2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
تخليدا ليومهم العالمي.. الممرضون يتحدثون عن آمالهم وتطلعاتهم

آشكاين/ محمد دنيا
“بِأَيَّةِ حالٍ عُدت يا عيدُ .. بِما مَضى أم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ”، هكذا ينطق لسان حال كل من الممرضين وتقنيي الصحة؛ وطلبة المعهد العالي لمهن التمريض بالمغرب، ويومهم العالمي للتمريض؛ الذي يصادف تاريخ اليوم 12 ماي من كل سنة، يتزامن مع إحتجاجات و”حراك نساء ورجال الصحة” بالمغرب، من أطباء وطلبة الطب وطب الأسنان من جهة؛ وزملائهم الأطر التمريضية أو “ملائكة الرحمة” كما يسميهم البعض.
وبين إحتجاجات الأساتذة ومظاهرات الطلبة الأطباء، وزحمة وسرعة الأحداث في المغرب؛ من أصوات منادية للتغيير وأخرى تسعى لإخراسه وإسكاته، يتيه المواطن ويصعب عليه فهم مطالب هؤلاء من مساعي أولئك، ولأن المناسبة شرط؛ موقع “آشكاين” يقترب من آمال وتطلعات “رُسل المحبة والسلم والسلام في المغرب” في يومهم العالمي، بغية إيصال آهاتهم ومطالبهم للمسؤولين؛ من جهة، وللتعريف بقضيتهم في أوساط متتبعي وقراء الموقع؛ من جهة أخرى.
في حاجة إلى إنصاف …
شأنهم شأن كل القطاعات الآخرى؛ يطالب الجهاز التمريضي بالإنصاف، و”الإعتراف بمجهود الممرض المغربي، والإقرار قولا وفعلا بأنه دعامة وركيزة أساس في المنظومة الصحية المغربية”، كما تقول الطالبة الممرضة؛ سميرة بن شقرون، في تصريحها لـ”آشكاين”، لذلك على الوزارة الوصية على قطاع الصحة، أن “توفر لهذه الفئة الظروف المواتية للعمل؛ من أمن وتعويضات وإدماج العاطلين لسد الخصاص”، حسب الممرض المزاول؛ يوسف متوكل.
وأكد متوكل في حديثه لـ”آشكاين”، أن مطلب الإنصاف بالنسبة للأطر التمريضية؛ لن يتأتى إلا من خلال “إخراج قانون منظم للمهنة ومنصف للكفاءات، وتفعيل أخلاقيات المهنة وقطع الطريق أمام الدخلاء والمسترزقين”، وذلك عبر إطلاق سراح مشروع تأسيس الهيئة الوطنية للممرضين وتقنيي الصحة، الذي بقي حبيس سراديب وزارة “الدكالي” منذ سبعينيات القرن الماضي.
لا للتعاقد .. نعم للزيادة في المناصب
يبدو أن سياسة التعاقد التي أصبحت الحكومة المغربية تَنهجها في عددٍ من القطاعات العمومية؛ تُقَابل بالرفض من قبل فئات مختلفة من الشعب المغربي، فبعد شعار “لا للتعاقد” الذي رفعه “الأساتذة المتعاقدين”، ها هم مستخدمي قطاع الصحة يرفعون الشعار ذاته؛ في وجه العثماني وحلفائه في الحكومة، ويطالبون هم كذلك بـ”الإدماج في النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية، والتخلي بشكل نهائي عن سياسة الخوصصة”، حسب ما صرحت به للموقع الممرضة المجازة؛ غزلان عفاف.
ولأن الخصاص أصبح مهولا، حيث بلغ 64000 في صفوف الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب؛ حسب ما أقرت به المنظمة العالمية للصحة، وباعتبار المناصب المتبارى عليها قليلة جدا مقارنة مع عدد الخريجين؛ الذي وصل 5000 خريج معطل، فإن “الدولة المغربية ملزمة بالرفع من عدد المناصب المالية، بغية إدماج العاطلين وسد الخصاص”، يؤكد كل من الممرض يوسف متوكل؛ والممرضة المجازة؛ حليمة الهواري، في تصريحات متطابقة لـ”آشكاين”.
آمال .. أمام المراوغة ولغة الخشب
“الوقت قد حان لتنزيل حقوق ومطالب وإنتظارات الممرض المغربي الذي سئم الإنتظار”، يقول الممرض المجاز؛ حمزة المريني، في تصريح لـ”آشكاين”، مردفا أن “حناجر الممرضين بحت إحتجاجا على حقوقهم المهضومة، وتَنديداً بسياسة الآذان الصماء التي نهجتها الوزارة الوصية منذ إشتعال الإحتجاجات من طرف فئة الممرضين في الشارع المغربي”، و”على الوزير أن يخرج بحلول عملية؛ للإرتقاء بوضع هذه الفئات التي تقدم خدمات القرب للمواطنين”، يؤكد المنسق الوطني لحملة التمريض الآن ــ فرع المغرب، زهير ماعزي.
وشدد ماعزي؛ في تصريحه لـ”آشكاين”، على ضرورة “دعم آمال وتطلعات الجسم التمريضي من قبل كل الأحزاب السياسية والنقابات العمالية وجمعيات المجتمع المدني، بغية تجاوز كل التحديات الصحية والتنموية لبلادنا”، خصوصا أن وزارة الصحة؛ حسب تنسيقية طلبة وخريجي وممرضي معاهد التمريض وتقنيات الصحة، “تعتمد على المراوغة ولغة الخشب؛ وتغلق الباب أمام أية فرصة للحوار، ما يفوت فرص إيجاد حلول توافقية وجذرية لمشاكل الأسرة التمريضية”.
إحتفاءٌ بالإحتجاج …
في الوقت الذي رفض فيه الممرض يوسف متوكل، “الإلتفات للممرض ومجال التمريض في يوم واحد في السنة”، أي خلال اليوم العالمي للتمريض الذي يصادف تاريخ اليوم 12 ماي، إعتبرت ممرضة الإنعاش والتخدير؛ رجاء خالدي، في حديثها مع “آشكاين”، أن هذه الذكرى فرصة للتفكير في وضعية الممرضين المصابين بالتوتر والضغط النفسي، ومختلف الأمراض العضوية والنفسية، الذين تتخلى عليهم الحكومة والوزارة”.
ولأن زمن الإحتفاء والإحتفال لم يحن بعد لدى “ملائكة الرحمة”، إختارت كل من التنسيقية الوطنية لطلبة وخريجي وممرضي المعاهد العليا لمهن التمريض بالمغرب، وحركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب، إلى جانب عدد من النقابات العمالية، تخليد ذكرى اليوم العالمي للتمريض؛ بالإحتجاج والضغط على وزارة الصحة والحكومة المغربية، عبر تنظيم أشكال إحتجاجية محلية وجهوية؛ وأخرى مركزية، موزعة ما بين مسيرات بالشموع واعتصامات أمام مقرات ولايات الجهات وإضرابات وطنية، أملا في الإستجابة لمطالبهم من طرف المسؤولين.