لماذا وإلى أين ؟

من زاكورة إلى الكركرات..قصة مثيرة لِـدرَّاجٍ يحكيها لـ”آشكاين” (صور+فيديو)

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين

بدراجته الهوائية، وزاد يكفيه لرحلاته الطويلة، يجوب عبد المالك الباز ذوالــ27 عاما مدن المغرب منطلقا من مسقط رأسه بمحاميد الغزلان نواحي زاكورة نحو وجهات مختلفة بين شمال وجنوب المغرب.

وعلى غير المعتاد، صادفت الرحلة الأخير لعبد المالك من محاميد الغزلان إلى الكركارات،(صادفت) الأحداث الأخيرة لقطع ميليشات البوليساريو لمعبر الكركارات، وما سببه ذلك من شلل لحركة البضائع والسلع وتنقل الأفراد في هذا المعبر الحدودي الحيوي.

ويحكي الرحالة الشاب لـ”آشكاين”، عن أصل فكرة الترحال بدراجته الهوائية، أنها “جاءت صدفة حين كنت أتنقل بالدراجة الهوائية من العمل إلى البيت مسافة قصيرة بين 40 و 60 كيلوميترا، بعدها ارتأيت تجريب السفر بالدراجة الهوائية لإشباع شغفي بالسفر، وعندما وجدت راحتي بهذه التجربة لما فيها من حرية أكثر من وسائل النقل الأخرى كالحافلات أو سيارات الأجرة كبيرة الحجم، قررت خوص غمار الترحال لمسافات طويلة”.

لماذا الكركارات ؟ وفي هذا التوقيت بالضبط ؟ :

لم تكن لدي فكرة زيارة الكركارات لأن فيها الأحداث الأخيرة مع البوليساريو، لكني كنت واضعا في خطة ترحالي بالدراجة الهوائية أن أجول المغرب بأكمله؛ كما لم يكن لدي أي غرض سياسي أو ما شابه، بل أن كل ما في الأمر أن ذهابي إلى هناك صادف وقوع تلك الأحداث.

فقد توزعت رحلاتي  بين محاميد الغزلان إلى طنجة، ومن محاميد الغزلان إلى إفران ثم من نفس النقطة إلى أكادير ورحلة أخرى إلى الرشيدية، وآخرها  من محاميد الغزلان إلى الكركارات، التي قطعت فيها 2100 كيلومتر.

رحلاتي التي سبقت الكركارات أطلقت عليها تسميات حسب الوجهة، “رحلة الألف ميل”: من محاميد الغزلان في اتجاه طنجة بمسافة 1200 كلم ،  و”رحلة المغرب العميق”: من أكادير إلى الراشيدية 1100 كلم، و”رحلة الأطلس” :  امتدت من محاميد الغزلان نحو إفران، قطعت فيها  1100 كلم، وكان آخرها “رحلة الوفاء لروح أمي” رحمة الله عليها: من أكادير صوب محاميد الغزلان.

يروي الرحالة الشاب، في حديثه الذي خص به “آشكاين”، عن أجواء عاشها مع السائقين العالقين بمعبر الكركارات جراء قطع الطريق من قبل ميليشا البوليساريو، أنه قضى معهم يومين كاملتين. واصفا الأجواء بقوله إنها “كانت لا بأس بها في الجهة الحدودية من جهة المغرب، مقارنة مع الجهة المقابلة في موريتانيا، حسب ما نقله له السائقون العالقون هناك من زملائهم، إذ لم يجدوا حتى مياه الشرب ولا الأكل” طيلة مدة عرقلة المعبر.

صعوبات وطرائف وطموح:

وعن الصعوبات يقول عبد المالك الباز،  أنه “لم يواجه صعوبات كثيرة، سوى ما عاناه في غياب مدار طرقي خاص براكبي الدراجات، خاصة عند مرور شاحنتين في نفس لحظة مروري أضطر إلى الخروج إلى حافة الطريق، إضافة للرياح القوية التي تعاكس طريق توجهه أحيانا، إضافة للأعطاب التي تصيب دراجتي”.

وعن الطرائف يروي عبد المالك الباز، محدثا “آشكاين”، أن” أغلب رجال السلطة في نقاط التفتيش بالمغرب يعتقدون أني أجنبي ويحدثوني باللغات الأجنبية؛ لدرجة أن أحد رجال السلطة طلبوا مني جواز السفر في مدينتي الداخلة والعيون، ظنا منهم أني رحالة من خارج المغرب”.

ويطمح عبد المالك الباز إلى “زيارة بقية المدن المتبقية له لاستكمال كافة مدن المغرب، ثم زيارة دول أفريقيا بدراجته الهوائية، علاوة على حلمه بـ”تأليف كتاب حول رحلاته”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x