لماذا وإلى أين ؟

هذا ما قالته الشبيبات الحزبية عن خطاب العرش

آشكاين/محمد دنيا

في كل مناسبة يتحدث من خلالها العاهل المغربي لشعبه، يؤكد على دور الشباب وضرورة تعبئته للإنخراط في العمل السياسي، “لأن أبناء اليوم هم الذين يعرفون مشاكل ومتطلبات اليوم”، كما جاء في خطاب ذكرى عيد العرش بصريح العبارة، الأمر الذي يفرض على الأحزاب السياسية المغربية التفاعل بإيجابية مع هذا النداء عبر تجديد أساليب وآليات اشتغالها، لإستقطاب الكفاءات الشابة.

بلا شك أن أغلب الفاعلين السياسيين المغاربة، أجمعوا على أن خطاب العرش لامس بعمق الإشكالات التي تقف حاجزا أمام تحقيق التنمية الإجتماعية والإقتصادية الشاملة، وفي إنتظار تفاعلهم عبر خطوات عملية ملموسة، يستضيف الموقع الإخباري “آشكاين”، الشباب الذين يرأسون بعض الهيئات السياسية، لأخذ مواقفها من مضامين خطاب العرش لهذه السنة.

شبيبة العدالة والتنمية: إذا اشتغلنا جميعا على تنزيل مضامين هذا الخطاب سنكون في وضع آخر

قال الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية؛ محمد أمكراز، إن الخطاب الملكي كان “جريئا، تحدث بلغة واضحة عن بعض الأشياء التي تعتبر أساسية؛ وحدد من خلالها توجهات المرحلة المقبلة”، مضيفا أنه “انتقد بعض التصرفات والممارسات التي تشكل حجرة عثرة أمام الطموحات التي عبر عنها؛ في التنمية الإقتصادية ومحو الفوارق الإجتماعية بين الفئات والمناطق، وتحدث بوضوح عندما انتقد بعض المسؤولين الذين أغلقوا بعض القطاعات أمام المنافسة، واعتبر ذلك ممارسة منهم للحفاظ على مصالحهم”.

وأوضح أمكراز في تصريح لـ”آشكاين”، أن “لغة الخطاب جريئة وإيجابية”، مشيرا إلى أنه من “المهم أن يسمع المسؤولون مثل هذا الكلام، خصوصا أنه تحدث عن ضرورة القطع مع الممارسات الريعية، وهو شيء إيجابي جدا، ودعا إلى إشاعة قيم العمل ومحاربة السلبية، وإذا اشتغلنا جميعا على تنزيل مضامين هذا الدستور سنكون خلال العشرين سنة في وضع آخر”.

واعتبر المتحدث أن إحداث لجنة لوضع مقترح النموذج التنموي “انتقال للخطوة العملية بعدما انتقد خطاب سابق النموذج التنموي المغربي؛ وأكد أنه استنفذ أغراضه”، مبرزا أن “إحداث لجنة استشارية تزامنا مع النقاش حول النموذج التنموي، سينتج النموذج الجديد الذي سينتقل بنا فعلا نحو مرحلة جديدة، يسعى من خلالها المغربي إلى أن يكون في مصاف الدول المتقدمة، خصوصا أن له من الامكانيات ما يخول له ذلك، لولا المعيقات التي تحدث عنها الخطاب نفسه”.

وعن سؤال “آشكاين”، حول ماذا يقصد الخطاب بأن “الحكومة تتوفر على بعض الكفاءات؟ رد المتحدث أن “الخطاب موضوعي جدا”، مردفا أنه “لن يكون كذلك لو قال إن الحكومة كلها كفاءات، أو أنها بدون كفاءات نهائيا، لكن عندما تحدث بالنسبية؛ فهي لغة العقل والمنطق والموضوعية، وجميع المؤسسات فيها بعض الكفاءات، ولا أظن أن الخطاب بهذه اللغة يقصد أشخاص أو جهة معينة، لكن تحدث عن الحكومة باعتبارها وحدة”، وفق المتحدث.

