“الهاكا” تنذر قنوات عمومية بسبب تطبيعها مع تنظيمات إرهابية

في آخر الزلات التي توقع قنوات القطب العمومي في المحظور، وجهت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري إنذارا للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والقناة الثانية وميدي1 تي في، بسبب وصلة إشهارية خاصة بشركة الاتصالات “Orange”، تم بثها من 09 إلى 13 ماي 2019.

“الهاكا” اعتبرت أن الوصلة التي تظهر مجموعة من الشباب بزي عبارة عن جلابيب قصيرة ضمنهم شاب ملتح، أرفقت بالعبارات “ندير السلفي مع عمار ونعيط لولد عيشة واخا يكون في قندهار”، مما يحيل نظرا لعناصر المشهد هذه إلى تواصل هاتفي طبيعي بأحد أبناء الحي المتواجد بمنطقة قندهار الأفغانية.

البعد الرمزي لهذه الإحالة الجغرافية ولهيأة شخوص المشهد المذكور، إضافة إلى الإحالة الضمنية على ظاهرة التحاق بعض الشباب المستقطب بتنظيمات محظورة؛ من شأنه، تقول “الهاكا”، وإن لم يكن حثا صريحا، أن يشكل تطبيعا، عن طريق الفكاهة، مع فعل الالتحاق بكيانات ومناطق تشتهر بكونها مراكز تنظيمات مصنفة على أنها إرهابية؛ مما يجعل هذا المضمون لا يحترم المقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل، ولاسيما تلك المتعلقة بالالتزامات الأخلاقية العامة.

وبناء عليه، وبعد توجيه طلب توضيحات بهذا الخصوص إلى كل من الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والقناة الثانية وميدي1 تي في بتاريخ 20 ماي، قرر المجلس بتاريخ 14 يونيو توجيه إنذار للمتعهدين الثلاثة، مع نشره بالجريدة الرسمية.

وكانت جل القرارات التي اتخذتها، على اعتبار وظيفتها الرقابية على قطاع السمعي البصري، جاءت بناء على مضمون وصلات إشهار، ما طرح لدى المهتمين مسألة التقاء “برنيس” الإشهار باعتماد شروط المهنية والموضوعية البعيدة عن التشهير، خصوصا أن قنوات القطب العمومي تعتمد بشكل كبير ومفرط على وصلات الإشهار، خصوصا في أوقات الذروة والمناسبات، لضخ أكبر قدر من المال من عائدات الإعلان عن عروض الشركات والمؤسسات.

القرار يأتي أياما على إنذار جديد تلقته دوزيم، إذ وجه المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، إنذارا للقناة بسبب برنامج “ماسر شيف المغرب”، بعدما قرر معاقبة الإذاعة الخاصة ووقف بث “باسم الله أرقيك”، الذي لم يحترم الضوابط المؤطرة للبرامج الصحية. وقال المجلس الأعلى إن حلقة 19 مارس 2019 من برنامج “ماستر شيف المغرب” الذي تبثه الخدمة التلفزيونية “القناة الثانية” التابعة لشركة “صورياد-دوزيم”، قدمت الراعي وكذا أحد منتوجاته بشعارات صوتية استعملت فيها عبارات ترويجية. واعتبر قرار “هاكا” الإنذاري، أن القناة الثانية لم تحترم المقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل، سيما المؤطرة للرعاية والإشهار غير المعلن عنه.

وكان المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري قرر الإيقاف الفوري لبث وصلة إشهارية تسوق لمنتوج تنظيف كانت تبثها القناة الثانية، لأن الوصلة المقصودة تشكل إشهارا مقارنا يهدف إلى الدعاية لمميزات وخصائص منتوج على حساب منتوج منافس تم إظهاره بشكل واضح عبر عرض صورة علبته، وعبر إزاحة صورته من قبل المنتوج موضوع الحملة الإشهارية.

واستجابت قناة الرياضية للهاكا فأوقفت بث وصلة إشهارية تسبق ملخصات الدوري البلجيكي لكرة القدم، بسبب تضمنها إعلانا عن أحد أنواع الخمور. حيث يحمل الدوري اسم “جيبيلر”، وهي شركة للخمر متعاقدة مع الاتحاد البلجيكي لكرة القدم، بموجب عقد استشهار.

بعد هذه القرارت طالبت وزارة التربية الوطنية، الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بتوقيف وصلة إشهارية تبث عبر القنوات التلفزية العمومية تتعلق بشركة “الضحى” العقارية، حيث اعتبرت أن الإشهار يقدم صورا نمطية سلبية تحط من كرامة فئة الأساتذة، كما تمس وضعيتهم الاعتبارية داخل المجتمع، حيث تقدم المدرسين بصورة المتهافتين الذين لا يهمهم الدرس أو مصلحة التلاميذ، بقدر ما تهمهم مصالحهم الخاصة.

قبل أن يطرح مرة أخرى مشكل المضمون التلفزي في الإشهار، حين بثت القناة الثانية مادة إعلانية خاصة بشركة للاتصالات حول كيفية اجتياز الامتحانات، تظهر تلميذا في قاعة الامتحانات وهو يشرع في وضع مواد استهلاكية على طاولته في غفلة من أستاذته التي كانت منهمكة في مراقبة باقي التلاميذ. وهو ما دفع مهتمين إلى طلب تدخل الهاكا لما يستشف من مضمون المادة الإعلانية حول واقع التدريس.

وغيرها من القرارات التي واجهت بها الهاكا مضمون الإنتاجات التلفزية المعروضة، التي تضع مسؤولي القطب العمومي في موقف محرج مع المشاهد المستاء منها.