لماذا وإلى أين ؟

حزب “الحب العالمي” يدخل على خط قضية معتقلي حراك الريف

آشكاين/ المحفوظ طالبي

أصدر “حِزب الحُب العالمي” مشروعًا سمّاه بـ”مشروع فلسفة الحزب”، مُضمِّنًا إيّاه المبادئ التي يرتكز عليها وينطلق منها للاشتغال لمُوجهة ومُعالجة مُختلف الإشكالات التي يَعتبرها أصلاً لمُعاناة البشرية كـ”الأنانية، وتغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، والبحث عن الربح السريع”، وكـ”عدم الاعتراف بأن الحب والإخاء هو ما ينقص الإنسانية محليًا وكونيًا وليس الثروات”، وكـ”عدم الرغبة في العيش المشترك وتقاسم الخيرات في ظل احترام حقوق الإنسان والبيئة”.
كما ضمَّن ذات المشروع، الذي أصدره بعد لقاءه الثاني المنعقد يوم أمس الأحد الـ20 أكتوبر 2019، والذي توصّلت “آشكاين” بنسخة منه، (ضمّنه) رؤيته لمختلف القضايا المطروحة في الساحة الوطنية.

مصالحة جديدة

وجاء في المشروع بأن الحزب يُقرّ بأن تاريخ المغرب عرف خُروقات جسيمة لحقوق الإنسان تجلّت فيما يُعرف بسنوات الجمر والرّصاص، مُعترفًا بأن العديد من المجهودات بُدلت لطي هذه الصفحة، منها إنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة، إلا أنه أكد على أن العديد من توصيّاتها لم تصل إلى مبتغاها وظل العديد منها دون تنفيذ.

وأبرز أن العديد من الخُروقات لازالت تُسجّل في سجِّل حُقوق الإنسان بالمغرب، مُطالبًا بما سمّاه بـ”مُصالحة جديدة” وإطلاق سراح مُعتقلي حراك الرِّيف وباقي الحركات الاجتماعية، لِطي هذا الملف الحقوقي، مشيرًا إلى أن هذا الملف لا ينفصل عن ملف التّنمية المُستدامة للمناطق المُهمشة تاريخيًا، مُؤكدًا على أن التنمية وجبر الضّرر الجماعي هو السبيل للخروج من هذه الوضعية، في أفق إرساء دولة الحق والقانون.

وأكد الحزب الذي لم يعقد مؤتمره التأسيسي بعد، أن من بين أولوياته هي “تشجيع ودعم الحركات الميْدانية وتنظيمات المجتمع المدني العاملة من أجل الدّيمقراطية والشّفافية وتحميل المسؤولية للحكومة على جميع المستويات من المحلي والدولي”، وكذلك “دعم بكل قوّة التّعبيرات الشبابية عن طريق التربية والتشجيع والمساعدة على مشاركة الشباب في جميع مستويات العمل السياسي”.

كما أكد على أنه سيعمل على “دمقرطة العلاقات بين الرّجال والنّساء بتشجيع الوساطات الملائمة حتى يتسنى للجميع الظفر بنصيبهم في الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية”، حسب تعبير مشروع فلسفة الحزب.

الرّجل والمرأة

وجاء في المشروع أيضًا بأن الحزب يُقر بأن المُساواة بين الرجل والمرأة لا يجب أن تُلغي الاختلاف الطبيعي بينهما، مؤكدًا على ضرورة تقدير هذا الاختلاف وليس طمسهِ من خلال ما عبّر عنه بـ”مُساواة فجة تجعل من الرجل نموذجًا للمرأة”، وتابع: “ومن تم فإنصاف المرأة من داخل المساواة هو اعتراف بأنوثتها وليس مُساواتها بالذكور التي هي خارج طبيعتها”، بتعبير المشروع.

وفي هذا الصّدد جاء في المشروع أن الحزب “يُطالب بتمديد عطلة الولادة للنساء إلى ستة أشهر حفاظا على صحة الأم ورعاية أفضل للطفل”، كما “يُطالب بتمتيع النّساء العاملات بعطلة شهرية مُدتها ثلاثة أيام مراعاةً لظروفها النّفسيّة والصحية أثناء فترة العادة الشهرية”، بالإضافة إلى المطالبة بـ”تمكين النساء العاملات والراغبات من الاستفادة من عطلة الأمومة من سنة واحدة مع الابقاء على نصف الأجرة”.

الدين والدولة

ووفقًا لذات المصدر، فحزب الحب العالمي يُؤكد على أنه يدعم فصل السلطات -التنفيذية والتشريعية والقضائية-، وكذلك فصل الدّين عن الدولة، معتبرًا بأن المواطنة هي القاسم المُشترك بين جميع الأفراد والجماعات، وأنها أساس كل الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.

كما يعتبر أن مبادئ الحب والصداقة والحُرية والعدالة والاحترام والكرامة، هي المدخل لتنمية روح المواطنة والمسؤولية الذّاتية محليًا وكونيًا، وأنها المدخل إلى التغيير والارتقاء بالأفراد والجماعات، مشيرًا إلى أن التربية والتعليم والإعلام والمجتمع المدني هو رافعة هذا التغيير والارتقاء.

واعتبر في ذات المشروع إلى أن المغرب جزءٌ لا يتجزأ من التجربة الحضارية والكونية، وأن من حق الجميع الاستفادة من مكتسباتها الإنسانية واستيعاب ما انتهت إليه والعمل على تطويره وإفادة الإنسانية به.

الموعد المقبل

يُذكر أن اللجنة التحضيرية لحزب الحب العالمي عقد لقاءً ثانيًا له، بمراكش، يوم أمس الأحد الـ20 أكتوبر 2019، بعد الأول الذي كان في الـ20 من غشت2019 بالرباط، وقد تم فيه تقديم ومناقشة مشروع فلسفة الحزب، والمبادئ العامة للنظرية السياسية للحزب.

وبعد اللقاء أصدرت اللجنة ذاتها، بالإضافة إلى مشروع فلسفته، بلاغًا، توصلت به “آشكاين”، وأعلنت عبره: “تبني مشروع فلسفة الحزب وتطويره وتقديمه للمناقشة والمصادقة خلال المؤتمر التأسيسي للحزب”، وكذلك “الشروع في إعداد مشروع البرنامج السياسي للحزب وتقديمه خلال اللقاء الوطني الثالث يوم 20 يناير 2020″، بالإضافة إلى “إعطاء الانطلاقة لجمع توقيعات الأعضاء المؤسسين بكل جهات الوطن”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
المصطفى
المعلق(ة)
22 أكتوبر 2019 15:43

حزب يبدو متعترا منذ البداية . المغرب يحتاج الى من يسبير به الى الامام لا العودة به الى سنوات ولت حتى النظام كان ضحية بعض الانتهازيين والانقلابيين الذين سعوا بمخططاتهم الى الانقضاض على الحكم . الان نحن في حاجة الى عقول نيرة تبتكر وتبدع في مجال التنمية الاقتصادية والبشرية

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x