لماذا وإلى أين ؟

قيادي بالبيجيدي: لعنة الله على التضامن الحكومي وعلى من يُساير عيوش

هاجم بلال التليدي، العضو البارز بالمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، الحكومة وتفاعلها حول ما نسب إلى محمد بنعبد القادر الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف باصلاح الادارة والوظيفة العمومية، حول اللغة العربية التي اعتبرها “ميتة”.

وقال التليدي: “كنت أنتظر من وزير واحد له غيرة وطنية أن يرد على ما نسب للسيد بنعبد القادر من أن اللغة العربية ميتة ويذكر بالمقتضيات الدستورية، وأن أمة أجمعت في سياق جد ملتهب أن تنص دستوريا على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد، لا يمكن أن يأتي اليوم وزير أدخل الى الحكومة من النافذة ليلمز إجماع الأمة”.

وأضاف في تدوينة له أنه “من المؤسف أن الجميع يعلم سياق تصريحه ومناسبته ولا يحرك ساكنا.. لعنة الله على التضامن الحكومي إن كانت تسمح بالذل وذبح لغة الأمة من الوريد إلى الوريد”، وختم بالقول: “الدفاع عن اللغة قبل الخوف على المواقع”.

وفي سياق الحديث عن مصادقة الحكومة لمشروع قانون “فرنسة التعليم”، هاجم البيجيدي الحكومة قائلا: “من عجز عن المقاومة، واضطر لتمرير فرنسة التعليم، والقيام بما لم تستطع حكومات أخرى سابقة بتمريره لوطنيتها او تخوفها على رصيد مصداقيتها، يجدر به الا يزيد الطين بلة، ويساير عيوش وغيره، في مزاعمهم بفشل التعريب وقصور اللغة العربية وعجزها… الاستعمار والنخب الفرنكفونية الضاغطة انتصرت في هذه المعركة بسبب انهيار المقاومة لدى نخبة من السياسيين….ما عداه هو تبرير في تبرير، ومزيد من إحراق المصداقية”.

وكان محمد بنعبد القادر نفي في تصريح لـ”آشكاين” التصريحات التي نسبت إليه، بكونه قال، خلال ندوة نظمتها “أكاديمية تمكين” بتطوان في نسختها الثالثة تحت شعار “الإدماج الاجتماعي للشباب آفاق جديدة”، إن اللغة العربيه “لغة ميتة ولم يتم تحديثها منذ 14 قرنا، ولا يمكننا اليوم استعمالها في تدريس المواد العلمية”، قائلا: “كلامي جاء ردا على سؤال أحد الحاضرين متعلق بكون الصين وكوريا تدرس العلوم بلغاتها، فقلت له: نعم صحيح، وهذا ما نطمح إليه، لأن اللغة الصينية واللغة الكورية خضعتا لتهيئة جديدة وتطوير لمناهجها ولم تعد لغة عتيقة، وهو ما فشلنا فيه نحن”، مسترسلا: “إذن لكي تصبح اللغة العربية لغة تدريس العلوم يجب تطوير مناهجها”.

وتابع المسؤول الحكومي: “قلت، في سياق تفاعلي مع سؤال المذكور، أن مناهج تدريس اللغة العربية هي أقرب إلى مناهج تدريس اللغات الميتة”، ضاربا المثال بتدرس اللغة اللاتينية في المدارس الأوروبية، لإعتمادها في تدريس النصوص القديمة”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
يونس العمراني
المعلق(ة)
27 أغسطس 2019 15:57

مصادقة الحكومة لمشروع قانون “فرنسة التعليم
أتابع النقاش الدائر هذه الأيام والذي ابتدأ قٌبيل سنين في مجال التعليم حول تدريس العلوم باللغات الأجنبية ( الفرنسية أو الإنجليزية) باعتبارها لغات حية ولغات العلم مع إقصاء تام وممنهج وواضح للغة العربية باعتبارها لغة ميتة أو لغة غير علمية (كما يقولون) ، جالت في خطر التساؤلات التالية وهي : هل فعلا اللغة تموت وتحيا ؟؟ وكيف يحصل لها ذلك ؟؟ وهل موت لغة وحياة أخرى أمر قدري يرتبط بمشيئة الله ولا دخل للإنسان فيه ؟؟ أم أن الحي والميت هو الإنسان واللغة مجرد تابع ؟؟

إن وضع لغة ما تحت المجهر و تسليط الضوء عليها والنظر إليها بعين فاحصة من زوايا مختلفة تطل على نشأتها وتطورها وأفولها كافٍ ليوصل إلى نتيجة مفادها أن اللغة لا يمكن وصفها بالموت والحياة ، فنقول هذه لغة حية وهذه لغة ميتة ، وإنما الحي والميت عبر التاريخ هو الإنسان المتكلم بها ، لأن اللغة إنما تحيا بحياة أهلها وبقدر ما ينتجون من دراسات وما يبتكرون من إبداعات يدونونها بلغتهم وبقدر اعتزازهم وتشبثهم وتكلمهم وتعبيرهم بها ، فينفخون بذلك كله روحا جديدة في لغتهم فتصبح حية تتطور وتزحف رويدا رويدا لتحتل المراتب الأولى مرفرفة في سماء العلم والأدب والتواصل وفي كل شيء، وكذلك هي تموت بموت أهلها وانكماشهم وإعراضهم عن البحث والابتكار والتطوير ونفورهم منها ومخاصمة ألسنتهم لها ، فيُدخلون بذلك أنفسهم ولغتهم في غيبوبة طويلة غالبا ما تنتهي بوفاة حضارية مفاجئة واضمحلال سريع وتبعية عمياء لأصحاب اللغات الحية .

