لماذا وإلى أين ؟

عودة بلاغات “منتصف الليل” ترعب مواطنين

مازالت الحكومة المغربية تعتمد خطتها غير المفهومة، والتي ترتكز على مفاجأة المواطنين المغاربة ببلاغات تحمل قرارات مصيرية، في ساعة متأخرة من الليل.

قرارات الحكومة، التي أصبحت تعرف لدى المغاربة بـ”بلاغات منتصف الليل”، سبق لها وتسببت في عدة أزمات إنسانيةو اقتصادية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تفريقها بين أفراد أسر واحدة لعدة أشهر، بعدما عَلَق عدد كبير من المغاربة خارج الوطن وأخرون داخله، بعيدين عن أسرهم، إثر إغلاق مفاجئ للحدود الوطنية، وكانت سببا في وقوع حوادث سير خطيرة فيما عرف بـ”ليلة الهروب الأكبر” بعد إغلاق مفاجئ لـ8 مدن كبرى، ورغم ذلك مازالت الحكومة تلجأ لها.

ففي ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين 18 يناير، تفاجأ عدد من المغاربة بقرار حكومي صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج يؤكد أن السلطات المغربية المختصة تقرر، كإجراء وقائي، منع الطائرات والمسافرين القادمين من أستراليا والبرازيل وإيرلندا ونيوزيلندا، من الولوج إلى التراب الوطني ابتداء من 19 يناير 2021 وحتى إشعار آخر.

القرار الذي جاء بعد وقت قصير من إعلان الحكومة عن تسجيل أو حالة مصابة بالسلالة المتحورة لفيروس كورونا المستجد في المغرب، لم يراعي ما إن كان هناك مغاربة بالدول المغنية بالمنع، كانوا عائدين للمغرب وأصبحوا عالقين، أو مغاربة كانوا في مهمة بإحدى هذه الدول، وسيعلقون هناك.

كما أن الحكومة لم تقدم بديلا أو حلا لهؤلاء المغاربة وغيرهم ممن كان قادم للمغرب من الدول المذكورة، خاصة الذين لهم أعمال قد تتعرقل أو تتعرض لخسارة بسبب هذا القرار، مما خلق رعبا لدى مغاربة كانوا يخططوان لمغادرة المغرب، وأخرون خارجه، من صدور أي قرار مفاجئ يفسد كل خططهم.

فمثل هذه القارات في دول أجنبية، تحترم حكوماتها مواطنيها، لا تؤخذ على حين غرة، وإنما تعطى فترة زمنية قبل تطبيقها، مراعاة لعدة عوامل، منها ما هو إنساني، ومنها ما هو اقتصادي.

فإلى متى ستستمر الحكومة المغربية في اتخاذ قرارات ليلية لا تراعي فيها مصالح المواطنين الاقتصادية ولا وضعيتهم الإنسانية والاجتماعية؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x