لماذا وإلى أين ؟

خلفيات الدعوات الاسبانية لمنع المغرب من التنقيب عن النفط

إثر منح المغرب للشركة العالمية الإيطالية”ENI”، رخصة التنقيب عن البترول في سواحله المجاورة لجزر الكناري،بشكل نهائي، قالت دولوريس كوروخو، الناطقة باسم النواب الاشتراكيين في جزر الكناري،  إننا نتوجه إلى الحكومة الإسبانية والاتحاد الأوروبي، والمغرب نفسه إذا كان ذلك ضروريا، من أجل الدعوة إلى التفكير بشأن الموارد السمكية المهمة والبيئية والسياحية المهددة بسبب الحفر والاستخراج المحتمل للنفط” في سواحل طانطان وسيدي إفني وطرفاية.

كما اعتبر الحزب الاشتراكي الإسباني أنه “رغم صعوبة التدخل في قرار يدخل في إطار سيادة المغرب، توجد هناك قنوات للحوار والتفاوض مع الحكومة المغربية سياسيا ودبلوماسيا في أقرب وقت ممكن”، خاصة أن بعض المهتمين بالعلاقات المغربية الإسبانية يرون أن تنقيب المغرب عن النفط قبالة سواحل جزيرتي “لانثاروتي” و”فيونتي فينتور” قد يشعل فتيل المواجهة بين الحزب الشعبي الحاكم والحزب الاشتراكي الرافض للإجراء الجديد الذي اتخذه المغرب.

وفي سياق دعوات الأحزاب الإسبانية لحكومتهم وللاتحاد الأوروبي بالجلوس للتفاوض مع المغرب من أجل توقيف عملية التنقيب عن النفط بسواحل المدن المغربية الثلاث، تحت ذريعة: “تهديد الاستقرار البيئي لجزر الخالدات»، المغربية المحتلة من طرف إسبانيا، صرح عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش لجريدة “آشكاين”، قائلا: “بشكل عام أحسن وسيلة للدفاع هي الهجوم”، مشيرا إلى أنه “ربما يجب على الأحزاب المغربية إثارة مسألة احتلال إسبانيا لجزر الخالدات”.

وأضاف الأستاذ الجامعي، أن هذه الدعوات تأتي ” بعدما فشلت الأحزاب الإسبانية في الـتأثير على مسار قضية الصحراء المغربية لدى فهي تتخذ موقفا بطريقة أخرى لمضايقة المغرب”، مؤكدا أن  “التنقيب الموجود بالدول المجاورة أكثر ضررا بالبيئة”، معتبرا أنه “عوض أن تتدخل هذه الأحزاب بمنطق أن هذه المناطق التي سوف يتم بها التنقيب هي أراضي نزاع كما يسمونها، فهم يردون الدخول بمنطق أخر يكون ربما أكثر تأثيرا على مستوى الإعلامي على الأقل، لان الحديث عن الثروة السمكية والبيئة هي دفوعات في طيها بعد سياسي لهذه الأحزاب في إثارة موضوع الصحراء أكثر منه بيئي غير أنهم يرون أن مسطرة ذلك سوف تطول ويمكن أن يذهبوا إلى مجلس الأمن”.

وأردف المصدر، أن “اللغة التي جاءت بها دعوات الإسبانية هي لغة تفاوضية تدعو الحكومة الإسبانية للتفاوض لان هذه الأخيرة ليس لها الية قانونية تمكنها من ممارسة السيادة على منطقة ليست في ملكيتها”، و”إثارة هذه القضية هدفها هو وضع المغرب في نوع من التخجيل أمام المنتظم الدولي ودفعه إلى لاتخاذ بعض القرارات”. يقول الجامعي.

المطالبة باسترجاع جزر الخالدات

وأجاب الباحث في العلاقات الدولية، عن سؤال “آشكاين”، بخصوص استجابة المغرب للضغوط الإسبانية والأوروبية في هذا الصدد، قائلا إن ” القدرة التفاوضية للحكومة هي التي سوف تحدد ذلك” مستدركا “هذا في حال وافق المغرب على التفاوض على هذه القضية وهو أمر مستبعد”، مؤكدا على “ضرورة قيام الأصوات غير الرسمية المغربية بالحديث عن استرجاع جزر الكناري من الاحتلال الإسباني كرد فعل عن هذه الدعوات”، خاصة أنه ” ليس من الضروري في الوقت الحالي قيام الحكومة بإثارة هذه القضية من الناحية السياسية والديبلوماسية” يضيف البلعمشي.

ويرى المتحدث أن مثل هذه الدعوات ” لا يمكن أن تؤثر على العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، مادام أن أحزاب هي التي دفعت في هذا الاتجاه وتطالب الحكومة الإسبانية بالتدخل، وبالتالي فهذه الأخيرة ليست مسؤولة عن ذلك”، معتبرا أن ذلك “نوع من الضغط الحزبي قد يكون مرتبط بالسياسة الداخلية الإسبانية، وقد يكون مرتبط بقضية الصحراء المغربية، وقد يكون مبني بالفعل على أساس أن التنقيب مضر بالبيئة”،

وتابع البلعمشي، “لكن لا يمكن الحديث عن هذه الدعوات كمؤثر في العلاقة بين المغرب وإسبانيا بشكل مباشر، إلا إذا قامت الحكومة الإسبانية بالتجاوب بشكل ضيق معها والقيام بالضغط بشكل غير مسؤول”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x