2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

بالرغم من التطورات الأخيرة التي وقعت بمعبر الكركرات الحدودي بين المغرب وموريتانيا، والتي تدخل على إثرها المغرب لتحرير المعبر، وبالرغم من تهديد جبهة “البوليساريو” الانفصالية بالعودة للسلاح، إلا أن أحمد نور الدين، الخبير في قضية الصحراء المغربية يرى أن احتمال وقوع حرب بين المغرب والجزائر الداعمة للجبهة الانفصالية يبقى مستبعدا نسبيا في المدى القصير لعدة اعتبارات مرتبطة بالوضع العالمي وبالازمة الداخلية للجزائر، هذه الأخيرة تعيش فراغا دستوريا بفعل غياب الرئيس، وهو ما لا يسمح باتخاذ قرار الدخول في حرب على الاقل خلال 6 أشهر إلى سنة من الآن، ولكن طبيعة النظام العدوانية وحاجته الى اسكات الحراك الشعبي قد تدفع جنرالات النفط والغاز إلى حركة غير محسوبة.
وأوضح أحمد نور الدين في حديث لـ “آشكاين” أن الظروف الوبائية العالمية وانعكاسات الجائحة المتمثلة في توقف الاقتصاد العالمي، وعزلة النظام الجزائري دوليا التي ظهرت من خلال عدم إدانة اي دولة عبر العالم لما قام به المغرب في الكركرات، وتباطئ التجارة العالمية وتراجع الحركة الاقتصادية العالمية وتوجه العالم بأسره صوب توحيد الجهود لمواجهة فيروس كوفيد19 لا تسمح للنظام الجزائري اتخاذ قرارات من هذا الحجم، وإذا ما شن هجوما على المغرب فستكون بمثابة عملية انتحارية.
وتابع المتحدث قائلا “ إن الجزائر تعيش فراغا دستوريا، بسبب غياب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن مهامه لمدة تزيد عن شهر ونصف، ولم يتم الاعتراف بمرضه الا بعدما فضحته المعارضة الجزائرية، واضطرار النظام نقله إلى المانيا للاستشفاء، ومعروف أن إعلان الحرب من اختصاص رئيس الدولة.
وشدد نور الدين على أن “الحالة الصحية لتبون بحسب مصادر مختلفة جد متدهورة، مما قد يجعل البلاد تدخل في مرحلة انتقالية جديدة كتلك التي عاشتها سابقا، هذا إذا لم نتوقع السيناريو الأسوء المتمثل في تحول الحراك الشعبي المطالب بإسقاط حكم العسك الى مواجهات او ثورة شعبية، وللتذكير فإن الحراك خرج منذ 22 فباير 2019 إلى اليوم مع استثناء فترات توقف بسبب الجائحة، إلى جانب أن البلاد تشهد أزمة اقتصادية حادة بسبب انهيار اسعار النفط وتهاوي رصيد العملة الصعبة في الخزينة الجزائرية مما قد يؤجج الاوضاع الإجتماعية ”. وهذه كلها عوامل تؤثر على قرار الحرب والسلم.
ويرى المتحدث أن “شن الحرب لا يتعلق فقط بتوفر دولة ما على ترسانة عسكرية وصواريخ ودبابات وإنما تحتاج أيضا إلى آلة اقتصادية ضخمة لتغذيتها، وبالتالي من الناحية الاقتصادية النظام الجزائري في وضع لا يسمح له بتحمل تكلفة الحرب، وإذا غامرت بذلك فإنها لن تتحمل كلفتها الباهضة لأكثر من بضعة شهور، يعقبها انهيار كلي للاقتصاد، وعلينا أن نستحضر حليف الجزائر في التسلح موسكو، فقد انهار الاتحاد السوفياتي وتفكك رغم امتلاكه ترسانة مرعبة من الاسلحة التقليدية والبالستية والنووية”.
في المقابل، يرى الخبير ” أن الجزائر قد تدفع البوليساريو إلى القيام بعمليات انتحارية بالمنطقة العازلة، وفي هذه الحالة الوضع متحكم فيه، لأن المغرب مند انتهائه من بناء الجدار الأمني سنة 1987 لم يعد لدى الجبهة الانفصالية أي أمل أو أي حظوظ لتحقيق مكاسب على ساحة القتال، بفضل المنظومة الدفاعية للجدار الأمني.
وبالتالي، يردف نور الدين، كل ما يمكنهم القيام به هو الهجوم على الجدار الأمني، وهذا الأخير محصن بشكل كبير وفي خلال دقائق معدودة بإمكان أن يكون الرد مزلزلا وصاعقا لميلشيات الانفصاليبن ومن يدعمهم.
وفي كل الأحوال ليس لدى المغرب من خيار سوى الاستعداد لجميع السيناريوهات بما فيها الحرب الشاملة مع النظام الجزائري، واظن ان الاستعدادات لذلك بدات منذ أن فرضت الجزائر سباقا نحو التسلح، ولو على حساب اقتصادها، الشيء الذي دفع بالمغرب إلى تحديث قواته المسلحة الملكية ورفع جاهزيتها خلال العشرية الأخيرة لمواجهة هذه التهديدات وغيرها.
البلد الجار يخوض حربا ضد المملكة على جميع المستويات منذ 50 سنة، يضيف نور الدين، قبل أن يستطرد “الجزائر تحتضن قواعد عسكرية لمنظمة مسلحة تسعى إلى هدم وحدة المغرب، بل وتزود المليشيات الانفصالية بالأسلحة الثقيلة، وأكثر من ذلك الجزائر تدرب العناصر الانفصالية لطبهة “البوليساريو” في الأكاديميات العسكرية الجزائرية، وهذا بدليل تصريحات الضباط المنشقين عن الجيش الجزائري ومن بينهم الضابط هشام عبود الذي صرح بأنه منذ سنة 1973 وأفواج من الانفصاليين تتلقى تكوينها في الأكاديميات العسكرية الجزائرية.
وأبرز المتحدث ل “آشكاين” أن “جبهة تندوف” تعتبر الحركة الانفصالية الوحيدة في العالم التي تتوفر على دبابات ومدفعية ثقيلة وراجمات الصواريخ (فوق التراب الجزائري) لا تتوفر عليها حتى بعض الدول الإفريقية”، مبرزا أن كل هذه الأمور في نظر القانون الدولي هي أعمال حرب ضد المغرب.
وختم نور الدين بالقول “لذلك على المغرب أن لا يستبعد أي سناريو بما فيه الحرب الشاملة دفاعا عن أرضه وحقوقه المشروعة في مواجهة العدوان الجزائري الذي طال نصف قرن من الزمن وعايش 8 رؤساء دون أن يحدث أي تغيير تجاه المغرب الذي دعم بالرجال والمال والسلاح ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار، وكان جزاؤه الجحود والعدوان الغاشم ممن عاشوا بين المغاربة وعلى رأسهم المقبور هواري بومدين”.