لماذا وإلى أين ؟

سخط على تجاهل العثماني ضحايا الحوز.. والرميد يعزي في وفاة الرئيس التونسي

لم يأبه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني لما تعيشه منطقة الحوز من مأساة حقيقية تتعمق أكثر كلما تأخر انتشال جثث الضحايا الذين طمرتهم الأتربة والأوحال في غفلة منهم وهم على متن عربة، أول أمس الأربعاء.

فبينما كانت الجرافات تشتغل ليل نهار، بإمكانيتها البسيطة، ومازالت تعمل إلى حد الآن، واستنفرت السلطات المحلية كل مصالحها المتوفرة، التزم العثماني الصمت كما لو أنه حادث بسيط لم يهز المنطقة، وعلى غراره فعل مسؤولو الحكومة. إذ لم يكلف نفسه حتى تقديم تعزية لأسر الضحايا يعبر فيها عن تضامنه معهم ويحسسهم بأن الحكومة إلى جانبهم، وظل متنقلا في العاصمة الرباط أمس الخميس من نشاط إلى آخر، حيث حضر مراسم تدشين مقر المجلس الوطني للصحافة ولقاء عقدته وزارة الجالية المقيمة بالخارج.

نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ساخطون على العثماني وحكومته، ولم يستسيغو بعد صمته، إذ تساءلوا عبر تفاعلاتهم لماذا هذا التجاهل ومنطقة الحوز بأكملها في حداد وهي لازالت تبحث منذ أول أمس على جثث أبنائها ولم تصل إلا إلى حوالي 16 جثة من بين حوالي 25؟ ولماذا لم يبادر المسؤولون إلى تقديم التعازي لأسر الضحايا الذين لم يناموا منذ تلقيهم خبر طمر الأتربة للعربة التي كانت تقلهم. خصوصا أن الأجواء المناخية صعبت من عمليات الإنقاذ وشهدت الطريق الوطنية التي وقع فيها الحادث انهيارات جزئية للأتربة، وهو ما يدفع الحكومة ورئيسها إلى التعبئة القصوى والاستنفار لأن الأمر متعلق بحياة مواطنين وكرامة موتاهم.

قمة التجاهل عند آخرين، هي ألا يبادر العثماني، شخصيا أو نيابة عنه، إلى التنقل لمعاينة الحادثة والوقوف على هولها ووقعها، فالأمر يستدعي تأجيل ما حضره من أنشطة إلى تاريخ آخر.

فيما اعتبر آخرون أن العثماني بموقفه هذا يعبر عن تجاهل عام تلقاه تلك المناطق الجبلية، إذ يسائل الحادث المسؤولين عن سياساتها خاصة في ما يرتبط بالتجهيز والنقل، حيث شدد نشطاء من مواقع التواصل الاجتماعي، على أن التهميش هو الذي جرف التربة فوق رؤوس الضحايا.

أما مصطفى الرميد، الوزير المكلف بحقوق الإنسان، فموقفه أفظع، يقول الفايسبوكيون، لأنه سارع إلى تقديم تعازيه في وفاة الرئيس التونسي، ولم يفعل ذلك مع أكثر من أسرة مغربية مازالت لحد الآن تنتظر انتشال جثث أفرادها من تحت الأتربة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زكي
المعلق(ة)
26 يوليو 2019 13:10

الفقه و التدبير العمومي كالماء و الزيت لا يلتقيان الا في شخص الأنبياء و الرسل و إمارة المؤمنين ….
التدبير العلمي يتجرد من العاطفة المحضة و يركز على اضمن الطرق لإنجازات و البرامج الفاعلة للتمنية و الحس التدبير
فقهاؤنا نحبهم في مجال الدين و الإرشاد المبني على المدهب المالكي .
أحببناهم و هم أئمة و كنّا فرحين و مرتاحين لانهم كانوا مرجعية اما ننحرف على أعرافنا و كرهناها لما أصلحوا يحبون المال حبا جما و يتراشقون في ما بينهم و الشتائم ملات افواههم التي لم نعد فيها الى الكلمة الطيبة ….
فأعود كل الى محيطه لتجد الامة بلادا و عبادا اجراء طالما افتقدناها ……
الله ولي المؤمنين

رشيد
المعلق(ة)
26 يوليو 2019 13:09

والله يوم بعد يوم يزداد كرهي لكم ايها المتملقون موعدنا 2021 بحول الله ان كان هناك ناخبون رجال احرار لن تحصلوا حتى على مقعد في المرحاض العمومي

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x