2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

يُشارك مجلس الجالية المغربية بالخارج في فعاليات الدورة الـ 26 من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في الفترة بين 6 و16 فبراير 2020، وذلك تحت عنوان “صورة المغرب ما وراء الحدود والواقع والمتخيل”.
وقال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج بمناسبة مشاركة الأخير للمرة العاشرة في معرض الكتاب ” إن المجلس اختار موضوع صورة المغرب ماوراء الحدود، لأن صــورة المهاجرين المغاربة مرتبطــة بصــورة المغرب في مجتمعـات الإقامة، مـع كل مـا يفرضـه هـذا الارتباط مـن تحـدي الفهـم والتصحيـح وبنـاء صـورة إيجابيـة تحـاول تغييـر الصــور النمطيــة المرسخة في المخيال الجامعــي”.
وأضاف قائلا “نهـدف مـن خلال هـذه المشاركة إلى فهـم كيفيـة تشـكل صــورة المغرب في الخــارج خاصــة في البلــدان التاريخيــة”، مسترسلا “هناك عاملان أساســيان ســاهما في القــرن الماضي في تشــكيل صــورة المغرب عنــد الآخر، خصوصــا في أوروبــا، ومازالــت عنارصهــا تحكــم المتخيل الشــعبي إلى الوقــت الراهــن”.
ويتمثل العامــل الأول، يضيف بوصوف، في الفترة الاستعمارية بــكل مــا رافقهــا مــن خطابــات إيديولوجيــة وعســكرية حاولــت قــدر الإمكان تبرير دوافــع الاستعمار للمواطــن الأوروبي، عــن طريــق تكريــس صــور نمطية تغــذت إلى حــد كبــر بما نقلته محكيــات المستشرقين عــن المغرب وعــن دول الجنــوب عمومــا، وهــي صــورة لا زالــت ســائدة لــدى شريحة واسعة عقودا بعد الاستقلال”.
أما العامل الثاني، يورد ذات المتحدث، فيتمثل في كون القرن الماضي شكل بامتياز قرن الهجرة المغربية إلى الخارج، بداية بأفواج المهاجرين في إطار اتفاقيات اليد العاملة والذين أعادوا بسواعدهم بناء أوروبا بعد الحرب، وصنعوا أمجاد اقتصاد الثلاثين المجيدة، مرورا بمرحلة التجمع العائلي والاندماج في المجتمعات الأوروبية وصولا إلى مرحلة التجذر في تلك المجتمعات وبروز أجيال جديدة مزدوجة الانتماء، نشأت وترعرعت في الغرب وتشبعت بثقافته، إلى جانب حفاظها على ثقافة وطنها الأم التي ورثثها وتشبثت بها واستطاعت مزجها بانسجام مع سياقات مجتمعات الاستقبال.
وتتخلل مشاركة المجلس هاته برمجة متنوعة تحاول الإحاطة بمختلف جوانب صورة المغرب ما وراء الحدود، وتقرب أهم المؤلفات التي تطرقت للموضوع للقارئ المغربي”، حيث ينظم موائد مستديرة ومعارض وفضاءات للنقاش يؤطرها نخبة من الإعلاميين والكتاب المغاربة المقيمين بالخارج على وجه الخصوص، كما يسلط الضوء على الكتاب والشعراء من مغاربة العالم لإبراز إصداراتهم وكتبهم.
وتروم برمجة المجلس الغنية معارفيا إلى تمهيد الطريق أمام مغاربة العالم للإسهام الفعال في مختلف النقاشات الهوياتية التي تعرفها بلدان الإقامة في إطار الاحترام التام لخصوصيات وقوانين تلك الدول، وكذا الترافع من أجل صورة موضوعية حقيقية للمغرب ما رواء الحدود، خاصة أن صورة المهاجرين المغاربة مرتبطة بصورة المغرب في مجتمعات الإقامة، مع كل ما يفرضه هذا الارتباط من تحدي الفهم والتصحيح وبناء صورة إيجابية تحاول تغيير الصور النمطية المرسخة في المخيال الجماعي.