لماذا وإلى أين ؟

خبير عسكري يكشف لـ”آشكاين” أسباب سقوط الطائرة الجزائرية

إثر مصرع 257 شخص، في حادث تحطم طائرة عسكرية جزائرية، أمس الأربعاء 11 أبريل الجاري، بالقرب من قاعدة بوفاريك، على بعد 30 كلم جنوب –غرب الجزائر العاصمة، والتي كانت تقل إلى جانب الجنود الجزائريين عناصر من مليشيات البوليساريو، متجهة بهم إلى منطقة تندوف، وذلك في سياق تعبئة مضادة للتعبئة التي أعلنها المغرب لقواته المسلحة ردا على الاستفزازات التي أقدمت عليها الجبهة الانفصالية في الأيام الماضية. في هذا الصدد حاورت “آشكاين” الخبير في الدراسات العسكرية والاستراتيجية، عبد الرحمان مكاوي، محاولة لفهم أسباب هذا الحادث، والهدف من توجه هذا الكم من الجنود إلى هذه المنطقة بالضبط، وانعكاساته على الوضع بالمنطقة.

1/ هل يمكن أن نعتبر أن حادث سقوط الطائرة الجزائرية بمثابة “اغتيال جماعي” ناتج عن صراع الأجنحة داخل السلطة؟

بعيدا عن التشفي، فسقوط الطائرة الجزائرية جاء لـ4 أسباب حسب الخبراء العسكرين بباريس، والتي تتمثل في، غياب الصيانة لهذه الطائرات، والجزائر معروفة بمسلسلها في سقوط الطائرات فهي تحتل المرتبة 18 عالميا في سقوط الطائرات العسكرية والمدنية، وكذا قِدم الطائرة التي دخلت في الخدمة سنة 1974 وعمرها يقارب 40 سنة، إضافة إلى الحمولة التي تجاوزت الحمولة العادية لهذه الطائرات المتمثل في 47 ألف كيلو غرام، أو120 راكب والطائرة كانت تحمل اكثر من 257 راكب وهي حمولة غير عادية بالنسبة لطائرة قديمة، والسبب الأخير يكمن في أن الجيش الجزائري منذ إعلان المغرب لحالة استنفار قواته العسكرية شهدت الجزائر تعبئة سرية، حيث تقوم الطائرات بنقل ضخم وكثيف لقوات القبعات السوداء، وقوات النخبة الجزائرية من الشمال إلى بشار وتندوف، مع جمع كتائب البوليساريو التي كانت في دورات تكوينية لمختلف الأسلحة، والمنتشرة في الثكنات العسكرية الجزائرية إلى الحدود الجنوبية مع المغرب.

هذه الأسباب لا علاقها بالظرفية التي تعيشها المنطقة أو بصراع الأجنحة القائم بين قائد الأركان الجنيرال ماجور أحمد كايد صالح وبعض الجنيرالات الموالون لرئيس بوتفليقة وشقيقه سعيد بوتفليقة.

2/ ما هو الهدف من توجه هذه الطائرة العسكرية إلى منطقة تندوف في هذا الوقت بالضبط؟

بعد النفير العام الذي أعلنه المغرب، عملت الجزائر على نقل قوات النخبة من الشمال في حركات مكوكية، وجمع عناصر مليشيات البوليساريو، كما أن هناك جولة لقائد الأركان الجزائري إلى مختلف المناطق العسكرية المتواجدة على الحدود المغربية الجزائرية منها المنطقة الثانية بوهران، وكان يخطط لزيارة المنطقة الثالثة التي تتواجد بها منطقتي تندوف وبشار، والسبب أن المنطقة تعرف توترا كبيرا ومن الطبيعي أن تتخذ الجزائر خطوات رغم أنها تحاول النأي بنفسها عن الصراع، إلا أنها ظهرت من خلال هذه الفاجعة التي لا نتشفى فيها ونطلب الرحمة إلى كل الموتى، لكن ظهر أن العلاقة بين الجيش الجزائري وميلشيات البوليساريو هي علاقة عضوية وأن هذه الأخيرة ليست منظمة تحررية تملك قرار الحرب أو السلم ولا تتوفر على استقلالية القرار، وأنها قوات مساعدة للجيش الشعبي وذراعه الاستخباراتي في الداخل والخارج، وهذا ينبغي استغلاله إعلاميا وحقوقيا ودبلوماسيا من طرف السلطات المغربية لتأكيد أن الصراع هو مغربي جزائري بالأساس.

3/هل يمكن أن يؤثر هذا الحدث على الوضع الحالي بالمنطقة؟

لا أعتقد أن هذا الفاجعة سوف تؤثر على الوضع الحالي الذي تشهده المنطقة، لأن النظام الجزائري له عقيدته ومقاصده من هذا الصراع وهذا النزاع، ولن يغير من الواقع و الاستراتيجية الجزائرية المعادية للوحدة الترابية المغرب شيئا، وبالتالي لا ينبغي انتظار تغير في المواقف الجزائرية بل رأينا كيف أن نظام جنيرالات الجزائر يستغلون هذه الفاجعة لتعبئة الشعب الجزائري ضد المغرب.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x