لماذا وإلى أين ؟

“بنجرير” .. مدينة تعيش بين التقدم العلمي والتهميش الاجتماعي

إن قرأت أخبارها مضيت في تخيل مدينة من العصر الحديث، المُتقدم، بها من المقومات ما يجعلها في مقدمة المدن المشكلة لقطب المعرفة والعلوم والكفاءات، وهو ما جعلت اليونسكو تُدمجها في شبكة اليونسكو العالمية لـ”مدن التعلم”، واصفة إياها بـ”مدينة حصدت ثمار عملها”، إن بها واحدة من أهم الجامعات التقنية بإفريقيا، لكن إن مشيت بين شوارعها، وأسواقها، سترى أنها مدينة لا زالت تعيش على الهامش، مواطنوها يواجهون شبح الفقر والبطالة والهجرة السرية.

مدينة ابن جرير - موضوع

بنجرير أو عاصمة الرحامنة هي مدينة انتقلت في السنوات الأخيرة من جماعة قروية إلى جماعة حضرية، كمدينة عصرية مندرجة في إطار مشاريع التنمية الحضرية الكبرى لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، دون أن تشهد فرقا واضحا في بنيتها التحتية، وفي مرافقها العمومية بما يُلبي احتياجات الساكنة، التي تشهد تزايدا سكانيا سريعا مرتبطا أساسا بالهجرة القروية نحوها، ويبلغ عدد ساكنتها 70294 نسمة، حسب إحصاء2007.

عامل إقليم الرحامنة يدخل سباق الحزم..قرار جديد بإغلاق أكبر سوق في بنجرير لمحاصرة "الوباء" - الجهة 24

المدينة التي تضم أكبر قاعدة جوية عسكرية في إفريقيا، تقع المدينة في الشمال الغربي لقلعة السراغنة، تبعد عن مدينة مراكش ب71 كلم، لا زالت رغم التقدم العلمي والتقني بها، والمشاريع المتقدمة، تشهد مشكل الترامي على الملك العام واحتلال أرصفة الشوارع، فضلا عن مشاكل في النظافة والإضاءة العمومية.

عبد العالي، واحد من ساكنة بنجرير، أعرب عن قلقه من الوضع الذي تعيشه المدينة، قائلا في حديث مع “آشكاين” إن “التهميش هو العنوان التي تعيش عليه مدينة المستقبل، هناك غياب لاستراتيجية دعم التشغيل في المنطقة، وخلق مشاريع مدرة للدخل تنعكس بشكل إيجابي على الساكنة الفقيرة والمعوزة، التي لن تستطيع اللحاق بدرب التنمية دون الشد على يدها”، مشيرا “كل ما نراه على الإعلام بشأن المدينة جميل وبه الكثير من الأمل، لكن الواقع الاجتماعي للساكنة لا يبشر أبدا بالخير، الساكنة تحتضر”.

مدينة ابن جرير ...حصيلة المجلس الحضري حتى الآن...!

وأضاف، “ربما الأسباب في ذلك يكمن في سوء التسيير داخل المجالس التي تعاقبت على إدارة شؤون المدينة، فيكفي أن تحضر دورة واحدة لتفهم التخبط والعجز وسياسات الترقيع، والديون المتراكمة”، مشيرا “يكفي الزائر أن يمضي بين الدروب قليلا حتى يلاحظ الفجوة العميقة بين المدينة الثانية في المغرب في الفوسفاط، وبين الأحياء المتهالكة، كأنه بداخل المدينة، مدينين، الأولى تنتمي للعالم الحديث، والثانية لا زالت تقبع في الماضي”.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Yasser
المعلق(ة)
4 يناير 2021 11:31

سلام
المرجو زيارة المدينة قبل كتابة هذا النوع من المقالات.
المرجو اخذ راي مسيري المدينة كذلك للوقوف على المجهود المتخذة و الصعوبات .
و أ خيرا المرجو تقوية قدرات الصحفية في ميدان الصحافة و التعامل مع المعطيات – هناك احصائيات احصاء 2014 و الصحفية او من كتب لها المقال مازال يعتمد إحصائيات 2007.

معطل
المعلق(ة)
3 يناير 2021 23:48

والله قد اشرت الى دللك في احدى تعليقاتي السابقة الحمد لله كنت صاءبا شكرا الجريدة

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x