2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تزامنا مع استعداد المغاربة لعيد الأضحى، في زمن كورونا، طفت على السطع العديد من التساؤلات والاستفسارات حول إمكانية ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس بسبب هذه الفترة، وذلك بعد دخول المغرب المرحلة الثالثة من التخفيف والتي سمح من خلالها السفر والتنقل بين المدن.
وللإجابة على جملة من الأسئلة المتعلقة بالحالة الوبائية تزامنا مع عيد الأضحى وسفر المغاربة للقاء عائلاتهم بهذه المناسبة، ارتأت “آشكاين” إجراء حوار مع البروفيسور مصطفى الناجي، مدير مختبر علم الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
ماهي قراءتكم للحالة الوبائية بالمغرب بعد رفع الحجر الصحي؟
المغرب يشهد حالة وبائية شيئا ما مطمئة ومتحكم فيها، بحيث أن كل من معدل الإماتة لا يتجاوز 1.6 في المائة، ومعدل التشافي يفوق 87 في المائة وسرعة تفشي الفيروس لا تتجاوز 0.7 في المائة، لكن هذا لا يعني أنه يجب دائما احترام التدابير الاحترازية من قبيل ارتداء الكمامات والتباع الاجتماعي واحترام مسافة الأمان وكذا عدم التجمعات والاختلاط.
بمعنى آخر، نحن اليوم مطالبون أكثر من السابق بالتحلي بالمسؤولية تجاه صحتنا وصحة الناس المحيطة بنا، فبالأمس خلال الحجر الصحي كانت مجمل التدابير في يد الحكومة أما اليوم فهي بيد المواطنين الذين هم من يملكون خيار ارتفاع عدد المصابين أو انخفاضه، وبالمناسبة فرغم ارتفاع الحصيلة اليومية لمرضى “كوفيد19” فالأمر عادي ونتيجة لارتفاع عدد التحاليل التي أصبحت تقوم بإجرائها وزارة الصحة.
هل السفر خلال فترة العيد، من شأنه أن يشكل عاملا خطرا في ارتفاع إصابات بالفيروس؟
على الأكيد، أن أي تحرك للإنساء خلال الحاة الوبائية التي يعيشها المغرب يشكل خطرا على الصحة العامة، نظرا لانتشار الفيروس بين الناس بطريقة سريعة، وبالتالي فالسفر يشكل خطرا كبيرا قد يربك بعض الحسابات، لكن دون أي إعطاء أي توقعات، يمكن القول أن 14 يوما بعد العيد كفيلة لتقييم الوضعية الوبائية.
فسترتفع حالات الإصابة بالفيروس بعد أسبوعين من العيد في حالة ما إذا المغاربة لم يحترموا التدابير الوقائية الموصى بها، وإذا لم يتحلوا بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، لكن في المقابل إذا ما الجميع قام بواجه واحترم الإجراءات فلن يكون هناك فرق كبير في الحصيلة التي سيتم تسجيلها، ونأمل خيرا في هذا الأمر.
هل ممكن أن يشهد المغرب موجة ثانية لتفشي “كوفيد19″، سيما مع نهاية الصيف؟
يعد الفيروس أقل نشاطا في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض سرعة الرياح، وهو الأمر الذي يمكن اعتباره عامل آخر مساهم في التحكم في الوضعية الوباية بالمغرب، بمعنى أنه مع بداية فصل الخريف والشتاء ستتغير المعادلة.
وبالتالي سيشهد المغرب ارتفاعا في عدد المصابين إن لم نقل موجة ثانية للفيروس في ظل عدم إيجاد أو التوصل للقاح مؤكد بعد، لكن نأمل أن نتوصل باللقاح قبل ذلك الوقت مع أن الأمر صعب في الفترة الراهنة.
هل تعتقدون أن الفيروس الذي أصاب ساكنة طنجة هو نسخة متطورة أشد فتكا من كوفيد19؟
من الناحية العلمية لا يمكن الإجابة على هذا التساؤل سوى من خلال إجراء تحليلة لجينوم الفيروس هناك، تحدد ما إذا كان المرض قد تحول إلى تسلسلات متطورة، لكن ما يمكن أخذه بعين الإعتبار أن الوضعية الوبائية بطنجة يحددها عاملين اثنين، أولها حالة الشخص المصاب والعامل الثاني يهم الفيروس، إذ لا يمكن أن نقول اليوم أن طنجة بها مصابين غير المصابين بباقي المدن.
هل أنتم مع العودة للحجر الصحي إذا ماساءت الأوضاع، وخاصة في هذه الفترة التي من الممكن أن تشكل خطرا في تفشي بؤر وبائية مستقبلية؟
المغرب بأكمله، ملكا وحكومة وشعبا، يعرفون أنه تم إعطاء الأولوية للشق الصحي للمواطن ولا أحد تراجع عن موقفه لحد الساعة، لكن اليوم ونحن ندخل المرحلة الثالثة من تخفيف الحجر الصحي، نأخذ بعين الاعتبار أن الناس ومن أجل أن يعيشو بسلامة نفسية واقتصادية واجتماعية إلى جانب الحفاظ على صحتهم، يجب أن ترفع عنهم الحجر ليتمكنوا من البحث عن دخلهم، سيما أن العديد فقد شغله خلال الـ 4 أشهر من تفشي الفيروس.
ومن جهة أخرى لا يمكن العودة إلى الحجر الصحي في هذه الفترة، لأن المغاربة يعون جيدا قيمة هذا العيد الذي يسمونه “العيد الكبير”، والذي يعني لهم الكثير، هذا إلى جانب أن عدد كبير من المغاربة يعيشون من الفلاحة، وبالتالي الحجر الصحي في هذه الفترة يعني عدم الاحتفال بالعيد وعدم اشتغال الكسابة والفلاحين في هذه الفترة في بيع المواشي التي تعتبر مدخولهم الرئيسي في السنة.
“فرغم ارتفاع الحصيلة اليومية لمرضى “كوفيد19” فالأمر عادي ونتيجة لارتفاع عدد التحاليل التي أصبحت تقوم بإجرائها وزارة الصحة”
وكيف تفسر لنا ارتفاع الوفيات…هل بسبب التحاليل كذلك أيها الخبير؟؟؟؟