2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
اليازغي لـ”آشكاين”: رئيس حكومة تونس هو من سيّس قضية “رادس” وحضور لقجع لعب دورا كبيرا (حوار)

في قراءة لردود الأفعال التي مازالت تتواتر حول قرار إعادة مباراة الوداد والترجي، اعتبر منصف اليازغي، الباحث في السياسات الرياضية، أن إشكال الممارسة الرياضية في البلدان العربية هو أنها دائما تتجاوز ما هو رياضي إلى السياسي، حيث دائما تنبني المباراة على وجود تآمر ورغبة في ممارسة سلوكات غير أخلاقية للفوز، في حين أننا عندما نتابع المنافسات في أوروبا، وحتى في إفريقيا جنوب الصحراء، نجد شروطا مواتية لمباراة تعلو على أي نقاش سياسي.
مباراة الوداد والترجي تجاوزت محيط المستطيل الأخضر إلى أروقة السياسيين، يقول اليازغي في حديث مع “آشكاين”، حيث أشار إلى أنها لم تتوقف في نهايتها بل امتدت إلى داخل الاتحاد الإفريقي، حيث حدثت انقسامات، ليتجاوز الأمر تعليقات المسؤولين عن الجامعتين والفريقين إلى دخول رجل السياسة على الخط.
وأضاف اليازغي” أول رد سياسي جاء من رئيس الحكومة التونسية، وهو الثاني في البروتوكول التونسي بعد رئيس الدولة، صحيح أنه لم يشر إلى الوداد في أي شيء ولا إلى المغرب لكن أظهر أنه في صراع مع الكاف الذي اتهمه بغياب الأمن في تونس، في حين أن الأمر لم يكن كذلك بل تم تضخيم الأمر للتونسي الذي لم يتقبل القرار، وبالتالي كان دور الرجل السياسي هو التلفيف على الجمهور، فكانت تدوينته التي تحدثت عن توحيد ضد اتهامات الكاف وأن تونس آمنة بجيشها، وإن كانت التدوينة موجهة إلى الكاف إلا أنها أشعلت فتيل نقاش داخل الجمهور التونسي، ما تسبب في طيش لدى المدونين في مواقع التواصل الاجتماعي، ما أدخلهم في صراع سياسي غريب جدا مع المغرب، بإثارة مواضيع حساسة جدا، كقضية الصحراء المغربية وسبتة ومليلية والنظام السياسي بالمغرب، بسبب تدوينة رئيس الحكومة”.
ماذا عن رد فعل المغرب حيال هذا التجاوز؟
ما يُحسب للمغرب بحسب اليازغي أنه لم يكن هناك أي تصريح أو رد فعل سياسي، بل تصريح عاد جدا من قبل وزير الشباب والرياضة قبل إصدار الحكم، “وهذا أمر عادي، بحكم أنه وزير تقع تحت وصيته شؤون الرياضة بالمغرب. ما عدا ذلك مارس المغرب سلوكا رياضيا رصينا، كعادته، ولم ينجرف وراء تيار بعض الإخوة التونسيين”، يشرح متدحثنا الذي لفت إلى أن “التونسيين عندما يتحدثون عن الجانب الأمني تناسوا أن واقعة فريدة حصلت معهم، هي أن يذهب إليهم الملك ويتجول بمفرده في شوارع العاصمة بدون حراسة مشددة، في الوقت الذي كانت تعاني من أزمة سياحية وهجمات إرهابية، والملك حينها أرسل رسالة من تونس بأنها آمنة، وبقي فيها حوالي 10 أيام، ليس إرضاء لمنصف المرزوقي وإنما لعلاقة الشعبين، والتونسيون هللوا بالزيارة، لكن أن تنقلب الأمور بمجرد مباراة فهذا يبرز تناقضا ويوضح أن كرة مباراة يمكن أن توجه شعبا ضد آخر”.
وبعيدا عن السجال، يؤكد اليازغي أن من حق التونسيين التوجه إلى الطاس، وهذا أمر مفروغ منه، “عوض كثرة الكلام والانسياق في متاهات في غنى عنها”.
دور الجامعة الملكية التي ساندت الوداد
ما قامت به الجامعة في الملف أمر عادي لأنه من صميم اختصاصها، قائلا “إنها جامعة، إذن قامت بدورها لأنها هي الوصية على الأندية، وهنا برز دورها في الدفاع عن الأندية الوطنية وليس فقط تنظيم المنافسات، والأكيد أن الطريقة التي أديرت بها هذه الأزمة كانت بطريقة احترافية وهادئة، فمباشرة بعد المباراة تم عقد اجتماع وتم الإعلان في بلاغ رسمي أن الجامعة ستتخذ الإجراءات اللازمة، وهذا ما يتوجب عليها ولم تضرب حق أحد. ما تشكر عليه الجامعة هي أنها أعدت ملفا قويا وذهبت إلى باريس”.
دور كبير قام به رئيس الجامعة فوزي لقجع
حضور فوزي لقجع في المكتب التنفيذي في الكاف لعب دورا كبيرا بحسب الباحث في السياسات الرياضية، فالأمر لا يتعلق بوجود ملائكة داخل الكاف، بل هناك يتوجب عليك أن تمارس كولسة وضغوطا وتقربا من الأعضاء، وهذا هو واقع الأشياء داخل الكاف ومختلف المؤسسات الدولية. ودليل منصف اليازغي على أن لقجع نجح في مهامه هو “أن أغلبية الأعضاء صوتوا لصالح الوداد، إذن هو عملية تغليب وجهة نظر من خلال حضوره داخل المكتب التنفيذي وهذا أمر يحسب للمغرب، لأننا منذ سنوات ونحن غائبون ونتجرع مرارة الظلم في عدد من الحالات، لكن الآن فهم المغرب أن سياسة الكرسي الفارغ سيجعله عرضة للتعسفات”.