لماذا وإلى أين ؟

الفاتيحي: قوة المغرب شجّعت موريتانيا على تغيير موقفها من قضية الصحراء

تصريحات موريتانيا الأخيرة حول القضية الوطنية سيكون لها ما بعدها كما يقول المتتبعون للملف، إذ خرجت بأول موقف رسمي لها على عهد رئيسها الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني، مؤكدة أنه حان الوقت لإيجاد حل للقضية، وأنها غير منحازة لأي طرف.

والدليل على ذلك هو أن تصريح وزير الخارجية الموريتاني أصاب الجبهة الانفصالية وقيادتها بالسعار، حيث خرجت لتهاجم الموقف الذي ترى فيه تغيرا في صالح المغرب، خصوصا أن الوزير أكد على أن موريتانيا تريد استغلالها موقعها الجغرافي للتقرب من جيرانها وبدء علاقات جديدة مع البلدان الإفريقية.

عبد الفتاح الفاتيحي، الخبير في الشؤون الصحراوية، يرى أن هذه إرهاصات مرحلة جديدة سيقبل عليها البلدان، في ظل عدد من المتغيرات التي تعيش عليها المنطقة.

ويؤكد الفاتيحي في هذا الحوار، أن موريتانيا بدأت ترى أين تجد مصالحها، وقد مُهد لبداية تغير مواقفها حين اعترف الرئيس السابق ولد عبد العزيز بأن الدول الغربية وأمريكا لن تقبل إقامة دولة جديدة.

ما قراءتك لتصريحات وزير الخارجية الموريتاني؟

أول مرة تخرج موريتانيا بهذا التصريح على عهد الرئيس الجديد ولد الغزواني، ويأتي في سياق العلاقة التي تريد موريتانيا نهجها في عهده، وبالتالي فهي مؤشر وإرهاصات لعلاقة جديدة مُهد لها منذ شهور بعد تعيين السفراء.

لقد كانت هناك أزمة صامتة بين البلدين على عهد الرئيس السابق، على عدة مستويات، منها موضوع الطلبة ومعبر الكركرات… وهو ما كان يجعل موريتانيا بالنسبة للبوليساريو حليفا مؤيدا لأطروحتها.

الآن يريد البلدان تجاوز الاحتقان الذي كان، إذ كان المغرب يخفي غضبه من مواقف جاره الجنوبي وكأنما كان ينتظر أن تنضج موريتانيا وتعرف جيدا أين ستجد مصلحتها، حيث كانت تستقبل قيادات الجبهة وفتحت معبرا بينها ومخيمات تندوف ليكون بديلا لمعبر الكركرات، لكن تبين أنه لن يكون كذلك فقد كان المعبر الجديد لا يمر منه إلا الأشخاص، عكس الكركرات الذي يعيش حيوية اقتصادية وتجارية مهمة في صالح جارتنا الجنوبية، إذا ما استحضرنا أن البلدين يريدان الانضمام إلى منظمة دول غرب افريقيا وما يتطلبه ذلك من قاعدة تجارية يجب أن تتوفر عليخا كل الدول.

هل ما تعيشه الجزائر غيّر من موقف المسؤولين الموريتانيين؟

فعلا، فضلا عما سبق من مؤشرات، هناك أصوات داخل الجزائر تنادي بإعادة النظر في المواقف السابقة، على الأقل أن يكون هناك حياد من القضية، آخرها ما صرح به الزعيم السياسي السعداني الذي صدم الكثيرين في الجزائر بقوله ان الصحراء مغربية وان الجزائر صرفت الأموال لدعم البوليساريو دون جدوى. وهذا في سياق ما تعيشه الجزائر من عدم استقرار سياسي غامض.

كما أن الموقف الأممي يشجع موريتانيا على إعادة النظر، إذ كما يعلم الجميع يؤيد مقترح الحكم الذاتي. في الوقت الذي تعيش مخيمات تندوف حراكا غير مسبوق ضد قيادة البوليساريو.

التصريح جاء بعد الخطاب الملكي الأخير بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، هل له علاقة بما صرح به؟

بغض النظر عن ذلك هناك مشاريع تنموية باشرها وسيباشرها المغرب في الأقاليم الجنوبية، آخرها إعلانه عن مشروع الربط السككي، وهي في صالح موريتانيا التي تريد الاندماج الأفريقي في المنطقة، ويتأكد لها أن ما تريده لن يكون إلا عبر محور الرباط داكار.

وبالتالي إن المشاريع التي يطلقها المغرب في أقاليمه الجنوبية في صالح موريتانيا لانها تشجع على الاندماج بين البلدان وتدفع بعجلة التنمية والتقارب الاقليمي وهذا ما أعلنت عنه موريتانيا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x