البعمري: استقالة كوهلر ستربك مسار المفاوضات والجزائر هي المستفيدة

قال نوفل البعمري، الخبير في شؤون الصحراء، إن استقالة كوهلر فاجأت مختلف المتابعين للملف على اعتبار أن الجميع كان يتهيأ للتحضير للجولة الثالثة من المائدة المستديرة بجنيف التي أقرتها الأمم المتحدة في قراراتها الأخيرة.

ويرى البعمري، في تصريح لـ”آشكاين”، أن “الاستقالة ستربك هذا المسار الذي قطعه الملف على المستوى السياسي، إذ كان هناك تطور في الموقف الأممي الذي كان متجها نحو إيجاد صيغة سياسية لحل هذا النزاع، خاصة وأن الأمم المتحدة من خلال قراراتها، سواء 2440 أو 2468، أكدا معا على الانخراط في مسلسل التسوية السياسية بروح ودينامية جديدتين، وهو ما كان يعني أن كوهلر كان يتجه نحو الاشتغال على قاعدة الحكم الذاتي باعتبارها هي الأرضية السياسية التي تستجيب لمواصفات الحل الذي أقرته الأمم المتحدة”.

وبحسب الخبير ذاته، فإن هذا المستجد “فيه خسارة خاصة وأن الرجل كان يشتغل بواقعية سياسية فرضها على مختلف الأطراف، خاصة الطرف الرئيسي وهي الجزائر في المباحثات التي جرت كطرف رئيسي والتي تظل هي المستفيدة من هذه الاستقالة، لأنها ستحاول المناورة من جديد للتخلص من التزاماتها الأممية”، مضيفا “لكن بالنسبة للمغرب الأمر يتعلق بتعاطي مؤسساتي مع الأمم المتحدة، حيث أنه وإن كان قد تأسف على استقالته، إلا أننا تتعاطى مع الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التي تعتبر منطلق عمل أي شخصية جديدة، إذ لا يمكن التراجع عما تحقق إلا بقرارات جديدة خاصة وأن المسار الحالي لم يستفد نفسه بعد، بل على العكس كان متجها نحو الاشتغال على الحل السياسي الواقعي”.

ما يهم المغرب الآن، بحسب البعمري، هو أن على أي شخصية ستعين مكان هانس كوهلر أن تلتزم بنفس الروح التي اشتغل بها هذا الأخير، “حيث سيجد نفسه مقيدا بقرارات مجلس الأمن وبالمعايير السياسية التي حددتها الأمم المتحدة، المتمثلة في الحل السياسي الواقعي، والدينامية الجديدة وهي معا مفاتيح تجعل من مقترح الحكم الذاتي هو المستجيب للحل، لذلك المغرب يجب أن يكون حاضرا ومؤثرا بشكل إيجابي في المناقشات التي ستجري حول الشخصية التي سيتم تعيينها وhلخلفيات السياسية التي ستكون لها وهل ستكون أمريكية أم أوروبية، لأنها كلها معايير تحدد عمله وتكون مؤثرة فيه خاصة من حيث العمل على التوصل لحل توافقي، براغماتي، واقعي في إطار مبادرة الحكم الذاتي”.