لماذا وإلى أين ؟

هل يطغى هاجس الربح المادي لإنتاج لقاحات كورونا على صحة سكان الكرة الأرضية؟

تتسارع الجهود العالمية لإيجاد حل لأزمة تفشي فيروس كوفيد19 الذي أصاب أزيد من 36 مليون شخص عبر مختلف بلدان العالم، حيث لاحت في الأفق ما يناهز 200 لقاح مرت من مراحل اعتبرت ناجحة من أجل إنتاجها في غضون الأشهر القليلة المقبلة، خاصة وأن منظمة الصحة العالمية أكدت أن بعض اللقاحات ستكون جاهزة في متم سنة 2020.

لكن، بالرغم من التفاؤل الذي يطبع المرحلة الآن، إلا أن الأمر يستوجب التفكير في ما مدى نجاعة هذه اللقاحات، سيما أنه من المعروف أن أي لقاح كان لا يمكن اعتباره آمنا إلا بعد مرور على الأقل سنتين أو 3 سنوات بعد تجريبه على مختلف شرائح المجتمعات، بحسب دراسات متفرقة في الموضوع.

وفي هذا الإطار، يعتبر بعض المختصون، كعالم البيئة الصحية النمساوي كليمنس أرفاي، أن اللقاحات المعلن عنها قد تكون لها آثار جانبية على صحة الإنسان من قبيل انخفاض في خلايا الدم البيضاء والتهاب النخاع المستعرض، الذي يحدث التهابا في النخاع الشوكي، مما يؤدي إلى إتلاف الألياف العصبية، ومع ذلك تمت الموافقة على استكمال التجارب السريرية للقاحات التي تم رصد خطورتها على الصحة العامة.

ومن جانبه، حذر البروفيسور، مصطفى الناجي، الخبير في علم الفيروسات من تسارع وتهاوت بعض الدول في إنتاج لقاحات غير آمنة، على اعتبار أن المسألة يطغى عليها الشق الاقتصادي، لكن ومع ذلك شدد المتحدث في تصريح سابق لـ “آشكاين” أن الربح المادي لشركات صناعة الأدوية، أمر معروف، لأن هذا في الأول والأخير عملهم، إلا أن الأمر لا يجب أن يطغى على إيجاد العلاج لأن هناك تنافسية كبيرة على إيجاد اللقاح.

جائحة كورونا أبانت عن نسيان بعض الدول لمبادئ التضامن الدولي، سيما في بداية النتشارها، عندما كنا نقرأ هنا وهناك ما حدث عند وق تصدير الأجهزة الطبية في أوروبا وأمريكا، وكذا اعتراض حمولات من الأقنعة الواقية والاستيلاء عليها، ومناسبة الحديث تكمن في أن الأمر عندما يتعلق بالحياة والموت قد تسقط لدى البعض غطاء الإنسانية وقد يلبس ثوب التجارة في مآسي الناس بل البشرية بأكملها، وليس بعيد أن تكون بعض الشركات وليس جميعها تسارع الزمن فقط من أجل المال.

وبالتالي، وفي ظل الظغوطات الدولية وانتشار الفيروس بشكل أكبر، فهناك ما يقارب 200 لقاح في طور الإنجاز و20 منها في طور مراحل متقدمة و10 لقاحات وصلت إلى مراحل متقدمة من الإنتاج، وبالتالي، فمن بين التساؤلات التي يمكن أن تطفو فوق سطح قضية اللقاحات، هي هل يمكن أن يطغى الربح المادي والتسابق غير الأخلاقي على العلم وبالتالي صحة سكان الكرة الأرضية؟

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x