تضامن واسع مع شابة على إثر فصلها من معمل للنسيج بعد الكشف عن أجرها (فيديو)

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة موجة تضامن واسعة مع شابة بمدينة طنجة، عقب تداول قصتها بعد طردها من معمل للخياطة، إثر نشرها مقاطع فيديو كشفت فيها عن أوضاع عمل وصفتها بالقاسية وأجر اعتبره متابعون “هزيلاً” مقارنة بساعات العمل الطويلة.

وانطلقت شرارة القضية بعدما ظهرت الشابة في فيديو متداول، تحدثت فيه بعفوية عن ظروف اشتغالها داخل المعمل، مشيرة إلى أنها تتقاضى أجراً لا يتجاوز 1000 درهم شهرياً، رغم العمل لساعات ممتدة طيلة أيام الأسبوع وفي مختلف الفصول، دون احترام ما تنص عليه القوانين الجاري بها العمل.

وأوضحت المتحدثة، في مقطعها، أن المبلغ الذي تحصل عليه بالكاد يكفي لتسديد واجب الكراء، ما يجعلها تجد نفسها دون مورد لتغطية باقي متطلبات العيش طيلة الشهر، وهو ما أثار تعاطفاً واسعاً بين رواد المنصات الرقمية.

وتطورت الأحداث، بحسب رواية الشابة، حين عادت إلى مقر عملها بعد انتشار نقطع الفيديو الذي نشرته، لتفاجئ بتعرضها للتوبيخ والعنف اللفظي، قبل أن يتم إبلاغها بقرار طردها من العمل بشكل مفاجئ، بسبب الفيديو.

وزاد من حجم التفاعل مع القضية كشف الشابة عن وضعها الاجتماعي، مؤكدة أنها تتحمل مسؤولية رعاية شقيقها الذي يعاني من التوحد، وتعتمد بشكل أساسي على عملها لتأمين احتياجاته اليومية، وهو ما ضاعف من موجة التعاطف والدعم معها.

وعبّر عدد كبير من النشطاء عن استنكارهم لما وصفوه بـ”الانتقام المهني”، معتبرين أن طرد الشابة بسبب كشفها لظروف العمل يمس بحرية التعبير وحق الأجراء في المطالبة بظروف عمل كريمة تحفظ كرامتهم الإنسانية.

وفي خضم هذا الجدل، دعا متابعون وفاعلون حقوقيون إلى تدخل الجهات المختصة من أجل فتح تحقيق في الواقعة، وتشديد المراقبة على معامل ومصانع القطاع، بما يضمن احترام حقوق العمال وحمايتهم من أي تعسف أو استغلال.