لماذا وإلى أين ؟

هل يبيع وزير الصناعة الوهم للمغاربة بسبب كمامات لا تستجيب للمعايير الدولية؟

تعالت في اليومين الأخيرين، بعد الإعلان عن تصنيع المغرب لملايين الكمامات في اليوم الواحد، أصوات تنتقد جودة هذه الكمامات ومعايير تصنيعها، وذلك نظرا للظروف الصحية التي يتم فيها إنتاجها وتوزيعها، دون الاستجابة  للمعايير الدولية، لتصبح بذلك عاملاً أساسيا آخر في نقل عدوى المرض على نطاق أوسع.

ووفق مقال تحليلي نُشر على موقع “ماروك إيبدو“، الناطق بالفرنسية، أورد بالقول إن وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، ظهر بكل ثقة ليخبر المغاربة أن المملكة تنتج ما يقارب 3 ملايين كمامة في اليوم، في أفق إنتاج 5 ملايين يوميا”، مضيفا وهو يخاطب الوزير “بل وتحدتثم على أن هناك دول أوروبية تواصلت مع وزارتكم من أجل اقتناء هذه الكمامات، فهل تتحدث عن نفس الكمامات التي لا تستجيب إلى المعايير الدولية؟”.

وأضاف ذات المصدر “صادقتم في اجتماع يوم 18 مارس الماضي، بين وزارتكم وكل من الجمعية المغربية لمصنعي الأقمشة غير المنسوجة، ومديرية الأدوية والصيدلة (DMP) التابعة لوزارة الصحة، والمديرية الإقليمية لوزارة الصحة في الدار البيضاء CTPC ، والمركز التقني للمنسوجات والملابس (CTTH) وشبكة المراكز التقنية الصناعية المغربية (RECTIM)، على اتفاقية تصنيع الكمامات وكيفية تزويد الأسواق المغربية بها، وهي في الواقع، لا تستجيب سوى للمعايير المغربية وبعيدة كل البعد عن تلك المعمول بها دوليا”.

هذه المعايير “المغربية”، يورد التقرير لا تعتمد على مصفاة للهواء “فيلتر” وسط الطبقتين اللتان يتكون منها القناع المصنع أو الكمامة، مبرزا أن “قماش كمامات المغرب تشبه إلى حد كبير خرقة  وأقمشة “ساشيات” التسوق المستعملة في المتاجر الكبرى، ومع ذلك قام الوزير بالتصديق على إنتاجها وبيعها بـ 1.2 درهم بما في ذلك الضرائب، وقبل أن يتم دعم شراء هذه المادة من قبل “صندوق جائحة كورونا” ليتم بيعها بـ 80 سنتيما”.

وشدد صاحب المقال على أن “هذه الكمامات لا تحمي أي شخص من عدوى الإصابة، والأسوء من ذلك تُصنع -في بعض المعامل- وتوزع على المتاجر الكبرى وبعض نقاط البيع (البقالة) في ظروف قد تساهم في تفشي الفيروس أكثر وعلى نطاق واسع”.

وتساءلت “ماروك إيبدو” مخاطبة الوزير العلمي “هل يمكننا قبول فكرة أن دولة أجنبية ستطلب هذه الكمامات غير الصحية، ما لم يتم تصنيعها باستخدام المعايير والمواصفات الدولية؟، مستطردة “في هذه الحالة للشعب المغربي الحق في معرفة كل شيء، سيما أن هذه المادة غائبة بشكل ملحوظ في الأماكن المخصص لها والمعلن عنها، لتطل علينا أنت بالحديث عن فائض الإنتاج وطلب خارجي لاستيرادها”.

السيد الوزير، يورد صاحب المقال، “الوقت مناسب لقول الحقيقة، حتى ولو كان جزء كبير من المغاربة أميون، إلا أنهم لا ينخدعون”، مسترسلا “العديد من رجال الأعمال يروا أن هذه الأزمة الصحية التي تهدد حياة المغاربة هي ذريعة لممارسة الأعمال التجارية على ظهر “غير المتعلمين” أو “العاجزين”، لكن التاريخ علمنا أن لا شيء يدوم”.

