لماذا وإلى أين ؟

كواليس جلسة مجلس الأمن الاستثنائية حول الصحراء المغربية

بعد أسبوعين من اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمغربية الصحراء، وبعد أكثر من شهر من تحرير معبر الكركارات، عقد مجلس الأمن الدولي، يوم أمس، جلسة مُغلقة عن طريق الفيديو، بخصوص ملف الصحراء المغربية، انتهت بعد منتصف الليل، دون نشر البيان النهائي، مما يشير لعدم توصل الأعضاء الخمسة عشر لاتفاق نهائي بشأن البيان المشترك، الشيء الذي دعا عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي للتساؤل حول “هل من الممكن أن يعود المغرب من جديد إلى طاولة المفاوضات؟، في حين أكدت عدد من المؤشرات أن قرار المملكة المتحدة سيتجه لصالح المغرب، على غرار الإدارة الأمريكية مما سيشكل قوة إضافية للمغرب في حسم ملف الصحراء المغربية”.

وخلال جلسة مجلس الأمن المنعقد، بطلب من ألمانيا، اطلع كولين ستيوارت، رئيس بعثة الأمم المتحدة حول الصحراء، وبينتو كيتا، مساعدة الأمين العام لأفريقيا في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام وعمليات السلام، الدول الأعضاء على آخر التطورات في الإقليم.

واكتفت الدول المشاركة في جلسة مجلس الأمن، ببيان موقفها بشكل موجز، فيما صرح ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “ما زلنا نعتقد أنه يمكن إيجاد حل من خلال الحوار على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.

ودعت عدد من الدول منها ألمانيا، إلى تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للصحراء مقبول من الطرفين، بالقول “بالنسبة لنا ، يعني حل النزاعات بالطرق السلمية اتباع القواعد وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وتطبيق القانون الدولي”.

وفي هذا السياق، قالت عائشة الدويهي، رئيسة مرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الإنسان، إن “الولايات المتحدة الأمريكية قامت بخطوة إيجابية أخرى تمثلت في عملية التصديق على المرسوم الرئاسي حول مغربية الصحراء، بنشره في السجل الفدرالي، كما أنها عازمة أن تقدم مصداقية أكبر لقرار اعترافها بمغربية الصحراء، وتسعى لاعتماد قرارها كوثيقة رسمية بين الوثائق المعتمد عليها داخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، واجتماع مجلس الأمن المنعقد ليلة أمس، لم تكن به أي إدانة للموقف الأمريكي”.

وأضافت، الدويهي، في تصريحها لـ”آشكاين” بأن “فعلا ظهر الصراع بين القوتين في من سوف يتزعم المنطقة، وقرار كل من روسيا والصين، غير أن الرغبة في الزعامة مسألة عادية تناقش داخل مجلس الأمن”، مشيرة “بالعكس أرى أن جنوب إفريقيا التي تنازع وتحاول الاستفادة من الأيام القليلة الباقية لها على رأس مجلس الأمن بشكل دوري، وهي الداعم الكبير لجبهة البوليساريو، خرجت خائبة، بينما تلح باقي الدول على المحافظة على ضبط النفس، وأيضا تركز على أهمية المسار السياسي داخل الأمم المتحدة”.

وأكدت الدويهي، “لا يجب الحديث عن مسألة المقايضة، لأننا هنا نتكلم عن مصائر شعوب، والعلاقات الدولية أسمى من هذا الأمر، وكذلك الدول الكبرى لا تتعامل وفقا لهذا المنطق كعملية حسابية للعلوم الحقة، فهي استثمار لعدد من اللقاءات التي تم استثمارها على مدى سنوات”، مضيفة “ستزيد زيارة الوفد الأمريكي الإسرائيلي للعلاقات بين الأطراف الثلاثة، والمغرب لا يجب أن يخلف موعده مع التاريخ بخصوص استراتيجياته الكبرى واستراتيجياته”.

جدير بالذكر، أن الجلسة المغلقة لمجلس الأمن بخصوص ملف الصحراء، شارك فيها مل من بينتو كيتا، الأمين العام المساعد الخاص بإفريقيا، وكولين ستيوارت، رئيس بعثة الأمم المتحدة حول الصحراء.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x