لماذا وإلى أين ؟

بين التضامن والاستغلال…هكذا يواجه المغاربة كورونا

عرف المغرب في الأيام الأخيرة دينامية وطنية شاملة لمواجهة انتشار وباء كورونا وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية، انخرط فيها الى جانب مؤسسات الدولة، مواطنون وهيئات وشركات ومشاهير الرياضة والفن.

إن هذه الدينامية الوقائية التي اعتمدها المغرب، رغم ارتفاع عدد الحالات المصابة بالوباء والتي معظمها وافدة، ستؤدي بلا شك، من جهة، إلى الحد من انتشار الفيروس وعدم الوصول لمرحلة شبيهة ببعض الدول التي شاع فيها الوباء، بحيث أن هناك التزام ملحوظ بالعزلة الصحية للمواطنين حتى قبل دعوة السلطات لذلك، وإطلاق مبادرات لمساعدة العائلات المعوزة وحملات توصيل الحاجيات التي يحتاجها المواطنون، بالمجان.

ومن جهة أخرى، فان احداث صندوق لمواجهة وباء كورونا، وتجاوز التبرعات التي اعلنت عنها بعض الشركات والمؤسسات العمومية و هيئات لميزانية 10مليار درهم في أقل من 24 ساعة، يوفر امكانيات مالية مهمة للحد من انتشار الوباء، ومن تداعياته على الإقتصاد وتاثير ذلك على القوت اليومي لعدد كبير من المواطنين.

اضافة الى اعلان عدد من الفنانين ولاعبي كرة القدم، عن تكفلهم بعدد من الاسر التي تضررت موارد رزقها بسبب الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات العمومية للحد من إنتشار وباء كورونا، مثل اللاعب حمد الله الذي أعلن عن التكفل ب1000 عائلة، وغيره من المشاهير.

وان كان هذه الازمة قد اظهرت وجه التضامن والوحدة لدى المغاربة، فان وجها آخر قبيح جاشع يستغل الازمة ليصنع “البوز” من خلال فبركة فيديوهات لمواطنين وكانه اغمي عليهم بالشارع بسبب كورونا، ونشر أخبار زائفة تثير الهلع في صفوف المواطنين، او التحريض على عدم اتخاذ اجراءات الوقائية، مثل التافهة نعيمة واليوتوبرات اللواتي يردن استغلال الازمة لصالحهن وزيادة عدد متابعي صفحاتهم وقنواتهم.

كما ان خروج المتطرف ابو نعيم متهما الدولة والمجتمع بالردة بعد اغلاق المساجد مؤقتا لتفادي انتقال الفيروس، وكذا وصف الامين العام لجماعة العدل والاحسان، لكورونا بانه “جند من جنود الله”، يكشف عن أناس يظنون ان الله لم يهدي غيرهم، وان وباء عقاب للبشرية “الفاسقة الماجنة”، ولا تحمر وجوههم بنشر سموم الإرهاب والخرافة في نفوس مواطنين قض الهلع مضجعهم.

ولا يختلف تجار الدين عن المحتكرين المضاربين الذين يستغلون الذين يستغلون الازمات لمراكمة الثروات على حساب معاناة المواطنين، فما كان لجيوبهم أن تحترق بارتفاع أسعار المواد الغدائية ومواد التنظيف، لو لم يعمي الجشع بصيرة التجار ولو كانت قيم “تمغرابيت” راسخة في ضمائرهم.

ان هذين الوجهين الذين اظهرتهما هذه المرحلة الصعبة التي تمر منها البلاد والعالم، يكشفان مدى انغراس روح الوطنية والتضحية لفائدة المصلحة العامة والترفع عن المزايدات واستغلال المآسي، في نفوس المغاربة.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x