هذه النتيجة يثبتها الواقع ، وعليه فإننا عندما نقول بأن اللغة الإنجليزية اليوم مثلا هي لغة حية ولغة العلوم الأولى، فهذا لا يعني أنها احتلت هذه المرتبة من فراغ وأن الله تعالى أراد لها ذلك وأجبر حوالى 25 في المئة من سكان الأرض على التكلم بها لتكون هي حية وفي المقابل أراد الموت لباقي اللغات ، بل إنها لغة تطورت وتقوت بحسن صنيع أهلها وحرصهم الشديد على التكلم بها وتدوين العلوم بحروفها وتصدير كل ذلك للعالم عبر وسائل الإعلام وتقنيات التواصل الحديثة وعبر مخططات قريبة ومتوسطة و بعيدة المدى تستهدف تقوية هذه اللغة ونشرها في باقي الدول غير الناطقة بها وتأسيس معاهد ومدارس لذلك مع التحفيز والتشجيع ، وهي مؤشرات تثبت أن الإنسان الإنجليزي اليوم إنسان حي ويفكر وله رغبة في فرض لغته على العالم وها هو ماضٍ في طريقه بثبات ، وقبله لعب الإنسان الإفرنجي نفس الدور واستطاع أن يوصل لغته الفرنجية إلى مرتبة العالمية، وقبلهما كانت اللغة العربية لغة حية تشهق مجدا وتزفر حضارة حين كان أهلها أحياء يرزقون وبالعلم مولعون وبحروف الضاد يكتبون ويدونون فأوصلوها إلى العالمية عندما كانت شمس العلم تشرق من بغداد وتغرب في الأندلس .

وإذا كان ابن خلدون في مقدمته قد أشار إلى أن الأمم لها أعمار كأعمار البشر تبدأ ضعيفة ثم تتقوى ثم تموت ، فكذلك اللغات يكمن القول أنها تبدأ ضعيفة تحبو في مهد متكلميها الذين سرعان ما تحركهم غالبا دوافع علمية محضة فتدفعهم إلى تطويرها ونشرها وتدوين ما يصلون إليه بها إلى أن تستوي على سوقها فيُعجب الزراع النائمون بها ، لكن سرعان ما تهب رياح الخمول والكسل فيصاب أهلها بالضمور والفشل فيموتون وتموت لغتهم معهم، ليظهر قوم آخرون تحركهم نفس الدوافع التي حركت أسلافهم غالبا فيحصل معهم مثل ما حصل مع لغة من قبلهم حياة وموتا، وهكذا دواليك .

من هنا أقول أن اللغة لا حول لها ولا قوة وهي مجرد تابع لأهلها ، فإذا كانوا أحياء حييت معهم وإذا ماتوا ماتت وأقبرت في أجوافهم، وعليه فإننا إذا رجعنا إلى النقاش الدائر في بلداننا الميتة حول تبني اللغات الحية لتدريس العلوم نجد أنفسنا جد محرجين إذ كيف سولت لنا أنفسنا أن نفكر في تدريس العلوم ( الرياضيات ، الفيزياء ، والطبيعيات) بلغات ليست لنا ونقيم الندوات والمحاضرات ونصادق على القوانين والقرارات لتحقيق ذلك، في الوقت الذي نتنكر فيه للغتنا ونهملها دون أن نمد لسان العون لها لنحييها ودون أن نفكر في أدنى خطة لتطويرها ونفض الغبار عنها وتجديدها ، وكم يزداد الأمر هوانا وذلا عندما نرضى بأن نكون وسيلة ضمن مخطط لنشر وتطور لغات أقوام آخرين دون أن تأخذنا الغيرة لتطوير لغتنا وتشجيعها والتحفيز لنشرها خاصة وأنها لغة قوية ورصينة وواسعة الاشتقاق وفصيحة بالقدر الذي يمكنها من احتلال الصدارة ، لماذا نلوم العربية وأهلها ميتون الجوب العربية ورائكم والجهل امامكم

أما الوهم يتبراء منكم
هؤلاء النخبة التي تقرار مصير أطفالكم كشفها رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، لأول مرة، بخصوص تعليم النواب، إذ أكد أن حوالي 100 نائب برلماني لا يتوفرون على الباكالوريا.
المعطيات المثيرة التي أماط اللثام عنها المسؤول الأول عن المؤسسة البرلمانية تشير إلى أن 5 نواب من أصل 395 لم يلجوا المؤسسة التعليمية، مشيرا إلى أن 1.27 نائبا يمثل الأمة بدون مستوى دراسي.
وتبعا لذلك أوضحت المعطيات الرسمية لمجلس النواب أن 74.68 في المائة من النواب، وهو ما يعادل 296 برلمانيا تقريبا، يتوفرون على مستوى تعليمي عال؛ فيما 19.49 في المائة مستواهم ثانوي، و4.56 في المائة بمستوى تعليمي ابتدائي

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x