2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
كيف تستعد الحكومة المغربية لاستقبال وفد من إسرائيل؟

بعد إعلان الاعتراف الأمريكي بالصحراء المغربية، واستئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية، يوم الخميس المنصرم، وإعلان الولايات المتحدة الأمريكية فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية خير توجه وفد أمريكي إسرائيلي إلى المغرب، يتكون من مئير بن شبات، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وجاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الشيء الذي استقبله المواطنين المغاربة بتباين في الآراء، ما بين مرحب بالقرارات ومؤكدا على كسب رهان الوحدة الترابية المغربية، وبين رافض لـ”تطبيع” العلاقات مع اسرائيل.
وفي السياق نفسه، خالد يايموت، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، قال إن “زيارة الوفد الإسرائيلي الأمريكي إلى المغرب تأتي في إطار التحول الذي شهدته العلاقات بين كل من أمريكا وإسرائيل، وما يجب أخذه بعين الاعتبار أن هذا مسارا كبير يعود في إلى تسعينيات القرن الماضي”.
أمزازي سيزور إسرائيل لأمور ذات الطابع التربوي
وفيما يتعلق بزيارة كل من مئير بن شبات، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وجاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء القادم، أشار يايموت، “الوفد المغربي الذي سيستقبل رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد سيقتصر في الغالب على الشخصيات الأكثر قربا من الملك، خاصة منها المكلفة بالجانب الأمني، وقد يكون هناك بعض الأطراف في الحكومة مثل وزير الداخلية أو من يتكلف ببعض المسائل الأمنية”.
وأضاف المتحدث نفسه، بخصوص إعلان الإعلام الإسرائيلي لزيارة مرتقبة لسعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، لإسرائيل “ستتعلق زيارة أمزازي لإسرائيل ببعض الأمور ذات الطابع التربوي مثل إدراج التاريخ العبري أو تاريخ اليهود المغاربة ضمن البرامج التربوي”، مشيرا “يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن هناك تاريخ كبير للمغرب مع اليهود خاصة ما قبل الاستقلال، في المحاضن التربوية للمغرب التي كانت قديمة وخصوصا ما يسمى بالمدارس العتيقة، كان دائما هناك حضور لليهود المغاربة، وكان لهم مكان خاص لدراسة الفقه اليهودي، ولم يتغير هذا الأمر إلا بدخول الاستعمار الفرنسي”.
المسألة لا تستدعي إثارة الانتباه
ورمى يايموت، في سياق حديثه بأنه “يجب أن نميز بشكل كبير بين حزب العدالة والتنمية كتنظيم وبين شخصيات تنتمي للنسق السياسي للسلطة، حيث أن للدولة الآن لها عدد من الرهانات الدولية التي من بينها إعادة العلاقات مع إسرائيل، ومن العادي جدا أن يكون هناك اندراج وانسجام بين كل السلط، ولا يجب أن يكون هناك أي نوع من الخلل في هذا المجال”.
وأردف المتحدث نفسه، “أرى أنه من العادي جدا أن يكون بين الوفد المستقبل أعضاء منتمية لأحزاب معينة، لأن هذا الأمر عادي من ناحية البروتوكول الديبلوماسي، ولا تستدعي هذه المسألة أي نوع من إثارة الانتباه”.
بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، نشر في أول تعليق له على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وإعلان استئناف العلاقات مع اسرائيل، أن “الإعلان الرئاسي الأمريكي إعلانا هاما يؤكد سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ويفتح آفاقا جديدة لتقوية الموقف المغربي في الأوساط الدولية، ويزيد من عزلة خصوم الوحدة الترابية، ويسهم في مواجهة مؤامراتهم التي تهدف إلى التشويش عليها”.
وأكد الحزب، في بلاغ له، على ” تعبئة الحزب وراء الملك وقيادته من أجل ترسيخ سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ودعم مسار التصدي لمناورات خصوم الوحدة الترابية وإنجازات الدبلوماسية المغربية بقيادة جلالته”.
جدير بالذكر، أنه في الأيام الأخيرة لما بعد قرار استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، عرفت شوارع كل مدينة الرباط وعدد من المدن المغربية احتجاجات لرفض “تطبيع” العلاقات قوبلت بالتوقيف من طرف السلطات، فيما نشرت عدد من الهيئات لعريضة ترفض استئناف العلاقات، وتباينت الآراء أيضا على وسائل التواصل الاجتماعي ما بين مرحب لزيارة مئير بن شبات، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وجاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبين رافض لها.
مرحبا والف مرحبا في المغرب بكل من يعترف بسيادة المملكة المغربية على صحرائها.