية العملياتية ويترك أثرًا إيجابيًا على الاقتصاد الوطني.
وتفاعلا مع هذا الموضوع، قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ديجون، عبد الرحمن المكاوي، في تصريح لجريدة “آشكاين” أن “انطلاق أشغال بناء مركز بن سليمان للصيانة العسكرية الثقيلة، المخصص للطائرات، خاصة طائرات النقل العسكري C-130 والطائرات المقاتلة F-16، يعزز القدرات السيادية للمملكة المغربية في مجال الصيانة العسكرية الثقيلة”.
وأوضح والخبير في القضايا الأمنية والعسكرية، “أن هذا المركز قد يحول المغرب إلى قطب استراتيجي في البحر الأبيض المتوسط في مجال صيانة الطائرات الثقيلة”، مشيرا إلى أن “جميع الدول التي تمتلك هذا النوع من الطائرات قد تلجأ إليه لإجراء عمليات الصيانة وفق معايير صارمة تحددها شركات الإنتاج الأمريكية والبلجيكية”.
وأضاف المتحدث أن “مركز بن سليمان سيدعم الكفاءات الهندسية المغربية عالية المستوى، وأن الشركات المشاركة في الشراكة مع المغرب والقوات الجوية الملكية، مثل شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية وشركة “سابينا إنجنيرينغ” البلجيكية، ستسهم في نقل التكنولوجيا المتطورة في مجال صيانة الطائرات”.
وشدد المكاوي على أن “صيانة الطائرات العسكرية الثقيلة تتطلب الالتزام بمعايير دولية صارمة، وأن إنشاء هذا المركز يمثل نقلة نوعية في دعم السيادة المغربية وقدراتها الدفاعية، مع انعكاسات اقتصادية واجتماعية إيجابية على مدينة بن سليمان والدار البيضاء من خلال استقطاب الطاقات العلمية والشابة”.
وأشار الخبير في الشؤون الأمنية إلى أن هذا المشروع ليس موجها ضد أي دولة، بل قد يلجأ إليه الدول المالكة لطائرات C-130 وF-16 وفق الشروط التي يحددها المصنع الأمريكي وشركات الصيانة.
وختم المتحدث معتبرا أن “هذا التحول في ميدان التصنيع الدفاعي والصيانة الثقيلة للمعدات يحظى باهتمام مباشر من الملك الذي يشرف شخصيا على تدشين مثل هذه المراكز، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذا القطاع المهم والاستراتيجي”.