لماذا وإلى أين ؟

مرصد دولي: احتجاجات كليات الطب تخللتها إجراءات تعسفية غير مبررة

دخل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان على خط الأزمة بين الطلبة الأطباء ووزارتي الصحة والتعليم، معتبرا أن احتجاجات أطباء كليات الطب، التي انطلقت منذ فبراير الماضي، تخلتلها إجراءات تعسفية غير مبررة من السلطات.

وانتقد المرصد، عبر بيان نشره على موقعه الرسمي، قرار وزارة التربية والتعليم المغربية توقيف ثلاثة أساتذة أطباء عن العمل هم كل من سعيد أمال وإسماعيل رموز وأحمد بلحوس، وتجميد أجرتهم الشهرية وإحالتهم على المجلس التأديبي. وأشار إلى أن القرار المذكور يتعلق بـ”إجراء عقابي انتقامي كنوع من الرد على مواقف الأساتذة المعنيين ومساندتهم المعلنة للطلاب الذين قرروا مقاطعة الامتحانات احتجاجًا على عدم تجاوب وزارتي التعليم والصحة مع مطالبهم”. يقول البيان.

وقبل أيام أعلنت التنسيقية الوطنية لطلبة الطب في المغرب خوض مسيرة احتجاجية وطنية بالرباط بعدما رفضت الحكومة الاستجابة لبعض مطالبهم وهددتهم بالترسيب أو الطرد بعد مقاطعتهم الامتحانات.

واعتبر الأورومتوسطي توقيف الأستاذة الثلاثة عن العمل “إجراء غير قانوني، وانتهاك لحرية التعبير عن الرأي”، كما استهجن تهديد الحكومة لـ 18 ألف طالب بالترسيب أو الطرد بسبب احتجاجاتهم. وشدّد على وجوب التزام الحكومة المغربية بحرية الرأي والتعبير والعمل على إيجاد حلول جادة ومعقولة ترمي لتحصين الجامعة العمومية أمام تغول القطاع الخاص.

ودعا الأورومتوسطي السلطات المغربية إلى “ضرورة إعادة الأكاديميين الثلاثة إلى عملهم بشكل سريع دون اشتراطات، لاسيما وأن قرار توقيفهم مخالفة لأبسط الحقوق التي كفلها الدستور المغربي والمواثيق الدولية التي أكدت على حق التجمع السلمي وإبداء الآراء وتنظيم الاحتجاجات السلمية التي تهدف لتغيير أو إيقاف أي قرار من شأنه أن يمس أي حق من الحقوق التي كفلها القانون، كما دعا الوزارات المختصة إلى ضرورة التراجع عن قراراتها الأخيرة الخاصة بكلية الطب لا سيما وأن تلك القرارات تحرم آلاف الطلبة من إكمال تعليمهم في تلك الكلية”.

وقال الباحث القانوني في المرصد الأورومتوسطي، محمد عماد، إن الباب الثاني من الدستور المغربي لا سيما الفصول من 19 إلى 41 كفلت مجتمعة حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي دون تقيد أو ملاحقة، مؤكدًا أن تلك المواد كفلت حماية الحريات الأكاديمية والعلمية والتعليمية والتعبير الفني والأدبي، وهذا ما خالفته وزارة التربية والتعليم عندما قررت إيقاف الأكاديميين الثلاثة وإحالتهم إلى التحقيق.

وبين عماد أن الاحتجاجات التي نظّمها الطلبة داخل المغرب وما رافقها من انضمام لأكاديميين وحقوقيون حق طبيعي لا يستوجب استخدام العنف، أو إصدار قرارات تعسفية تنتهك حقوق الطلبة في مواصلة تعليمهم دون خصخصة أو منع، منوها إلى ضرورة إعطاء الطلبة المساحة الكافية للتعبير عن آرائهم والنظر في مطالبهم المشروعة.

وطالب المرصد الأورومتوسطي في نهاية بيانه السلطات المغربية بضرورة الإيعاز إلى وزارة الداخلية والتعليم والصحة لاحترام الحقوق المكفولة للطلبة والعاملين في القطاع التعليمي وتمكينهم من ممارسة حقوقهم دون أي تبعات قد تهدد إكمال مسيرتهم التعليمية، أو إعاقة عمل الأكاديميين الذين يستخدمون حقوقهم القانونية في التعبير عن آرائهم في القضايا المجتمعية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x