2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

انتقد المحامي والناشط الحقوقي والمدني نوفل البعمري، عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، بعد خطابه الأخير الذي تهجم فيه على المغاربة وتطاول عليهم، حين قال “لي خاصو يترب نعاودو نربيوه”.
وقال البعمري لأخنوش: “لقد استمعت لخطابك الذي تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي، وهو خطاب حاولت أن تقدم فيه نفسك مدافعا عن رموز الوطن والبلاد، دعني أعلمك السيد عزيز أن المغاربة ظلوا منذ قرون مرتبطين بمؤسساتهم، وهو ما أعطى مناعة للمغرب، وجعله يقف لسنوات سدا منيعا ضد جل الحملات القادمة من الشرق أو الغرب، دعني اعلمك أن المغاربة بسطاء، وفي بساطتهم لن يقبلوا ان يخاطبهم سياسيا بهذه اللغة وهذا الخطاب غير الموفق، الذي يخفي نوازع استبدادية في خطابكم السياسي، و هي نوازع قطع معها المغرب ولن يسمح بعودتها و لا أن تطل عليه رؤوس سياسيين بهذا الخطاب”.
وتابع: “وأنت تعتبر أن هناك من لن يجد مكانة له في المغرب، دعني انبهك أن المغرب لم يكن ملكا لأحد، ولن يكون ملكا لك أو لأي سياسي أو حزب، ولن يكون قطيعا يقاد كما يريد البعض، كما أن ارتباطه بالبلد وبمؤسساته ورموزه ثابت، ولن يكون محط شك،ولا تشكيك، كما أن المغاربة من أبناء هذا الشعب هم من أطلقوا ثورة الملك والشعب وهم من رؤوا محمد الخامس في القمر، وهم من استقبلوا الأسرة الملكية عند عودتهم من المنفى، و هم من التفوا حول الملكية لمواجهة اطماع الجيران، وهم من شاركوا في المسيرة الخضراء، وهم من خرجوا بوعي في 20 فبراير مطالبين بالإصلاح محترمين لمؤسساتهم و ملكهم و ثوابتهم، وهم من تعبئوا للتصويت بنعم على الدستور، الدستور الذي تعلم أنه لا يعطيك الحق لمخاطبة المغاربة بهذا الشكل وهذه اللغة”.
وخاطبه قائلا : “قبل أن تحكم على المغاربة أو جزء منهم بعدم التربية ويحتاجون لإعادة التربية، فأول مدخل لإعادة التربية هو أن تعلم الا سلطة لك لتحكم وتقيم الناس، ولا حق لك في أن تحدد من يحتاج للتربية ومن لا يحتاج لها، بل هم من عليهم محاسبتك لأنك رجل سياسة، ولانك تدبر الشأن العام، ولأنك تتواجد في الحكومة، وبدل أن تطل براسك عليهم بهذا الخطاب عليك أولا أن تقدم لهم الحساب، حول ما قدمته لهم حزبيا و سياسيا، حول تأطيرهم”.
وبحسب البعمري، فقد أخطأ أخنوش وجانب الصواب، قائلا: “إذا أردت أن تكون البديل الحزبي والسياسي فعليك مراجعة خطابك، وعليك التقدم بمشروع سياسي بدل خطاب انشائي ضعيف، وعليك أن تعلم بأن هذا الخطاب سبق أن تم تجريبه في سياق آخر وكانت النتيجة أنه أعيد انتخاب البيجيدي وبقوة، و إذا استمريت بهذا الشكل فلن تؤدي إلا لإعادة انتخاب البيجيدي مرة ثالثة، لأنه بالمضامين التي تقدمها فكن متأكد أنك تخلق نوعا من الفزع والخوف اتجاه حزبكم و اتجاهك شخصيا”.
وسأل أخنوش: “هل تتصور أنك عندما تخبر الاهالي والأسر البسيطة أن أبناءهم يحتاجون لإعادة التربية، وتضرب بيدك على المنبر وتقطب حاجبيك.. أنهم لن يفزعوا منك ومن حزبك؟؟”.
وختم عتابه بالقول: “أنصحك أن تستفيد من تجربة عصمان، وتقتدي بهدوئه، وبحنكته ورزانته…. وقبلها انصحك بأن تحيط نفسك بمن يفهم المغاربة واحتياجاتهم و تستعين بهم عند إعداد خطبك، وقبلها أن تفهم أكثر المغاربة…. وانصحك في الأخير بالكثير من التواضع السياسي أمام المغاربة، ففي صندوق الاقتراع يهان السياسي أو يذل، وبطريقتك وأسلوب تواصلك، أن أؤكد لك أنك تعيد إنتاج ما حدث سنة 2015، تعيد إنتاج الفشل الانتخابي”.
المغاربة يتتبعون جولات وزير الفلاحة في أقاليم المملكة،وينتظرون منها برنامجا سياسيا يتقدم به من هو على رأس الحمامة،وهم يعلمون علم اليقين أن فاقد الشيء لايعطيه،فإذا بالسيد الوزير يخاطب الحاضرين وعبرهم عموم من ضحوا أسلافهم بالغالي والنفيس من أجل هذا الوطن الذي يقول لهم إنه لا مكان لكم فيه،ويضيف الوعد والوعيد.
المغاربة بنيان مرصوص متشبتين بمقدساتهم،ويصعب اختراقهم رغم المحاولات اليائسة للمتخاذلين .
ومن أجل رأب الصدع ،ومن القيم النبيلة،وجب تقديم اعتذار للمواطن المغربي .
الله يعطيك الصحه والعافيه عطتيه علاش تيدور .