لماذا وإلى أين ؟

أصرخ كـ”وْلْدْ الگْرِيّا” لعلّك تكشف “الرّيــع”

يُعتبر “الرّيع”، بمختلف درجاته، من المشاكل الكبرى التي تنخر الدولة المغربية، وتتجه بها نحو الهاوية؛ إذ أنه من جهة يصنع المتملّقين أو المنافقين الذين يرفضون أي تغيير في البلاد، بكل الطرق: كاذباً، تهديداً، اتهاماً، تهريجاً، استغلالاً للدّين.. من أجل الحفاظ على مصالحهم الشخصية، ومن جهة ثانية يصنع الغضب والحقد في نفوس المجتهدين.

“يُوسف ميحوت”، شاب مغربي اشتُهر بأغانيه التي ينتقد فيها، بطريقته، الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعب المغربي المزرية، والسّلطة السياسية باعتبارها تملك مفاتيح التغيير للوضع إن كانت لها رغبة في ذلك.

هذا الشاب المعروف لدى الرأي العام بـ”وْلْدْ الگْرِيَّا”، كان أحد المشاركين في الأغنية المُعنونة بـ”عاش الشعب”، والتي خلقت جدلاً واسعاً لدى متتبعو الشأن العام، بين من اعتبرها صرخة احتجاج بغض النظر عن محتواها الفني، وبين من قال إنها فعلا تعبّر عن الوضع لكن تضمّنت كلمات ذات حُمولة عنصرية ما كان يجب أن تُقال..

الشّاب ذاته خرج بتصريحات مُتتالية في الأيام القليلة الماضية، يقول فيها، إنه لن يستمر في الغناء بنفس الخط أو النّهج، وأنه سيتفرغ لتربية ابنه، وأنه اكتشف خطأه الجسيم في التعبير بتلك الطريقة، معلّلاً ذلك بكونه مجرد مواطن بسيط، وأن الجميع يستطيع فعل مثله بـ”خمس دراهم من الأنترنيت”.

لم يكن ذلك يستحق أي نقاش، فهــو كان مُحقاً، إذ أنه ليس زعيماً سياسياً، وليس قائداً لحراك اجتماعي، فهو مجرد مواطن صرخ عالياً. والجميع يستطيع أن يصرخ، أليس كذلك؟

لكن البعض لم يقبل خرجته، وانتقده بشدة، متهماً إياه بـ”الخائن للقضية” أو “البائع لِلْمَاتْشْ”. طبعاً كانت هذه الإتهامات تُثير القليل من السّخرية، لماذا؟ الجواب في الفقرة أعلاه(الجميع يستطيع أن يصرخ).

الصّدمة!

يوم الـ4 يناير 2020، خرج “ميحوت” و”السملالي”، وفجّرا قضيةً، لا يجب أن تمر مرور الكرام، ويجب أن يقف عندها الرأي العام بالكثير من النقاش، لعلّهم يكشفون خيوطها،  ولما لا تكون مدخلاً للقضاء على “الرّيـــع”!

فإذا صحّ ما قاله الشبّان (ميحوت والسملالي) عن مدير نشر إحدى الجرائد، فإن ذلك ليس مجرد حدث بسيط، بل إنه فضيحة من العيار الثقيل، أخلاقياً وسياسياً..كيف؟

على المستوى الأخلاقي: “ولد الگريا”، بالإضافة إلى أنه أكد على أن مستواه الدراسي لا يُخول له أن يشتغل صحفياً، فقد أكد أن تلك المهمة عُرضت عليه، بغرض تغيير أسلوبه في التعبير؛ بمعنى أنه سيصبح صحفيا زائفاً، ويتلقى مقابلاً قاراً (ريعاً)، بدل أن يعبّر عن رأيه الذي قد يجلب له السجن.

على المستوى السياسي: يبدو أن الشخصان المتهمان هنا، بمحاولة “شراء” صوت “ولد الكريا”، خلفهما جهة سياسية تضرّرت من أسلوبه، وهي من تحاول التأثير فيه أو على الأقل إسكاته؛ إذ يستحيل أن يكونا المعنيان تحركا بمفردهما، لأن ما الذي سيستفيدانه.

لهذا، على المواطنين أن يملأوا الدنيا صراخاً.. فربما الصُّراخ يكشف المزيد من أشكال الريع!

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
محمد
المعلق(ة)
9 يناير 2020 22:58

هذه جملة من الاخطاء الواردة في المقالة : لدى متتبعو الشأن – يستطيع فعل مثله – يبدو أن الشخصان المتهمان هنا، – ن يكونا المعنيان

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x