الشبيبة التجمعية: الخطاب رسالة لنا لتأطير وتكوين الشباب في أفق صناعة نخب جديدة

من جهته؛ قال رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية؛ يوسف شيري، إن “صاحب الجلالة دعا إلى تجديد النخب الاقتصادية والسياسية ونخب القطاع العام، واستقدام نخب متشبعة بثقافة جديدة، من أجل ضخ دماء جديدة تمنح لها فرصة للمشاركة في تنزيل النموذج التنموي الجديد، بتفكير منفتح ونقاش عميق وبلورة جديدة”.

وأوضح شيري؛ في تصريح لـ”آشكاين”، أن “الخطاب رسالة واضحة للأحزاب السياسية، من أجل تأطير وتكوين الشباب، في أفق صناعة نخب جديدة، قادرة على تحمل المسؤولية، ومواكبة تنزيل النموذج التنموي الجديد والارتقاء ببلادنا نحو مصاف الدول المتقدمة، وتجاوز الاشكالات العميقة وتحقيق العدالة الاجتماعية”، مردفا أن الأمر ملح “بعدما تبين أن الحكومة والإدارات بحاجة إلى كفاءات عالية، تنضاف لبعض الكفاءات المتوفرة حاليا”.

وأكد رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، أن “جلالة الملك ركز على التفاوت الطبقي والاجتماعي في المجالات الاجتماعية، لذلك نحن في حاجة ماسة لتشخيص دقيق لهذه الوضعية، حول عدم استفادة فئات معينة من المجتمع المغربي من التنمية البشرية”، مشيرا إلى أن الملك في حديثه عن إشكالات التعليم والصحة والنظام الضريبي، “يستوجب علينا إيجاد مقترحات لتجاوز المعيقات في القطاعات المذكورة”، وفق المتحدث.

الشبيبة الإستقلالية: نحن أمام ملكية قوية متطورة في مقابل نخب حزبية ضعيفة ومترددة

تبعا لذلك، أكد نائب الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية؛ محمد البوكيلي، أن الخطاب الملكي دليل آخر على “أننا أمام ملكية قوية متطورة ومنفتحة وحاملة لمشروع طموح للمستقبل، في مقابل نخب حزبية وسياسية ضعيفة ومترددة تحكمها حسابات صغيرة ومرحلية”، مردفا “صحيح أننا لم نصل لتحقيق طموحنا الجماعي في القضاء على الفقر أو توسيع قاعدة الشغل، لكن خطاب الملك لامس بعمق تطلعات الشباب المغربي”.

واعتبر البوكيلي، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الملك هو صوت الشباب اليوم، في مواجهة ظواهر مازالت تقاوم من قبيل الفساد والريع وانغلاق عدد من المؤسسات الحزبية على نفسها”، مشيرا في السياق ذاته إلى “رفض الأحزاب السياسية التنخيب وضخ دماء جديدة في هياكلها، وهو ما أنتج ضعف المشاركة السياسية للشباب”.

وأكد نائب الكاتب العام للشبيبة الإستقلالية، أنه عندما تحدث الملك عن فقده الثقة في بعض السياسيين، فإنه “كان يتحدث بصوت شباب الوطن، وعندما عبر عن تألمه الشخصي لعيش كثير من الشباب البطالة، فإنه كان يبرق لبعض السياسيين رسالة واضحة أن يقتربوا من هموم الشعب وخاصة الشباب، ويلعبوا دورهم الدستوري في تأطيره وتمثيله؛ أو ليرحلوا بدل الاستمرار في خدمة أجنداتهم الشخصية المكشوفة”.

وخلص متحدث “آشكاين”، إلى “أننا أمام ملكية قوية تلعب كل أدوارها الدستورية، وتكتسح شرعية مطلقة في أوساط الشباب المغربي، في مقابل أحزاب سياسية تخاف من الشباب وتماطل في تمكينهم من مواقع المسؤولية بل وتحاربهم في تجارب كثيرة, نأمل أن تنتهي قريبا، إذا فهمت الرسائل العميقة لخطاب جلالة الملك”، وفق تعبير المتحدث.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x