ويذكر أن كل من وزارة الداخلية، والصحة، والاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، والصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، قد أصدروا الإثنين 6  أبريل الجاري بلاغا مشتركا ينص على إجبارية وضع الكمامات أثناء الخروج من المنازل، مبرزين أن كل مخالف لذلك يتعرض لعقوبة “الحبس من شهر إلى ثلاثة أشهر وبغرامة تتراوح بين 300 و1300 درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين، وذلك دون الإخلال بالعقوبة الجنائية الأشد، بدءا من الثلاثاء 7 أبريل الجاري.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

6 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
LBH
المعلق(ة)
11 أبريل 2020 10:26

خسارة اننا نض السوء كل مرة!
نقتل كل المبادرات عند ولادتها
إذا لم ناخذ العبرة من ما يعيشه العالم من أزمة فخسارة و كل الخسارة
كمسلمين، حسن الضن واجب شرعي
بمثل هاته الملاحظات “العشوائية” نكسر أي مجهود في كل مبادرة أو اتخاذ أي قرار و لو لم يكن ناجعا جزءيا
فكفانا من التعليقات “المكسرة” و هاتوا مقترحاتكم و لو لم تكن ناجعة كلياً. تدربوا على وجود حلول، إعطاء مقترحات و بدلو ملاحظات باقتراحات
الفرق شاسع بين من اجتهد و اصاب و من اجتهد و اخطء

كل متمنياتنا ان تنسحب كورونا و تنسحب معها النوايا الخاطئة انشاء الله

zoubida
المعلق(ة)
الرد على  Bouch
10 أبريل 2020 08:40

vous avez raison. il y a d’énormes impacts écologiques avec ce type de masques/bavettes. il faut arrêter les dégâts tant qu ne nous sommes qu’au début.

عاش الشعب
المعلق(ة)
الرد على  Samiracy
10 أبريل 2020 04:09

اقسم بالله مين كنسمع المسؤولين كنظن راسي فكندا والمانية التلاعب بالمفردات واللاوعي الشعبي
دير لكمامة الصحة الشعب فينا هي الصناعة والتجارة موجودة بجودة وثمن رخيص الشعب وا مكيناش الداخلية والقضاء والنيابة العامة لنوجدوه بلا كمامة يدخل لحبس ولا غرامة الشعب الغرامة اويلي وحنا معندنا ما نكلوا .
مهيم المغرب لا تستغرب .
صندوق كورونا نص ديالو غادي يمشي فتبزنيس والضحية الشعب المغلوب على امره .
تركيا كدير 24500 اختبار يومي
المغرب هادا قريب شهر مدارس حتى 10000اختبار.
الحمد لله مستشفيات الفرنسة الاوروبية غير متاحة للمسؤولين نسلكو كملين نموتو كملين والحمد الله كورونا مكيفرقش بين البشار فقير ولا غاني غي الفقير بحالي بحال كثير من لمغاربة يكول الدق

حنظلة
المعلق(ة)
10 أبريل 2020 02:25

الكمامة اللي كتباع فالحانوت كتحمي غير من الحبس

Bouch
المعلق(ة)
10 أبريل 2020 00:58

الكمامات التي نصنعها بأيدينا بالمنزل أفضل بكثير من الكمامات المصنعة بمعاملكم التي تسعى إلى إحداث ثقب في صندوق كورونا… والله العظيم بواسطة( أكياس + أوراق الكوزينة) جودتها أعلى من كماماتكم , على الأقل لا تسمح بتسرب الهواء بشكل مباشر إلى الفم

Samiracy
المعلق(ة)
9 أبريل 2020 18:26

و لماذا لا تتحرون أنتم كذلك كصحفيين هذا الأمر بأنفسكم حتى يضرب صاحب الجلالة على أيدي كل من سولت له نفسه التلاعب بصحة المواطنين.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

6
0
أضف تعليقكx
()
x