2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الشكدالي: ما وقع ليلة عاشوراء احتجاج شبابي على كورونا التي حرمتهم من البحر

إعتبر الإختصاصي في علم الاجتماع والتحليل النفسي؛ مصطفى الشكدالي، الأحداث التي شهدتها مدينة الرباط نهاية الأسبوع الماضي، بمناسبة “الاحتفال بعاشوراء”، والتي حولت بعض شوارع المدينة إلى أشبه ما يكون بـ”ساحة حرب”، (إعتبرها) بمثابة “إحتجاج على فيروس كورونا المستجد، الذي حرم المواطنين من مجموعة من الأمور”.
وقال الشكدالي في حوار مع “آشكاين”، إنه “لا يمكن أن نفصل ما حدث بمدينة الرباط عن أحداث الإحتفالات بعيد الأضحى، حين أصر مجموعة من المواطنين على الإحتفال رغم الجائحة”، مشددا على أن هذه “السلوكات مرسخة اجتماعيا وثقافيا، ولا يمكن تجاوزها بسهولة، لأنها مرسخة في الوجدان وفي الفعل الإجتماعي”.
ونفى الإختصاصي في علم الاجتماع والتحليل النفسي، أن تكون الأحداث المذكورة تعبيرا عن تحول داخل المجتمع، لأنها في نظره “سلوكات اجتماعية متجدرة، قد لا ننتبه إليها لو كانت في مرحلة أخرى غير مرحلة تفشي فيروس كورونا المستجد”، مشيرا إلى أن “القديم هو الذي ما يزال يسيطر في أي مناسبة دينية اجتماعية وثقافية في المغرب”.
نص الحوار:
مرحبا دكتور، كيف تقرأ أحداث ما أصبح يعرف بـ”ليلة الرعب بالرباط”؟
مرحبا، أعتقد أن هذه الأحداث تنبع من سلوكات مرسخة في الثقافة، لذلك كانت قوية جدا عندما تزامنت مع الجائحة التي نعيش في الوقت الراهن، وفي هذا الإطار نفهم خروج مجموعة من الشباب في الرباط وغيرها للإحتفال بعاشوراء بتلك الطريقة الفلكلورية، وهنا سبق أن تحدثنا عن سلوكات انفعالية وأخرى مرسخة، فالأولى هي التي جاءتنا بفعل الجائحة؛ من قبيل الإجراءات الإحترازية، إرتداء الكمامة، النظافة والتباعد الإجتماعي، لأن الجائحة جاءت بشكل فجائي.
فلا يمكن أن نفصل ما حدث بالرباط عن أحداث الإحتفالات بعيد الأضحى، حين أصر مجموعة من المواطنين على الإحتفال رغم الجائحة، وبالتالي نفهم أن السلوكات المرسخة اجتماعيا وثقافيا لا يمكن تجاوزها بسهولة، لأنها مرسخة في الوجدان وفي الفعل الإجتماعي، لذلك شكلت هذه الأحداث صدمة لأنها تذهب عكس التدابير الإحترازية التي جاءت بها الجائحة.
كما يمكن أن تكون هذه الأحداث، نوعا من الاحتجاج، ليس فقط على التدابير الاحترازية؛ بل حتى على فيروس كورونا، لأنها حرمت هؤلاء الشباب من مجموعة من الأمور، من قبيل البحر واللقاء مع الأصدقاء، كما يمكن أن تعبر كذلك على أن السلوك المتجدر والمرسخ اجتماعيا، يخرج في بعض الحالات ضد سلوك إنفعالي جاء بشكل طارئ ولم يترسخ بعد.
طيب، وهل تعبر هذه الأحداث عن تحول معين داخل المجتمع؟
لا، هذه الأحداث لا تعبر عن أي تحول داخل المجتمع، لأنها سلوكات اجتماعية متجدرة، قد لا ننتبه إليها لو كانت في مرحلة أخرى غير مرحلة تفشي فيروس كورونا المستجد، أو ربما يمكن أن نتحدث عنها بطرق معينة غير التي نتحدث بها اليوم، فهي لا تعبر عن تحول، بقدر ما هي تعبير عن سلوكات مرسخة في الوجدان الإجتماعي يصعب اجتثاثها تحت يافطة انتشار الوباء.
كان سيكون تحولا لو إلتزمنا الصمت، والتزمنا بعدم الإحتفال بعيد الأضحى وعاشوراء، عندها سيكون هناك تحول، معنى أن الناس أدركوا حجم الجائحة، لكن الواقع أن هذه السلوكات ما تزال تخرج في عز الجائحة التي تتطلب التباعد الجسدي ومجموعة من التدابير الاحترازية، وبالتالي فليس هناك تحول، بل القديم هو الذي ما يزال يسيطر في أي مناسبة دينية اجتماعية وثقافية.
لا اتفق مع هذا التحليل نهائيا.
واظن ان ما وقع وقع بفضل التراس فريق كرة القدم.
والحل كما قلت في تدخل سابق هو تقديم المطالب المدنية ضد اولياء امور القاصرين.