لماذا وإلى أين ؟

“تبدير” مليارين سنويا على المساحات الخضراء في طنجة

كشف حقوقيون أنه يتم تخصيص ملياري سنتيم لسقي المساحات الخضراء في طنجة، في ظل مشكل ندرة المياه وقلة التساقطات، حيث أشارت رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين إلى أن المدينة شكلت قاعدة في ترسيخ هذا التوجه الذي اعتبرته انتحاري أريد تعميمه كماركة تجارية، حيث أكدت أنه رغم رحيل الوالي محمد اليعقوبي، استمرت ظاهرة سقي العشب بتلك الطريقة المستفزة، في صيغة ترقى إلى مستوى الكارثة البيئية التي حلت بالمنطقة، حيث لم يقتنع الوالي الجديد ولا مسؤولو المجلس الجماعي بخطورة ذلك، رغم تعدد النداءات التي ركزت على مناشدتهم للتدخل من أجل إيجاد حل لهذه المعضلة .

ومن أجل مقاربة تلك الصورة المأساوية على صعيد طنجة، وهي نفس الصورة المستنسخة على صعيد باقي المناطق المشار إليها، مثل أقاليم تطوان وطنجة والرباط، دعت الرابطة المسؤولين إلى الإقلاع الفوري عن تبذير الثروة المائية والبحث عن البدائل المعقولة لسقي كل ما له علاقة بالمناطق الخضراء، لأنه “لا يعقل في ظل استمرار موجة الجفاف أن يتم التعامل مع المياه بهذه الطريقة البشعة”.

وتابعت إثارتها للموضوع قالة إن هذه الظاهرة الخطيرة التي تولدت خلال فترة تواجد محمد حصاد بطنجة الذي دشن عمله برفع شعار “غرس مليون زهرة” ثم الشروع في إعداد فضاءات العشب الأخضر وسقيها باستعمال الماء الصالح للشرب، وقد عرفت تلك التجربة قفزة نوعية مع مجيئ محمد اليعقوبي بعد تعيينه على رأس عمالة المضيق الفنيدق، من خلال إحداث فيض من المناطق الخضراء التي كادت أن تغطي كل الأراضي العارية والأرصفة التي تحد بالشوارع والطرقات العمومية دون مبالاة بمتطلبات عمليه السقي وتكلفتها العالية التي تتم على حساب ماء الشبكة العمومية وميزانية الجماعات المنهكة.

ثم أضاف جرعة أخرى إلى عمله حينما أصبح واليا على تطوان ثم واليا للجهة، حيث حاول الدفع بهذا الإنجاز التاريخي ليشمل كل مناطق جهة طنجة تطوان الحسيمة من خلال التأثير على مسؤولي الأقاليم الخاضعة لسلطته ونفوذه، مما جعل كل الحدائق والمساحات الخضراء تسقى بماء الشرب طيلة أيام السنة رغم التقلص الموجود في منسوب مياه السدود والمياه الصالحة للشرب في البوادي.

ومن أجل تجميل الصورة وخلق واقع مصطنع، فقد عمل الوالي السابق خلال فترة ولايته بطنجة على تركيز الاهتمام على خلق مناطق خضراء ولو عن طريق التوسع على حساب أراضي الغير واحتلال كل المساحات غير المبنية الموجودة على جنبات الطرق، ثم مراكمة الأتربة من أجل تحويلها إلى مناطق معشوشبة تستنزف يوميا أطنانا من المياه الصالحة للشرب دون الإحساس بحرج أو بوخز الضمير، مما تسبب في خلق مشاكل جمة بالنسبة للمدينة تتعلق بمراكمة المديونية وإرهاق الميزانية بفاتورة الاستهلاك التي تستخلصها شركة أمانديس.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x