منذ بداية انطلاق فصل الشتاء في المغرب، أصبحت ساكنة الجبال والقرى في عدد من المناطق تشتكي من المشاكل المترتبة على الطقس البارد، ومع بداية تساقط الثلوج، تفاقمت معاناتهم أكثر لعدم التمكن من التنقل لاقتناء احتياجاتهم، خاصة في الآونة الأخيرة، التي أصبحوا فيها يعيشون في عزلة عن العالم الخارجي، بسبب انقطاع الطرق المؤدية إليهم لكثافة الثلوج المتراكمة بها.
وإذا كانت الثلوج والمناظر الطبيعية الجبلية تمثل للبعض فرصة للتمتع بالسياحة الداخلية، فإنها بالنسبة لساكنة المناطق الباردة تمثل في “الأغلب بداية مسار معاناة جديد” وفقا لما عبرت عليه ساكنة فم العنصر، المتواجدة نواحي مدينة بني ملال، المحاصرة وسط الثلوج التي فاقت المتر والنصف، والمطالبة بفك العزلة بإذابة الثلوج، وتدخل السلطات وجمعيات المجتمع المدني لتوفير مستلزمات العيش الأساسية.
وطالبت ساكنة ذات المنطقة، في فيديو لهم توصلت “آشكاين” السلطات المحلية بالتدخل الإنساني لفك عزلتهم، إذ تقول الساكنة “نعيش في ظل ظروف مزرية، نفتقر للمؤونة الغذائية والطرقات مقطوعة، لا نستطيع التنقل خارج المنطقة، نعيش الجوع وشدة البرد، وعدد من الأسر أصبحت منازلها هشة نتيجة وفرة التساقطات الثلجية هذه السنة”، مردفة “حتى الماشية لا “علف” لنا لإطعامها إياه، ونخاف أن تفقد الحياة كذلك من شدة الجوع”.
من جهتها، ساكنة جماعة كيكو، إقليم بولمان، التي تعيش في ظل حرارة وصلت ناقص 18 درجة تحت الصفر، وضعتها في عزلة لعدة أيام، قبل الاستعانة بالنار لإذابة الثلوج، ومحاربة موجة الصقيع، وأيضا إعادة المياه للصنابير المنزلية، وفقا لما تم تداوله في عدد من منشورات أبناء المنطقة، على مواقع التواصل الاجتماعي هذا اليوم.
وفي السياق ذاته، عاشت ساكنة دواوير تابعة لجماعة بني بوشيبت، قيادة تبرانت بإقليم الحسيمة، في عزلة منذ أيام، بفعل انقطاع الطريق الرئيسية التي تربطها بمركز الجماعة وباقي الجماعات، بسبب محاصرتها بالثلوج، التي فاقت المتر الواحد، وانقطاع الماء والتيار الكهربائي عنهم لثلاثة أيام مما زاد من معاناتهم، ومطالبتهم السلطات الإقليمية قصد التدخل لفك العزلة عنهم، خوفا من موتهم بالبرد، وانقطاع المؤونة الغذائية عنهم، ومعاناتهم من الجوع.
