لماذا وإلى أين ؟

أعضاء من فرقة إيموارجي يدخلون السجن(صور)

دخل أعضاء الفرقة المغربية الكوميدية “إموراجي” إلى السجن المحلي بزاكورة كضيوف شرف، لتقديم عرضا كوميديا ساخرا، لفائدة نزلاء المؤسسة السجنية، وذلك ضمن الجولة الفنية التي تقوم بها المجموعة على الصعيد الوطني تحت عنوان ”ضويرة من طنجة لكويرة”.

ولقيت مبادرة الفرقة استحسانا كبيرا لدى نزلاء المؤسسة الذين عبروا عن فرحهم بملاقاة نجوم المجموعة، ومشاركتهم للحظات من الضحك والهزل، معتبرين ان المبادرة التي قبلت إدارة المؤسسة السجنية بتقديمها داخلها، خففت عنهم نوعا ما وطأة الزنزانة و فقدان الحرية، متمنين أن تتكرر مثل هذه العروض والمبادرات في قادم الأيام.

كما قدمت المجموعة عرضها أمام السجناء بمشاركة ثلة من نجومها على رأسهم رشيد رفيق، وطاليس وحمزة الفيلالي وغيرهم.

يشار أن الجولة الفنية التي تقوم بها المجموعة، جاءت في إطار جولة فنية كبيرة تحمل عنوان ”ضويرة من طنجة لكويرة” والتي تتخللها عدة عروض كوميدية ساخرة بعدد من المناطق والمدن المغربية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مراد
المعلق(ة)
6 أبريل 2019 22:28

للأسف
أصبحتم تشبهون باقي الجرائد الصفراء.
عناوين لا علاقة لها للموضوع.
المهم هو الكليك!
الوداع.
خيبتم ظننا فيكم.
.

يونس العمراني
المعلق(ة)
6 أبريل 2019 21:20

المال والسلطة

إن نجاح المعتقد الاقتصادي النيوليبرالي في العقود الأخيرة قد أدى إلى انتشار الدولة النيوليبرالية الهحينة في شتى أنحاء العالم، وصاحب هذا المعتقد الاقتصادي تطور في الفكر الدولتي، حيث أصبح الصلف في ممارسة السلطة وتكديس الثروة مرادفاً للحكم الرشيد. النيوليبرالية – بصفتها الخيار السياسي والاقتصادي الوحيد المُتاح عملاً – كان لها آثار كارثية على المجتمع والبيئة. عندما يصبح كل سعي هو سعي وراء ما يؤدي لمزيد من الثروة ومزيد من السلطة، يصبح البشر والبيئة محض موارد ومصادر للثراء ومن ثم يُنهبون – البشر والبيئة – بلا رحمة. إن ترك النيوليبرالية تتمدد أكثر بلا رادع لن يؤدي إلا إلى إنتاج عالم لا يستحق العيش فيه.

يقال ما اجتمعت الثروة والسلطة إلا وكان الفساد ثالثهما، ويرى البعض أن العلاقة بين السلطة والمال جريمة كاملة ومكتملة الأركان، فمقابل الثروة تتنازل السلطة عن أعز ما تملكه الأمانة والشرف ويكون الوليد مكروهاً، فإذا أردت إفساد أي مجتمع، فما عليك إلا فتح باب الزواج بين السلطة والمال، أي تسمح لرجل الأعمال أن يكون رجل سياسة: عضواً في البرلمان، أو وزيراً أو رئيس وزراء، أو حتى رئيس دولة، وهنا يشارك رجل الأعمال في صنع القرارات التي تخدم مصالحه أولاً وأخيراً .

وقديماً كان رجال الأعمال يخسرون المنافسة في مواجهة الشخصيات القومية المعروفة بحسها وولائها وانتمائها للشعب والوطن، وقديماً أيضاً كان رجال الأعمال يهتمون بأعمالهم وتجارتهم فقط، وكانت السياسة من نصيب أهلها، لكن الصورة تغيرت، وأصبحت السلطة هدفاً وأمنية، وحلماً لرجال الأعمال، ففي غياب الضمير، يسلك رجال الأعمال مسالك عدة للسيطرة على السلطة، منها البقاء خارج دائرة السلطة، والعمل على اختطاف رجال السياسة، بهدف تحويل مؤسسات الدولة إلى مناطق نفوذ، وبالتالي إحكام القبضة على السياسيين، وتحويلهم إلى أدوات لتحقيق مصالحهم التي غالباً ما تكون مصالح فاسدة، ولو لم تكن كذلك، ما كان شيء يضطرهم إلى التحايل، واستمالة السياسيين مقابل مبالغ أو نسب محدودة . ومن هذه المسالك أيضاً مزاحمة رموز الحكم على مقاعدهم، ومن ثم التحول إلى وزراء أو مسؤولين كبار، وهذه الطريقة يراها البعض أقل كلفة من الوجود خارج دائرة السلطة، حيث يصبح الراشي والمرتشي شخصاً واحداً، والقاعدة أن رجال الأعمال لا يعطون شيئاً من دون مقابل، فالمال يشتري النفوذ والفعل، والمحصلة هي المردود المالي الكبير من الصفقات الأكثر ربحاً، والتي يكون وراءها رجال السياسة بشكل مباشر أو غير مباشر .

