2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
لماذا يقاطع المغاربة القنوات العمومية؟

إطلالة على الإنتاجات الفنية المعروضة على القنوات العمومية، جعلت المغربية مريم بوتغرصا تتخذ قرارا بإغلاق التلفزيون في شهر رمضان ومقاطعة الإعلام العمومي.
في حديثها مع “الجزيرة نت”، وصفت مريم، وهي أم لطفلين، ما تعرضه هذه القنوات خاصة ساعة الإفطار بـ “الحموضة والتفاهة”، وقالت “مع وجود الإنترنت أصبح حضور التلفزة في بيتي ضعيفا، فأنا الآن أشاهد البرامج التي أراها قوية وجيدة في الوقت الذي يناسبني عبر اليوتيوب”.
وليست مريم وحدها من اتخذت هذا القرار، بل إن عددا من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أعلنوا مقاطعتهم الإعلام العمومي في رمضان، بسبب رداءة الأعمال المعروضة وتكرار الوجوه والمضمون، خاصة تلك التي تبث في أوقات الذروة أي ساعة الإفطار.
ووصف مغاربة المسلسلات الكوميدية بـ”الحموضة”، وهو لفظ يستخدم عند سماع نكت غير مضحكة، وصاروا يطلقونه في السنوات الماضية على المسلسلات الخالية من الإبداع والمضمون.
تقول مريم “اليوم لأول مرة فرمضان أشاهد قناة مغربية ميمكنش إشهارات كل المنتوجات بالغناء والرقص كتحس مكيبدلو فيهم حتى شي مجهود يحترم المشاهد ومافيهمش ذرة د الأبداع والو بحال الخدمة ديال آخر دقيقة وللأسف نفس الفكرة تتكرر سنويا. أحيانا كنقول عندنا مشكل فالافكار ومستوى الإبداع ماشي فالانتاج فقط”.
ولقيت الأعمال الفنية الرمضانية انتقادات واسعة بدأت مباشرة بعد إعلان القنوات العمومية برامجها في الشهر الفضيل، ووصل صدى هذه الانتقادات إلى البرلمان.
ووصفت النائبة خديجة الزياني، عضو فريق التجمع الدستوري بمجلس النواب، تلك الإنتاجات بأنها “بشهادة الجميع كارثية بكل المقاييس”، مضيفة أن أكثر من 50% من المغاربة يفضلون مشاهدة القنوات الأجنبية على حساب القنوات المغربية، وعزت ذلك إلى “رداءة المنتج وضعف المحتوى”، متسائلة عن معايير إنتاج هذه البرامج وكيفية انتقاء المواد الفنية.
ودافع وزير الثقافة والاتصال المغربي محمد الأعرج عن الإعلام العمومي، وقال إن وزارته تسعى دائما للجودة العالية في البرامج المقدمة في الإعلام العمومي، وأضاف “أن البرامج الرمضانية ترضي الجمهور وتحقق نسب متابعة مرتفعة”.
عصير مركز من التفاهة
بدورها هاجمت صحف وطنية الإنتاجات الرمضانية، وكتبت جريدة المساء الأكثر مبيعا في المغرب في افتتاحيتها أن صفقات البرامج الرمضانية تتحول كل سنة إلى “قفة” ريع كبيرة تسلم لفائدة عدد من الشركات المحظوظة والمحتكرة لهذه الكعكة.
وقالت إن تلك الشركات تستنزف من المال العام عشرات الملايين من الدراهم مقابل برامج وإنتاجات تقدم عصيرا مركزا من التفاهة والابتذال والإسفاف المستفز، وأضافت أن “التفاهة التي تجثم على الإعلام العمومي هي جرائم ترتكب عن عمد وسبق إصرار”.
وفي الاتجاه نفسه، انتقدت أمينة فوزي زيزي، النائبة عن حزب العدالة والتنمية، خلال كلمتها في البرلمان استفادة شركات الإنتاج من دعم الدولة، ودعت إلى تمكين شركات إنتاج أخرى خاصة الصغيرة والمتوسطة، من الاستفادة من العروض المعلنة من طرف قنوات القطاع العمومي.
قياس المشاهدة أم الرضا؟
وبعد مرور الأسبوع الأول من رمضان خرجت مؤسسة “ماروك متري” المتخصصة في قياس نسبة المشاهدات، بأرقام حول نسب المشاهدة في القنوات العمومية، حيث حلت القناة الثانية في صدارة المشاهدات بنسبة بلغت 46% خلال الأوقات العادية، و60% وقت الذروة، تليها القناة الأولى بنسبة 14% خلال الأوقات العادية، و20% وقت الذروة.
وتعليقا على هذه الأرقام، قال الناقد الفني مصطفى الطالب إن “ماروك متري” لا تقيس نسبة رضا المشاهدين على الأعمال المعروضة، مشيرا إلى أن مشاهدة التلفاز في وقت الإفطار عادة لدى المغاربة ويضطر بعضهم لمشاهدة الإنتاجات التي تبثها القنوات العمومية رغم عدم رضاهم عنها، أو يقضون الوقت في التنقل بين القنوات.
في المقابل يشير الطالب إلى أن كثيرا من المشاهدين اتخذوا قرارهم مبكرا بمقاطعة التلفزيون الوطني والتوجه نحو الفضائيات أو الإنترنت لمتابعة ما يروقهم بعيدا عن الإسفاف والرداءة.
ووصف الناقد الفني البرامج الرمضانية بأنها دون المستوى وتفتقد للعمق، فالبرامج الكوميدية ءبحسبهء مرتجلة وتستخف بالمشاهد، بينما الدراما الاجتماعية لم تأت بجديد وتعيد تكرار المشاكل الاجتماعية.
وقال الطالب “لدينا إشكال حقيقي في الكتابة سواء في الكوميديا أو الدراما، إلى جانب ضعف كبير في إدارة الممثلين”، وأضاف “نلاحظ أن الكتاب والمخرجين منسلخون عن الواقع المغربي والعربي ويعرضون أعمالا تجعلنا نتساءل هل يعيشون في عالم آخر؟”.
ولفت الطالب إلى أن شريحة واسعة من الفنانين متذمرون بسبب سيطرة شركات إنتاج بعينها على الأعمال الرمضانية منذ سنوات، والتي تعيد تقديم الوجوه الفنية نفسها بمضمون ضعيف لا يحترم ذكاء المشاهد.
كما انتقد غياب الدراما الدينية والتاريخية في رمضان التي تحظى بمشاهدة عالية، وقال “من العيب غياب دراما دينية وتاريخية رغم توفر الدعم المالي، أليست لدينا ذاكرة تاريخية ودينية لتحويلها لأعمال فنية؟”.
Rien a voir,
Hormis que ( lalla laarousa,rachid show,Tombola et les Pub )
Et Samhini , feuilleton Turque bas de game
Camelotte turque ,histoire a l image des egyptiens,
Du blabla sans interets
إعلام منفتح فقط على الفن السخيف والساقط والذي يضحك على دقون الفقراء، وأما الفن والإبداع الذي يفضح ما أنتجته السياسات الفاشلة في المجتمع فهو مهمش، لكونه هو الفن الحقيقي و يمثل نبض المجتمع، وليس فن النفاق والماكياج والتملق، فما ذا تنظر من هذا الإعلام بعد اليوم