2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
وصف إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عملية اقتراح تشكيلة المكتب السياسي الجديد بأنها كانت “المهمة الأصعب” في مساره، كاشفاً عن كواليس الصراع بين الإكراهات التنظيمية وطموحات المناضلين. وجاء ذلك خلال افتتاح أشغال الدورة الأولى للمجلس الوطني للحزب، صباح السبت 13 دجنبر 2025 بالرباط.
لشكر أكد أن هندسة المكتب السياسي الجديد اصطدمت بثلاثة جدران صلبة: توصية المؤتمر بتقليص عدد الأعضاء، ضرورة “التشبيب والتجديد”، وحتمية الحفاظ على الاستمرارية تحضيراً للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
واعترف لشكر بمرارة بأن الضوابط التنظيمية “حالت دون اقتراح أسماء” كانت تطمح للموقع، مشدداً على أن اختياراته تمت بروح “التمحيص والتروي” لخدمة نجاعة الحزب لا لإرضاء الخواطر.
واعتبر زعيم “الاتحاديين” أن الحزب يعيش اليوم “ملحمة تنظيمية” تعيد التذكير بالمحطات الكبرى للحزب، تزامناً مع تخليد الذكرى الخمسين للمؤتمر الاستثنائي لسنة 1975، مطلقا رسالة حول ما أسماه استعادة قيم “الأسرة الاتحادية”، في إشارة إلى تجاوز الصراعات الداخلية عبر التوفيق بين “التنافس المشروع والزهد في المواقع”، وهي الروح التي اعتبرها السلاح الوحيد لمواجهة التحديات السياسية المقبلة.
الجانب الإنساني والمؤثر في كلمة لشكر تجلى في تنويهه بالدور التاريخي للحبيب المالكي، الرئيس السابق للمجلس الوطني، حيث أعرب بنبرة ملؤها الأسف عن “الغياب الاضطراري” للمالكي لأسباب صحية، واصفاً إياه بالشخصية التي طبعت تجربة الاتحاد بـ”الحكمة والرزانة”، في خطوة اعتُبرت رسالة وفاء للجيل المؤسس في لحظة انتقال تنظيمي.
وفي الشق العملي، دافع لشكر عن منهجيته في اختيار فعاليات المجلس الوطني (نسبة الـ 10%) وهيئات الحكامة، مؤكداً أنها راعت “نزاهة الضمير” والقدرة على مواكبة التحولات العلمية والتقنية. وأوضح أن هذه الاختيارات تهدف إلى تحويل الاتحاد الاشتراكي إلى قوة سياسية “عصرية” لا تكتفي بالشعارات، بل تملك أدوات العمل التقني والرقمني لتعزيز حضورها في المشهد الوطني خلال السنتين المقبلتين.