2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

“اشتغلت بعد تخرجي مباشرة بمجموعة من المحطات الإذاعية والمواقع الإلكترونية” هكذا انطلقت الصحافية حياة مربوح، في حديثها عن العراقيل التي تتعرض سبيل الصحافية في المغرب، مشيرة “لا تزال المرأة المغربية تعاني من عدة إكراهات معنوية ونفسية، وتعيش ضغوطات كثيرة وينظر إليها بصورة متدنية، سواء كانت ربة بيت أو عاملة، بالرغم ما تحظى به من اهتمام من جمعيات حقوقية ومنظمات دولية“.
حياة، حاصلة على دبلوم صحافة سمعية بصرية، هي واحدة من الصحفيات اللواتي تعرضن لاستغلال دام لسنوات واستطاعت الحديث عن معاناتها بوجه مكشوف، تضيف في حديثها مع “آشكاين” “اشتغلت بمقاولة إعلامية متخصصة في عمل الأرشيف، لمدة تسعة سنوات، في البداية كانت هناك وعود مزيفة من طرف المشغل على أساس أنه ستتم تسوية أوضاعنا القانونية، وكنا نشتغل بمقر العمل، وبعد مضي أربعة سنوات أصبحنا نشتغل عن بعد، قبل أن نكتشف أننا مستغلين ظرفيا ومهددين بالطرد في أي لحظة كما وقع لأشخاص من قبلنا “.
وتزيد، حياة بحُرقة “مشغلنا كان ذكي جدا، كان يختار أغلب المشغلين من صنف الإناث، مدركا أن المرأة صبورة وتعطي أكثر من الرجل”، مردفة “بدأت العمل في سنة 2011 وطردت من العمل في أواخر سنة 2019 بعدما وبخني وشتمني واستصغر مهنة الاعلام والصحافة، بدون الحصول على أي تعويضات، كانت أوضاعي المادية صعبة، ابني يدرس بالقطاع الخاص، وينتظرني تسديد ديون كراء السكن والماء والكهرباء ومسؤوليات عديدة، ثم أخبرني أنه لم يعدني باي شيء و”ولي في جهدك عمليه مغتصوري والو مني“”.
مشاكل تواجهها الصحافية المغربية
من جهتها، ماجدة أيت لكتاوي، صحافية مهنية، منسقة الهيئة المغربية للصحافيات الشابات، تقول “رصدنا بالهيئة المغربية للصحافيات الشابات المنبثقة عن المنتدى المغربي للصحفيين الشباب، مجموعة من الشكاوى التي لها علاقة بالتحرش الجنسي داخل المؤسسات، وأثناء التغطية الميدانية بالشارع، بالإضافة إلى الفرق في الأجور مقارنة بالزملاء الصحافيين، كذلك الصورة النمطية التي تلتصق بالصحافيات، زيادة على العنف المعنوي الذي قد يمارس تجاههن حين يكن حوامل وغيرها”.
تضيف ماجدة، في حديثها مع “آشكاين”، إن “الصحافية المغربية متميزة، واستطاعت إثبات كفاءتها ومكانتها بالمجال، لكن وكأي امرأة اختارت الخروج لميدان العمل في مجتمع كمجتمعنا تصطدم بعراقيل عديدة، أولها مسؤولياتها كزوجة وأم، وكأنها المسؤولة بشكل أوحد على رعاية الأسرة وتربية الأطفال، في وقت لابد أن تنعم بالمشاركة واقتسام المهام والمسؤوليات”.
“لا أحد اليوم ينكر تمكن صحافيات وإعلاميات من إضفاء لمسة خاصة ومتميزة على القطاع الإعلامي بالمغرب”، تؤكد ماجدة، مضيفة “بل كن قيمة مضافة أعطين ولا زلن في حال توافرت لهن الظروف المناسبة”.
مذكرة ترافعية حماية للصحافيات
أما بشأن المذكرة الترافعية التي ستصدر خلال الشهور الأولى من عام 2021، تقول المتحدثة ذاتها “خلال مجموعة عمل حول “حماية الصحافيات المغربيات” يومي 19 و20 دجنبر الجاري، من بينها العمل على تعديل القوانين والتشريعات المؤثرة على عمل المرأة في قطاع الإعلام لتصبح أكثر ملاءمة ومراعاة لاحتياجات النساء، والعمل على تطبيق العقوبات الرادعة بحق مرتكبي جرائم التحرش الجنسي خاصة من طرف رؤساء العمل والزملاء، دعونا إلى تحفيز المؤسسات الإعلامية على نهج تمييز إيجابي تجاه الإعلاميات والصحافيات، مع تعزيز دورهن داخل المؤسسات الإعلامية وبالنقابة الوطنية والمجلس الوطني وغيرها”.
الصحافيات يخفين في جعبتهن الكثير
وفي السياق نفسه، يقول محمد حبيب، مساعد اجتماعي بقسم قضاء الأسرة بالمحكمة الابتدائية بالرباط، “باعتبار أن الصحافية تشتغل في أماكن عمل مختلفة، ما بين المكتب أو في الشارع لتغطية صحفية أو حوار معين، أو حضور مؤتمرات، فتكون عرضة للتحرش اللفظي أو الجسدي، وقد يصل في عدد من الأحيان لمحاولات الاعتداء جنسي أو الابتزاز، وفقا لما صرحت به عدد من الصحفيات مرارا وتكرارا”.
ويؤكد حبيب “لكن للأسف بالرغم من أن عمل الصحافيات يكمن في بحثهن عن الحقيقة إلا أنهم يخفين بجعبتهن الكثير من الحقيقة المرة، بسبب أن هناك العديد من الصحافيات اللواتي لا يردن التبليغ عن ما يتعرضن له من مشاكل داخل العمل من تحرش وما إلى ذلك”.
وأشار حبيب، إلى أرقام آخر تقرير صادر من المندوبية السامية للتخطيط حول تكلفة العنف، من خلال التركيز على “أن القلة القليلة فقط من النساء المعنفات من يقمن بالتبليغ عن التحرش، وهذا الخوف ناتج عن الخوف والخجل، ربما من وصمة العار أو الفضيحة أو الخوف على سمعتها داخل الوسط المهني، أو من اقتطاع الأرزاق، أو أن الدخول في المشادات الكلامية والقضايا قد يحد من مسارها المهني” وفق تعبيره.
وختم الخبير القانوني حديثه مع “آشكاين” مشيرا “هذه التخوفات وغيرها تجعل الصحافيات عرضة للاعتداء والابتزاز الجنسي، ناهيك عن ما يتعرضن له من ابتزاز نتيجة تباين الأجور بينهن وبين الذكور بشكل فج، وللأسف دائما ما نجد الأخوات الصحفيات يسكتن عن هذا الابتزاز وهذا الاحتقار والحكرة، خوفا من اقتطاع لقمة عيشهن”.