2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
في أحدث النماذج العلمية التي تتناول مستقبل كوكب الأرض على مدى ملايين السنين، تشير توقعات الجيولوجيين إلى تغييرات جذرية ستعيد تشكيل ملامح القارات الحالية، وفي مقدمتها اختفاء شبه الجزيرة الإيبيرية كما نعرفها اليوم، والتحامها مع المغرب. فالأرض، التي كانت قبل ملايين السنين كتلة واحدة تُعرف بـ”بانجيا”، تتجه وفق التحليلات الحديثة نحو إعادة تشكيل قاراتها من جديد في دورة طبيعية لا تتوقف.
ووفق مصادر إعلامية إسبانية، فيؤكد الخبراء أن حركة الصفائح التكتونية، التي لا تتوقف رغم أننا لا نشعر بها، ستقود خلال ملايين السنين المقبلة إلى تصادم تدريجي بين الساحل الجنوبي لإسبانيا وكل من المغرب والجزائر. وتشير النماذج إلى أن أولى مراحل هذا التحول ستبدأ بعد نحو 12 مليون سنة، حين تلتحم السواحل الأندلسية بالكامل مع شمال إفريقيا، ما يمهّد لاختفاء شبه الجزيرة الإيبيرية تدريجيًا.
وتوضح الأبحاث أن هذه العملية ليست حدثًا مفاجئًا، بل جزء من مسار طويل سينتهي بتكوين قارة عملاقة جديدة تشبه “بانجيا” القديمة. وخلال هذا التطور، يُتوقَّع أن يختفي البحر المتوسط تمامًا، إلى جانب سواحل إسبانيا الشرقية، مع استمرار زحف الصفيحة الإفريقية نحو الشمال على مدى 30 مليون سنة، الأمر الذي سيؤدي إلى اتحاد كامل بين إفريقيا وأوراسيا واندثار معظم المسطحات المائية في المنطقة.
وتكشف التوقعات العلمية أيضًا عن موقع جديد غير مألوف لإسبانيا في الخريطة المستقبلية للعالم، إذ يُرجَّح أن تصبح أقصى نقطة شمالية على الكوكب بعد اكتمال عملية الاندماج القاري. ورغم أن مفهوم “الدول” قد لا يكون موجودًا آنذاك، إلا أن النماذج الجيولوجية تقدم تصورًا واضحًا لموقع الكتلة الأرضية التي تشغلها شبه الجزيرة الإيبيرية اليوم.
ويرجّح العلماء أن يصاحب هذا التغيير الجغرافي الهائل تحولات مناخية قاسية، حيث سترتفع درجات الحرارة عالميًا إلى مستويات تفوق 40 درجة في أغلب مناطق الأرض، ما سيجعل بين 8% و16% فقط من سطح الكوكب صالحًا للعيش. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الظروف المناخية المتطرفة إلى انقراض عدد كبير من الكائنات الحية، خاصة الثدييات، في إطار إعادة تشكّل نظام بيئي جديد تمامًا.