لماذا وإلى أين ؟

ضابط جزائري سابق يكشف لـ”آشكاين” هوية الجنرال الضالع في أحداث معبر الكركرات

اعتبر كريم مولاي، الضابط السابق في المخابرات الجزائري، أن ما يجري في معبر الكركرات، هو جزء من خطة متكاملة جرت لخلق أجواء من التوتر، والضغط على المغرب وعلى الأمم المتحدة التي مددت لبعثتها الدولية “المينورسو”، لمدة عام آخر. كما أنه يأتي ردا على الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء، والذي بدا واضحا من خلال افتتاح قنصليات لعدد من الدول الإفريقية والعربية في العيون.

مولاي في تصريح لآشكاين قال إن هذا التحرك فشل في تحقيق أي من أهدافه، فالمجتمع الدولي تجاهله بالكامل، ومضى في التمديد للبعثة الأممية العاملة على حفظ الهدوء في المنطقة العازلة، كما أنه لم ينشغل بخطوات الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء.

وأضاف أن هناك ثناء على خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب حلا لنزاع الصحراء، حيث وصفته الولايات المتحدة بأنه خيار جدي، معتبرا أنه تحول مهم بالتأكيد أسهم في تراجع رهان البوليساريو ومن ورائها النظام الجزائري على الولايات المتحدة والأمم المتحدة لإضعاف الموقف المغربي.

وكشف المتحدث نفسه عن اسم جنرال يعتبر عقلا مدبرا لما يدور في المعبر ومل خطوات البوليساريو، إذ قال إن المعلومات المتوفرة عن ضابط المخابرات شفيق مصباح وعلاقته بما يجري في معبر الكركرات الحدودي بين موريتانيا والمغرب شحيحة، بالنظر إلى القضايا العويصة التي تعيشها المخابرات الجزائرية، ومعها النظام الحاكم هذه الأيام، لافتا إلى أن الرئيس الجزائري في ألمانيا للعلاج بسبب فيروس كورونا، والمعلومات المتوفرة عن صحته متناقضة، ولا أحد يعرف على عين الدقة واليقين حقيقة وضعه الآن.

وتابع قائلا إن الناس قاطعوا الاستفتاء بأعداد كبيرة، وأغلبوا الذين صوتوا اختاروا “لا”.. والحراك الشعبي لازال متصاعدا، ووباء كورونا يحصد الأرواح وتفشل الجهات الرسمية في مواجهته، وبالتالي ذهابهم إلى الخارج، هو محاولة تقليدية للفت أنظار الرأي العام، ولكنه أيضا رهان فاشل.

ولفت إلى أن شفيق مصباح الذي نصبه الرئيس عبد المجيد تبون مطلع العام الجاري مديرا عاما للوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، ظلت مهمته غامضة، فقد قيل بأن تلك الوكالة ستضطلع بالعديد من المهام أبرزها المشاركة في إعداد وتنفيذ السياسة الوطنية للتعاون الدولي في المجال الاقتصادي والاجتماعي والانساني والثقافي والديني والتربوي والعلمي والتقني، وترقية توظيف الكفاءات الوطنية في الخارج، وإقامة العلاقات مع المجموعة العلمية ورجال الأعمال الجزائريين في الخارج، وتطوير علاقات التعاون مع الهيئات الأجنبية المماثلة، إلى جانب إنجاز دراسات اليقظة الاستراتيجية في مجال تخصصها، وهي مهمات غائمة من بينها التعاطي مع البوليساريو، التي تمثل ذراعا أمنية للنظام الجزائري ضد المغرب.

وختم تصريحه لآشكاين بالإشارة إلى أنه رغم كل ما يقال عن القدرات الأمنية والاستراتيجية لشفيق مصباح، إلا أنه يمكن القول إن “قرار التمديد الذي اتخذته الأمم المتحدة لبعثتها في الصحراء، ومواقف الثناء المتواترة من أكبر العواصم الدولية على خيار الحكم الذاتي الذي تطرحه الرباط، ربما يعكس فشلا ذريعا له في مهماته الخارجية، وربما يضاعف من أزمات النظام في الجزائر”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
يوسف ق
المعلق(ة)
6 نوفمبر 2020 23:29

النظام العسكري الجزائري اهترأت ايديولوجيته الاحتوائية ، حيث عرى الحراك عن هذا الاهتراء من خلال تفسخ وتحلل البناء السياسي العسكري وسقوط الرموز بل التناحر المستبطن الذي عرى عن فساد داخل غياهب التكنات ، وغياب مشروع وطني واضح المعالم : فلا يخطو النظام العسكري خطوة إلا ويستحضر الجارة الغربية ولا يبني خطوط مشروع الا بمرجعية مغربية ؛ فمؤشرات نجاح أي نموذج تنموي في الجارة الشرقية هو لصيق بما حققه المغرب ( فسياسة النظام وإعلامه مبني على عقدة أن ماحققناه لم يحققه المغرب) وهي مقاربة ومقارنة ذات طابع مرضي:
من ناحية أخرى الحصى المزعومة الذي ارادهذا النظام زرعها في حذاء المغرب (كناية عن خلق جبهة البوليزاريو ككيان للمحاصرة والإلهاء وتكسير العظام) ما فتئت هذه الحصى أن تحولت رمالا متحركة تحت أقدام النظام الجزائري . ورغم استنزاف البلدين بسبب الحصى؛ فالجارة الغربية في الأرض تبني منظومة قانونية وسياسية وتاريخية ودبلوماسية وبشكل مباشر ومكشوف. بينما الجارة الشرقية استنزفت مواردها من خلف الستار دون بناء منظومة تصدرها للمنتظم الدولي : لكن الستار المعتم الحاجب للرؤية تحول إلى شفاف لكن الحصى تفتثت رمالا متحركة.
المعسكر الشرقي انقرض والمعسكر الغربي متجاوز يبقى التكتل هو كينونة ووجود الدول

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x