لماذا وإلى أين ؟

هل تساهم سياسة “الفيسبوك” في تضييق حرية التعبير؟

كشف عدد من رواد موقع “الفيسبوك” عن إغلاق العشرات من الصفحات في الآونة الأخيرة، وعن حظر عدد من الحسابات التي يعمل أصحابها على نشر آرائهم في مختلف القضايا التي تثير جدلا واسعا في المجتمع المغربي، من قبيل حملة التلقيح المرتقبة للحد من تفشي فيروس كورونا، وقضية فتاة فيديو تطوان، مما فتح النقاش بخصوص مدى مساهمة منصة الفيسبوك في التضييق من حرية التعبير.

وفي هذا السياق، قال يوسف البيتي، أستاذ باحث في المعلوميات بجامعة روان الفرنسي، إن “سياسة حظر الحسابات التي تنهجها إدارة الفيسبوك هي تضييق صريح وواضح على حرية التعبير”، مشيرا أن المسألة “غالبا ما تتم بشكل تغلب عليه العشوائية، في ظل عدم قدرة الإدارة على القيام بفحص دقيق وتتبع الحالات ودراستها قبل إصدار الحكم بحظر الحساب، واعتماد آليات أوتوماتيكية ومعلوماتية للقيام بالحظر التلقائي”.

سياسة الفيسبوك تتنافى مع الحريات الدولية

وأشار البيتي، في حديث مع “آشكاين” بأنه “يكفي مثلا أن يبلغ عن حسابك عدد معين من الأشخاص لتتعرض للحظر بدون أي سبب يذكر مما يتيح الفرصة لاستغلال هذا الأمر من أجل تصفية الحسابات، وإخراس الألسن والتضييق على حرية التعبير بشكل غير عادل”، مؤكدا “خاصية حظر الحسابات التي تعتمدها إدارة الفايسبوك، بفرض قواعد، يجب احترامها لتفادي التعرض للطرد والاجلاء القسري من العالم الأزرق تتنافى مع مقتضيات الحريات الدولية التي تحمي حرية التعبير وتؤطرها بالقوانين الداخلية للدول”.

“في كل الدول هناك قوانين تؤطر حرية التعبير وتجرم بعض التجاوزات التي تتم من خلالها” يزيد البيتي، مقدما أمثلة على ذلك، كـ “التحريض على العنف، أو العنصرية والكراهية والتشهير والنصب والاحتيال والعديد من الجرائم الالكترونية”، متسائلا “لماذا يحتاج الفايسبوك لحظر الحساب مادام الفعل الجرمي المرتكب يعرض صاحبه للتابعة القانونية؟ فليعبر كما يشاء ويتحمل مسؤوليته أمام القضاء والقانون بدل إخراسه”.

وختم الباحث في المعلوميات بجامعة روان الفرنسي، بالقول إن “السياسة الفايسبوكية قد تُستغل أحيانا من طرف بعد الدول من أجل التضييق على توجهات إيديولوجية وسياسية معينة، وخير مثال هو حظر حساب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، بشكل غير مقبول وبدواعي واهية من أجل تصفية الحسابات السياسية”، مشيرا أن الأمر يتعلق بـ”تضييق كبير على حرية التعبير مما قد يجعل الفايسبوك آلية في يد الدول تستعملها لإخراس الأصوات المزعجة خصوصا بعدما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورا كبيرا في التأثير على المجتمع وصناعة القرار السياسي”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x