لماذا وإلى أين ؟

رشيد الوالي: فيلمي الجديد موجه للأسرة المغربية لأنه يناقش زنا المحارم (حوار)

هو مخرج وممثل مغربي بصم حضوره من خلال سلسلسة من الأفلام والمسلسلات التي جعلت منه أبرز  الوجوه على الشاشة الكبيرة والصغيرة في المغرب، ويعتبر فيلمه الأخير “نوح لا يعرف العوم” ثاني تجربة إخراجية سينمائية له بعد فيلم “يما”، إنه الممثل والمخرج المغربي رشيد الوالي، سيتحدث مع “آشكاين ” في دردشة قصيرة ضمن فقرة “ضيف الأحد” حول فيلمه الأخير، ورأيه في بعض القضايا التي تهم الصناعة السينمائية في المغرب .

 فيلمك الأخير “نوح لا يعرف العوم” هي ثاني تجربة لك في الإخراج بعد فيلم “يما”، بماذا تعد الجمهور الذي يريد مشاهدة الفيلم؟

في البداية أشكر جريدة “آشكاين” على هذه الفرصة، نعم هذه هي التجربة الثانية لي في الإخراج  السينمائي، وبالنسبة لي أعد الجمهور أنه سيكون أمام فيلم سينمائي مغربي بأداء جيد وإخراج في المستوى، ضمن قالب مغربي يصلح للمشاهدة العائلية، والأهم من هذا يصلح للنقاش العائلي أيضا، لأنه يسلط الضوء على قضيتين مهمتين، هما زنا المحارم، والإعاقة بشكل مختلف عما هو متعارف عليه، ولا يصدم ولا يخدش الحياء العام لأنه بالنسبة إلي يجب على الجمهور أن يعيش قصة معينة، ولا أن ينصدم بها، في عملي السينمائي الذي أركز فيه دائما على الجمالية .

القضيتان التي تعالجهما في هذا الفيلم، هل سبق أن لك أن عشتهما عن قرب، أم أن اختيارك لهما جاء في سياق آخر مختلف ؟ ومن أي زاوية عالجت موضوع زنا المحارم ؟

بالنسبة للإعاقة، فهي تعيش في وسطنا، ونحن محاطون بأشخاص يعيشون فيها، ولكن مع الأسف في المغرب وإن كانت النصوص القانونية تصب في صالح العمل على النهوض بأوضاع المعاقين لكنها تبقى ناقصة، وقصصهم نعيشها دائما آخرها قصة الشاب محسن الذي لم يسمح له باجتياز امتحان الباكالوريا لأنه معاق، ونحن قمنا بما يلزم من أجل محسن حتى حصل على شهادة الباكالوريا، وهذا مثال فقط للتأكيد على كون ظاهرة الإعاقة موجودة، ويمكن النهوض بالمعاقين، وأنا قمت بالفيلم لأنني عشت قصة حقيقية لولد اسمه “أميم لمين” يعيش إعاقة دائمة بدون ذراعين، يعني أن القصة استلهمتها من حياته، أما بخصوص زنا المحارم فنحن نعيش حوادث اغتصاب وقصص بشكل دائما، وبالتالي فالفيلم هو مرآة لمجموعة من الأحداث تتكامل في ما بينها .

الفيلم من إنتاجك الخاص والدعم الوحيد الذي استفاد منه هو دعم ما بعد الإنتاج: هل تعتقد أن الاستقلالية في الإنتاج بالنسبة للسينما المغربية، هي دفعة جديدة من شأنها المساهمة في كسر الخطوط الحمراء في الإبداع من حيث المواضيع ؟

نعم أنا قررت ألا أقدم هذا الفيلم للدعم إلا في مرحلة ما بعد الإنتاج، من أجل تشجيع المنتجين الآخرين على خوض تجارب مستقلة، وعدم الإعتماد على الدولة لأن ذلك شأنه أن يمدد فترة إصدار الأفلام إلى 5 سنوات بين كل فيلم وآخر، وهو ما خيب ظني دائما صراحة لأنه في ضل غياب القاعات السينمائية في المغرب لا يمكن للمنتج أن يسترجع استثماره في الأفلام إلا عن طريق الدعم، والطامة الكبرى أن مثل هذه التجارب المستقلة تقبر بسرعة لأنه وإن قرر المنتج طلب دعم ما بعد الإنتاج غالبا ما يرفض له من قبل المركز السينمائي، وفي غالب الأحيان بدون مبرر مقنع، وهو ما يدمر السينما في المغرب في ظل غياب القاعات السينمائية التي تعد على الأصابع، والتي لا تسترجع حتى 10 في المئة من الإنتاج وحتى لو استرجعت ربع قيمة الإنتاج على أكثر تقدير تذهب مباشرة لأصحاب القاعات، وبالتالي على الدولة أو الجهات الوصية عن القطاع تغيير القوانين من أجل إنقاذ القطاع والقيام بحل مستعجل في هذا الأمر .

هل سيعرض الفيلم على الشاشة التليفزيونية في وقت قريب أو في رمضان ؟

الفليم مزال في القاعات السينمائية ولا نعرف ماذا يخفيه المستقبل، ربما سيعرض إذا توصلنا إلى اتفاق مناسب حول حقوق البث التليفزيوني، فالفيلم عائلي بالدرجة الأولى، وهو موجه للأسرة المغربية، وأريد أن أعود إلى قضية أساسية، وهي أن الاستقلالية في الإنتاج التي سبق أن سألتني عنها لا تطرح أي مشكلة في المواضيع فالعكس تماما هناك أفلام أخذت دعما، في حين أنها تناقش مواضيع سياسية واجتماعية جريئة، وبالتالي فالإستقلالية في الإنتاج لا تشكل أي تهديد على مستوى الإبداع .

كلمة أخيرة ؟

أشكر جريدة “أشكاين” على إتاحتها لنا هذه الفرصة من أجل إطلاع  القراء والجمهور على جديدنا، وأتمنى لكم التوفيق جميعا، شكرا

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x