يطبق رجال الأعمال شعار اخدمني أخدمك بمهارة وفن وحرفية، وأحياناً بوقاحة نادرة يحسدون عليها، وحتى لا نعمم، فهناك الفضلاء من رجال الأعمال الذين جمعوا بين السياسة والتجارة، ومنهم رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان الذي كان تاجراً، لذا فإن رجل الأعمال المحترم الشريف هو الذي يصل إلى المنصب السياسي من دون النظر بعين الاعتبار للمال، بخلاف آخرين يحلمون بالغنائم، وخصوصاً الكبيرة منها، وينظرون إلى المنصب السياسي باعتباره حلماً كبيراً يتقاتلون من أجله كوسيلة لزيادة ثرواتهم، والتحول إلى إمبراطوريات .

رجل الأعمال إن لم تكن لديه تقوى أو أخلاق فإنه يتحول إلى شيطان كبير، يستخدم ماله في النفاذ إلى مراكز صنع القرار لدى الطبقة الحاكمة، بهدف انتزاع تسهيلات غير مشروعة، خارج إطار القانون، لم يكن بمقدوره الحصول عليها، إلا من خلال صاحب القرار الفاسد الذمة .

الأمر الذي يغيب عن أهل السياسة أن المردود المادي الذي يحصده رجال الأعمال يفوق كثيراً المقابل الذي يتقاضاه أهل السلطة نظير التسهيلات التي يقدمونها لهم . إن إعفاء رجل الأعمال من دفع مستحقات كبيرة للدولة مقابل مبالغ بسيطة تقدم للمسؤولين كرشوة، يؤدي إلى تعاظم ثروتي رجل الأعمال الراشي ورجل السياسة المرتشي، ويخسر المجتمع مبالغ طائلة مستحقة من المفترض إنفاقها لتحسين البنية التحتية من خدمات صحية وطرق وتعليم وخلافه .

أعجبتني تجربة الرئيس الروسي بوتين الذي أدرك مبكراً خطورة استيلاء رجال الأعمال على السلطة، فاتخذ قراره بإبعاد رجال الأعمال عن شؤون الدولة الروسية، وأراد صاحب شركة يوكوس النفطية العملاقة، الملياردير اليهودي خودوروفسكي دعم خصوم بوتبن السياسيين، بهدف إزاحة بوتين، واستبدال رجال حكم يمكنهم حماية مصالحه به، لكن بوتين خريج مؤسسة الاستخبارات السوفييتية العتيدة، لم يكن بالرجل الذي يسهل اصطياده، فنال المليارير اليهودي حكماً قضائياً بالسجن مدة 9 سنوات، بتهم عدة، منها التهرب من الضرائب والتزوير والاختلاس، وصدر الحكم بعد 12 يوماً فقط من إعداد الحيثيات، وليس بعد أعوام أو عقود من الزمن، كما يحدث في بعض دول العالم الثالث، ودفعت شركة يوكوس المملوكة للملياردير 20 مليار دولار ضرائب مستحقة للدولة .

في المسافة التاجر الذي لم تفد السلطة تجارته، وبين الملياردير الروسي خودوروفسكي، الذي زج به استخدام النفوذ لجمع المزيد من الأموال في ظلمات السجون، يقف نموذج الأب الروحي الذي جسده النجم آل باتشينو في ثلاثية المخرج فرانسيس فورد كوبولا المعروفة، حيث يحاول المال الملوث بالدماء، استمالة رجال السياسة، وشراء ضمائرهم، لغسل آثار ما اقترفوه من جرائم .

كان خودوروفسكي يلقب بأنه الرجل الذي لا يرحم، وهذه مشكلة رجال الأعمال الذين لا يملكون القيم والأخلاق، إنهم لا يرحمون، ولا رأفة لديهم تجاه شعوب بلادهم، وينسون أن القبر ينادي كل يوم أنا بيت الدود . إن مكمن الخطورة في الخلط بين السلطة والمال، أنه يؤدي إلى تحويل التاجر إلى حاكم، والحاكم إلى تاجر، وتتحول الأوطان إلى هياكل كرتونية، تعصف بها الرياح في أي زمان، إلى أي مكان، ويتربص الخطر بالأمن القومي من جميع الاتجاهات .

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x