لماذا وإلى أين ؟

تأجيل امتحانات الطلبة الممرضين بمراكش ودفعهم لمواجهة كورونا دون أي ضمانات

زجّت إدارة المعهد العالي للمهن التمريضية بطلبة الأسدس الأخير في الحرب المُعلنة على كورونا، ووضعتهم في الصفوف الأمامية للمستشفى الميداني ابن طفيل بمراكش، رغم افتقارهم لأي تكوين يساعدهم على التعامل مع الفيروس القاتل، خصوصا مع انعدام أي ضمانات لحمايتهم.

أكثر من هذا أن هذه الخطوة تأتي في وقت يستعدون فيه لاجتياز الامتحانات، إذ عوض ذلك تأجّلت إلى أجل لم يُحدد بعد ليواجهوا الفيروس، وهو ما أثار غضبهم، حيث رفضوا تنفيذ ما طُلب منهم، والذي كان من المفروض أن يبدأ الخميس الماضي، إلا أن الطلب امتنعوا وراسلوا المديرية الجهوية لكن دون أن يتلقوا أي جواب، حسب تصريحات متطابقة للمعنيين.

وقال ممرضون من المعهد (شعبة ممرض متعدد التخصص وممرض التخدير والإنعاش والعلاجات الاستعجالية والعناية المركزة)، في تصريحات لـ”آشكاين”، إنهم مستعدون للعمل كواجب وطني تستدعيه الظرفية الاستثنائية التي تعيشها بلادنا، لكن يتوجب توفير تكوين حول طريقة التعامل مع مرضى كورونا، وتوفير تغطية صحية وسكن وتحفيز وحماية صحتهم وصحة عائلاتهم.

واستنكروا كيف يمكن للوزارة أن تزج بهم لمواجهة كورونا عوض توظيفهم، خصوصا في ظل الأعداد الكبيرة من الممرضين العاطلين.

وليس الطلبة الممرضون وحدهم الذين تريد الوزارة الاستنجاد بهم دون توفير شروط ذلك، إذ سبقهم الأطباء المقيمون الدين فُرض عليهم الإشراف على المستشفى الميداني بمرأب مستشفى ابن طفيل، وحسب ما أبلغ به الأطباء المقيمين للسنة الأولى بكل تخصصاتها، فهم مدعوون لتأمين الحراسة بالنسبة لـ 100 سرير، على أساس تكليف 10 مقيمين بالحراسة والعمل لمدة 12 ساعة يوميا، وحسب ما توفر من معطيات فإن الأطباء المقيمين سيخضعون لتكوين سريع حول كيفية ارتداء ونزع اللباس المهني الخاص وسبل الوقاية والعلاج بالأكسجين.

وقالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش إن قرار إدارة المستشفى الجامعي خلف تذمرا وسخطا وسط الأطباء المقيمين، ويطرح عدة علامات استفهام حول التدابير التي اتخذتها الوزارة بعد زيارة الوزير واللجنة الخاصة المشتركة بين وزارتي الصحة والداخلية، والتي لم يتسرب بعد أي تقرير حول مهامها.

كما يطرح السؤال حول دواعي الزج بالأطباء المقيمين في مواجهة كوفيد 19، وهم لازالوا في طور التكوين، ولا يتوفرون على الحماية الكافية، ومحرومون من التغطية الصحية.

واعتبرت الجمعية أن القرار المتخذ يبين مرة أخرى ارتجالية تدبير مواجهة الفيروس القاتل، ويفند كل الخطابات التي توعدت بإشراك كل المؤسسات الصحية المدنية والعسكرية لمواجهة انهيار المنظومة الصحية بمراكش، و يبين القرار كذلك لاستخفاف بالأطر الصحية خاصة الأطباء المقيمين، مما يعرضها لتسجيل إصابات في صفوفها، كما يبين القرار توجه الوزارة وإدارة المركز الإستشفائي الجامعي إلى سياسة الترقيع ، وإعادة إنتاج الوضع المأزوم والمنهار بمستشفى المامونية الذي دفع الأطباء الداخليين العاملين به إلى تعليق العمل إحتجاجا على شروط وظروف العمل وعدم تمكينهم من المستلزمات والآدوات والمعدات الضرورية لحمايتهم من الإصابة بالوباء.

وطالبت بإعادة النظر في الإطار القانوني الخاص بالأطباء المقيمين والأطباء الداخليين ،بما يضمن حقوقهم ويصون صحتهم وسلامتهم، والارتقاء بالأدوار التي يلعبها الأطباء الداخليين والمقيمن وتنفيذ كل مطالبهم العادلة والمشروعة، التي عبروا عنها في عدة مناسبات، كالتغطية الصحية، والسكن ، والتعويضات…

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x