2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
“آشكاين” تكشف معطيات حصرية عن فيديو ولي العهد ودور العرايشي في تسريبه

ساعات بعد التداول الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي لمقطع فيديو يظهر فيه ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وعمه الأمير مولاي رشيد، وهما متحرران من البروتوكول داخل القصر الملكي، وبعد نشر”آشكاين” لخبر تتساءل فيه حول المسؤول عن وصوله للعموم، قام الموقع الإلكتروني الذي نشر الفيديو المتضمن للمقطع المشار إليه بحذفه نهائيا من اليوتيوب، لأسباب غير معروفة.
مصدر فيديو ولي العهد وعمه
ما إن انتشر مقطع فيديو ولي العهد، حتى سارع عدد من النشطاء إلى تداول رابط شريط يوتوب تتجاوز مدته 4 ساعات نُشر على موقع LA VANGUARDIA، والذي اقتطع منه الجزء الذي يظهر فيه ولي العهد وعمه متحررين من البروتوكول.
الشريط الذي كان منشورا بـ LA VANGUARDIA، الجريدة الإخبارية الإسبانية، قبل حذفه، والذي تتوفر عليه “آشكاين” وتتحفظ على نشره لما يتضمنه من معطيات قد تكون مشمولة بالسرية، يوثق لمراسم زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس إلى المغرب يوم 30 مارس الماضي، من لحظة وصوله إلى مطار الرباط سلا إلى نهاية أنشطة اليوم الأول من هذه الزيارة، بما في ذلك مقاطع ومشاهد خاصة.
المسؤول عن بث هذا الشريط
عدد من النشطاء اعتبروا أن الشريط المذكور سربته إحدى قنوات الفاتكان، و لكن الحقيقة غير ذلك تماما، لماذا؟
الواقعة المتحدث عنها ليست وقفة احتجاجية أمام البرلمان حتى يتمكن أي كان من تشغيل لايف هاتفه ونقل ما يريد، فالحديث هنا عن المراسم التي جرت في أماكن خاصة ومتعددة وجد محصنة، كالقصر الملكي مثلا. فأنشطة الملك والأمراء تخضع لبروتوكول خاص جدا في نقلها على الهواء مباشرة ونشرها للعموم، وهذا البروتوكول يعطي الحق، حصريا، للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، التي يترأسها فيصل العرايشي، لنقل الأنشطة الملكية، ولها طبعا صلاحيات منح قنوات أخرى، وطنية وأجنبية، حق بث هذه الأنشطة، خاصة إذا تعلق الأمر بنشاط استضافة شخصيات عالمية من رؤساء دول وغيرهم.
كما أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة هي المسؤولة عن إعطاء إشارة الإرسال (SIGNAL) للقنوات التلفزية التي ترغب في نقل النشاط الملكي أو الأميري.
وبخصوص حدث زيارة البابا فرانسيس للمغرب، فقد نقلته العديد من القنوات والمواقع الأجنبية، ونقلت الأنشطة التي جرت داخل القصر الملكي وداخل معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات، وهي أماكن مغلقة والدخول إليها أو بث مراسم نشاط من داخلها يخضع لمسطرة جد معقدة ولإجراءات أمنية خاصة.
المعطيات التي تتوفر عليها “آشكاين” تؤكد أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة هي الوحيدة التي كان لها حق تصوير وبث زيارة البابا للمغرب، خاصة التي حضرها الملك، وهي التي مكنت القنوات والمواقع الناقلة لمراسم زيارة البابا من إشارة البث، وبالتالي هي من تتحمل مسؤولية كل ما تم بثه، لكونها منحت إشارة البث للقنوات من المصدر، بشكل مستمر ولا محدود، ولم تعمل على توقيف البث مع انتهاء النشاط الرسمي وفتح الإرسال من جديد ومواصلة البث مع بداية النشاط الرسمي الموالي، حتى تتمكن من مراقبة ومنع بث مشاهد مثل التي نتحدث عنها. فشركة العرايشي سمحت لهذه القنوات بنقل ما تشاء وبالتصرف الذاتي في البث المستمر، دون مراعاة واستحضار لحرمة القصر الملكي ولسيادة الدولة.
لماذا خلق مقطع ولي العهد وعمه كل هذا السجال؟
سبق وقلنا إن ما شغل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين شاركوا فيديو ولي العهد وعمه بشكل واسع، ليس مضمونه، لأنه لا يظهر أمرا غير مقبول، وإنما يظهر الأمير يتصرف بعفوية كباقي الشباب، لكن الذي شغل النشطاء هو سؤال من الذي يتحمل المسؤولية في هذا الخطأ المهني الشنيع؟ وماذا لو كان البث المباشر المستمر لساعات وغير المراقب من طرف الجانب المغربي يُظهر جوانب أخرى من حياة الأسرة الملكية، قد تكون مشمولة بالسرية؟
وبالاطلاع على الشريط كاملا، يتبين أنه بالفعل تضمن مشاهد قد تكون مشمولة بالسرية، خاصة تلك التي تُظهر الترتيبات التي سبقت توقيع الملك محمد السادس وبابا الفاتيكان لنداء القدس، حيث، مثلا، يُسمع من الشريط حديث خاص بين المكلفين بالبروتوكول الملكي وشخصيات حضرت اللقاء، وكذا تبادل للحديث بين المستشار الملكي أندري أزولاي ووزير الخارجية ناصر بوريطة مع بعض الأساقفة، بالإضافة إلى مشاهد ترتيبية لكيفية إلقاء التحية على الملك وضيفه وكيفية إجلاس الضيوف… إلخ، وهي مشاهد وترتيبات بروتوكولية مخزنية لم يتم إظهارها للعموم من قبل.
ماذا بعد؟
من المؤكد أن هذا الخطأ المهني الجسيم، والذي أظهر تهاون ولا مبالاة المشرفين على النقل التلفزي للأنشطة الملكية والأميرية، ستترتب عنه جزاءات، وذلك تفعيلا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وما لا نتمناه هو أن يذهب أكباش فداء ضحية لهذا الخطأ، فيما ينفذ منها المسؤولين الحقيقيين.