2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
علق منصف السلاوي، العالم المغربي المتخصص في علم المناعة وعلم الأحياء الجزيئية الذي يقود الفريق الأمريكي المكلف بتطوير لقاح كوفيد19 ، على الاستراتيجية التي تنهجها وزارة الصحة المغربية بخصوص عملية الحملة الوطنية لتلقيح المغاربة في الأيام القليلة المقبلة.
وأورد السلاوي في حوار على قناة “ميدي1 تيفي” قائلا “أنا منبهر من أن المغرب سيبدأ حملة شاملة للتلقيح، إنه لأمر جيد جدا، رغم أنني لست على دراية جيدة باللقاح الذي سيستخدم هناك، إلا أنني على دراية تامة بالتقنية التي تستخدم في هذا النوع من اللقاحات”.
تقنية هذا النوع من اللقاح، يضيف المتحدث، تعتمد على زرع الفيروس ثم التأكد من أننا نقتله بطريقة لا تشوه مستضاضاته”، مسترسلا “هناك لقاحات تستخدم نفس التكنولوجية وهي شائعة الاستخدام، وليس لدي أسباب للاعتقاد بأن هناك شيئا غير واضح للقاح الذي سيستخدمه المغرب”.
واستطرد السلاوي بالقول “من ناحية أخرى لا أتوفر على بيانات علمية تظهر فعاليتها، لكنني أرى أن وزارة الصحة تعمقت في البيانات واتخذت القرار الصائب وفق ذلك”.
ومن جهة ثانية، كشف العالم المغربي أن الفيروس أثر سلبا على جميع مناحي الحياة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، مبرزا أن الخروج من عنق أزمة الجائحة يستوجب تطعيم ما بين 75 في المائة و80 في لمائة من ساكنة الكرة الأرضية بغية العودة إلى الحياة الطبيعية السابقة.
وأوضح المتحدث أن لقاحي “فايزر وبايونتيك” و “مودرنا” أثبتا نجاعتهما بنسبة 95 في المائة ضد الفيروس، موضحا “ليس من الضروري تطعيم جميع الأشخاص، حيث هناك مرضى لا يمكنهم أخذ اللقاح كمرضى السرطان، وهنا يمكن حمايتهم عن طريق عدد كبير من الأشخاص المحيطين بهم”، وفق تعبيره.
وبخصوص المعايير والإجراءات التي ترافق عملية ترخيص والموافقة على إنتاج اللقاحات، يؤكد عالم الأحياء الجزيئية أن الأمر معقد للغاية، حيث تمر العملية عبر مرحلتين، الأولى تتعلق بشكل أساسي بالأبحاث السريرية التي يتم دراسة مدى فعاليتها وسلامتها وكذا دراسة الآثار الجانبية على المشاركين المتطوعين في العملية.
والمرحلة الثانية، يورد السلاوي تهم “تصنيع اللقاحات وهو أمر تقني للغاية حيث نتأكد من تطابق جرعات اللقاح من الجرعة الأولى إلى الجرعة 100 مليون على سبيل المثال، هذه المسألة مهمة جدا نظرا لأننا نتعامل مع عملية بيولوجية تهم الفيروس ومكوناته، ثم التأكد من جاهزية المصانع على مستوى المعايير العلمية والتعقيم، ومن الضروري ضمان النجاح والنجاعة في العملية برمتها”.
وأبرز العالم قائلا “لا نعرف في الواقع مدة الحماية التي يضمنها اللقاح، لكن فرضيتي العلمية الشخصية ترتئي أن هذه المدة ستكون مهمة ويمكنني القول أنها لن تكون كل سنة وإنما ستمتد الحصانة لمدة طويلة، إلا أن المسنين ربما ستكون عملية تطعيمهم كل 3 أو 5 سنوات”.
واعتبر السلاوي أن التشكيك في اللقاحات لا يجب أن ينطلق من إطلاق أو تبني أحكام جاهزة، وإنما بالانفتاح والاستماع إلى آراء الخبراء المتعددة حول العملية وكذا الاطلاع على البيانات والمقالات العلمية التي تنجز في هذا الإطار، وإلا فإن التشكيك من فراغ سيزيد من استمرار الجائحة ووفاة الملايين عبر العالم.
وأشار المتحدث المقيم بأمريكا إلى أنه سيتم تطعيم جميع الأمريكيين مع منتصف 2021، موضحا بالقول ” استثمرنا في 6 لقاحات مختلفة وسيتم ترخيص لقاحين في الأيام المقبلة ولقاحين آخرين في فبراير ولقاحين في أبريل وسنقوم عبر هذه اللقاحات بإنتاج 600 و700 مليون جرعة “.
