لماذا وإلى أين ؟

البيجيدي يستفز الأحزاب بـ”وصفة تمنع فوزه بولاية ثالثة”

استفز حزب العدالة والتنمية، عبر افتتاحية موقعه الرسمي، الأحزاب السياسية، بعدما قدم لها “وصفة” من أجل “هزمه في انتخابات 2021″، في ظل ما سماه “تزايد الحمى الانتخابية والسعي لبناء تحالفات في مواجهة حزب العدالة والتنمية والتصدي له حتى لا يفوز بولاية ثالثة”.

وجاء في الافتتاحية، أن “الوصفة النافعة التي ننصح بها للتعافي من تلك الحمى هو معالجة تلك الأمراض عبر تعزيز مناعة الحياة السياسية والحزبية من خلال، بنيات حزبية داخلية متراصة تحتكم حقا وصدقا للقيم والممارسة الفعلية الديمقراطيةً خلال محطاتها التنظيمية المفصلية مثل المؤتمرات والمجالس الوطنية، بحيث تشكل تلك المحطات مناسبة لإضفاء دينامية نضالية في صفوف الأحزاب ومناضليها، وليس مناسبات لانطلاق شرارة حروب داخلية تأكل نارها ما تبقى من ثقة في المؤسسات الحزبية، ونضالات في المناضلين ناهيك عن حوادث العنف والبلطجة التي تزيد من تشويه صورة العمل الحزبي”.

وشددت على أن “آليات ديمقراطية في الترشيح للمسؤوليات الانتدابية والتسييرية بحيث لا تتحول المحطات الانتخابية ومحطات تشكيل الحكومات إلى توسيع لشريحة الغاضبين والمنسحبين وابتعاد الكفاءات ولتقريب الضعفاء من الحواريين والأقرباء، ومشاريع وقيادات حزبية منبثقة من ممارسة نضالية يومية مدنية وثقافية وجماعية يعرفها المواطنون ويلمسونها، وليس مشاريع “سياسية” مصنوعة في ” مكاتب الدراسات ” ومكاتب الخبرة في التواصل الاعلامي، ناهيك عن التحكم من خلال المال في عشرات العناوين المكتوبة والمواقع الرقمية، ومصداقية أخلاقية في القيادات الحزبية والمناضلين على مختلف المستويات، وبُعدٌ عن شبه الفساد واستغلال مواقع المسؤولية الجماعية أو الحكومية لخدمة المصالح الشخصية”.

وقالت إن الوصفة أيضا هي “ذاكرة سياسية تستخضر تجارب سابقة تستحضر وتتعظ بها حيث يتبين مثلا كيف وجد “زعيمان” شعبويان نفسيهما خارج النسق السياسي الحزبي والنسق السياسي الوطني عموما، وتذكر وتتذكر إن نفعت الذكرى، كيف سعى الاول منهما إلى الانقلاب على الأغلبية الحكومية وقيادة معارضة للحكومة من داخلها، وكيف سعى الثاني منهما للقيام بدور وظيفي من خلال السعي للتحكم في القرار السياسي بعد أن أوهم المحيطين به وفاعلين في مستويات متعددة بنفوذ موهوم له داخل أوساط الدولة وقدرته على مواجهة ما سماه ب “خطر الاسلام السياسي”، مع الاستقواء بإمكانيات مالية وإعلامية مهولة، تبث في نهاية المطاف أنه لم يجن منها سوى خيبة أمل تلو الأخرى”، وذاكرة سياسية “تتذكر وتذكر أيضا بأن الزعامة السياسية والمصداقية السياسية لا تتنزل بالمظلات ولا تشترى بالمال والنفوذ، وإنما تنبت في أرض النضال عبر تراكم نضالي طويل في الميدان، وارتقاء متدرج في مراتب المسؤولية النضالية والتنظيمية الحزبية والبرلمانية”.

وقصفت الافتتاحية أحزابا معينة، حيث قالت إن يتعين “تذكر أن المجتمع المغربي أصبح له قدر معين من الحصانة ضد الظواهر الحزبية المصطنعة والمعارضات الوظيفية سواء تسلحت بالشعبوية أو تسلحت بادعاء السلطة والنفوذ أو تسلحت بسلطة المال الذي تنفقه ذات اليمين وذات الشمال لضمان ولاء المنابر الإعلامية وشراء الخبرة التواصلية، وأن من الوهم الاعتقاد أن الاعتماد على ذلك كله أو بعضه كاف لتصدر الحياة السياسية الحزبية، و أن المناورات والتكتيكات “الزروالية “التي أكل عليها الدهر وشرب، لن تجدي في شيء من ذلك، كما أنها ليست مساعدة في انبثاق النموذج التنموي المأمول ولا في تحقيق طموح المغرب في ولوج نادي الدول الصاعدة، إذ لا نجاح لنموذج تنموي مهما كان لامعا ومُبدعا من الناحية النظرية دون نموذج حزبي وسياسي ديمقراطي وتنافسي، قد تخلص نهائيا من هاجس التحكم في الحياة السياسية ومن الطبيعة الوظيفية التي تنتدب بعض الكائنات السياسبة نفسها لها، بدل الإسهام في تحرير المبادرة السياسية والحزبية والمدنية والإعلامية وهذا جزء من الثقافة الديمقراطية أو حتى من المذهب الليبرالي الذي يُزعم البعض أنه يدافع ويصدر عنه”.
وختمت افتتاحية الحزب بالقول إنه “آنذاك فقط يمكن هزم حزب العدالة والتنمية والمزايدة عليه في عناصر قوته، أي بمنافسة شريفة…وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، ودون ذلك يحق لحزب العدالة والتنمية أن يمد رجليه كما نقلت بعض الروايات عن الشافعي وأبي حنيفة وبعضها الآخر عن أرسطو”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
راي صريح
المعلق(ة)
5 مارس 2020 14:58

لاكون صريحا معكم لم اكمل قراءة المقال كليا واقتصرت او اكتفيت بالفقرات الثلاثة الاولى حيث تبين لي ان الوصفة المقدمة من طرف البيديجي لا تخلو ان تكون بمثابة الخبث والمكر السياسي ولا اظن ان الامر سينطلي على قيادات الاحزاب …..

متتبع
المعلق(ة)
5 مارس 2020 10:55

القاعدة الإنتخابية لهذا الحزب هو الفئات غير المتعلمة أو الأمية في أغلب الأحيان، والمنتسبون أغلبهم يستقطبون عبر الطمع والزبانة والوعود

كاره الظلاميين
المعلق(ة)
5 مارس 2020 09:12

والله ما كتحشمو يا صنيعة المخزن
لولا سيدكم مخزانوش الذي شجعكم وأتى بكم لمحاربة قوى التغيير ويمرر عبركم سياساته التفقيرية واللاشعبية ما كنتم ستحلمون ببلوغ ما أنتم فيه
أحرار الوطن لا يعترفون بكم ولا بالإنتخابات المهزلة…والدليل نسبة المشاركة في المسرحية…هذه النسبة التي ستعرف مستقبلا رقما سيفاجئكم ويفاجئ من صنعكم

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x