لماذا وإلى أين ؟

بوعيدة لصحيفة إسرائيلية: المقارنة بين قضية الصحراء المغربية وما يقع في إسرائيل وغزة مستحيلة

تحدثت مباركة بوعيدنة رئيسة جهة كلميم وادنون، لصحيفة عبرية عن التطبيع المغربي الإسرائيلي، وعلاقته بالاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، مؤكدة على أن هذه الاعتراف “ليس مكافأة للمغرب على إعادة علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل”.

وأوضحت السياسية والمسؤولة المغربية المنحدر من الأقاليم الجنوبية، أن المغرب “عمل منذ سنوات للحصول على اعتراف دولي بسيادته على منطقة الصحراء، وهي منطقة مغربية تماما”، مضيفة أن “الاعتراف الأمريكي يمنحنا ثقة كبيرة وقوة في كفاحنا العادل للحصول على اعتراف دولي حول سيادتنا على ما يخصنا، إذ من الجيد أن نعرف أن الولايات المتحدة إلى جانبنا وتعترف بسيادة المغرب على هذه المنطقة”.

وشددت مباركة بوعيدة، الرئيسة الحالية لجهة كلميم واد نون، على أن “معظم دول العالم تعترف بسيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية، لكنها لا تريد اتخاذ خطوة رسمية أمام الأمم المتحدة”، وأنه “عندما يتعلق الأمر بالنزاعات فإن الأمر يستغرق وقتا طويلا وأحيانا يتطلب عقودا حتى تتمكن المنظمة الأممية من إيجاد حل”.

و استرسلت بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى الخارجية سابقا، بأن ما قالته “ينطبق  كذلك على القارة الإفريقية، فبعد عودة المغرب للاتحاد الإفريقي أصبحت أغلب دول القارة  الإفريقية تدعم مغربية الصحراء”، لكن المشكلة، تورد بوعيدة شارحة: هي أن “الجزائر لا تريد الوصول إلى حل وتختبئ خلف جبهة البوليساريو، لذلك فإن الاعتراف الأمريكي يشكل دعما قانونيا لنا وسيساعدنا في بسط تصورنا العادل أمام المنتظم الدولي”.

وأعربت القيادية بحزب التجمع الوطني للأحرار، عن أملها في التحاق دول أخرى بأمريكا للاعتراف بمغربية الصحراء، كما فعلت “إسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط”، منوّهة بالدعم الأمريكيي بقولها، إنه “لا شك في أن الدعم الأمريكي مهم لنا، لكن الاعتراف بمغربية الصحراء ليس مكافأة للمغرب على إعادة علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل لأن الصحراء كانت دائما مغربية ولا نحتاج لمكافآت لإثبات ذلك”، مؤكدة في الوقت ذاته، على أن “ما وصلنا إليه هو نتيجة سنوات طويلة من العمل الجاد”.

وألحّت بوعيدة، في حوارها مع صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، على ضرورة “الفصل بين قضية الصحراء والقضية الفلسطينية”، منبهة على أن “الاتفاق على إحياء العلاقات مع إسرائيل سببه وجود جالية مغربية كبيرة تعيش هناك، وهؤلاء جزء من مجتمعنا”، مضيفة أن “المغرب مقتنع بأن حل الصراع في الشرق الأوسط يقوم على حل الدولتين”، مشيرة إلى “أننا سنكون سعداء بالتوسط بين الطرفين للوصول إلى مستقبل أفضل”.

واستشهدت مباركة بوعيدة ابنة الأقاليم الجنوبية، في تصريحها لوضوح موقف المغرب لدى السلطة الفلسطينية، بـ”المكالمة الهاتفية للملك محمد السادس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حين هاتفه الملك، بعد إعلان الاتفاق وعبر الرئيس الفلسطيني عن ارتياحه”، مشددة على أن “موقف المغرب من هذا الملف لن يتغير، إذ أن الملك أكد على دعم حل الدولتين، ونحن نعمل على الحفاظ على حقوق الفلسطينيين كما نحافظ على الصحراء، إذ من المهم بالنسبة لنا أن نصل إلى سلام في منطقة الشرق الأوسط”.

وردّت بوعيدة في حوارها مع الصحيفة العبرية نفسها، على “الادعاءات التي تحاول تشبيه قضية الصحراء المغربية بما يقع في إسرائيل وغزة”، مؤكدة على أن “المقارنة بينمها مستحيلة، فالصحراء كانت تحت الاستعمار الإسباني الذي أخذها من المغرب”، أما الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تستدرك بوعيدة، فهو “يقوم على جانب ديني وهو أمر غير مطروح في قضية الصحراء، ومقارنة المغرب بإسرائيل كما تفعل جبهة البوليساريو لا تستقيم”.

يأتي هذا الحوار المطول الذي أجرته مباركة بوعيدة مع الصحيفة العبرية “يديعوت أحرنوت”، بعد أيام قليلة من ظهور وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة على قناة “كان” الإسرائيلية، للحديث عن التطبيع مع إسرائيل والاعتراف الأمريكية بمغربية الصحراء، كأول مسؤول مغربي يظهر في القنوات الإسرائيلية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x