لماذا وإلى أين ؟

هل تستغل الجزائر التوتر الدبلوماسي المغربي الهولندي؟

تحاول الجزائر في الآونة الأخيرة التشبث بأي “قشة”  للنجاة من “أمواج” الدبلوماسية المغربية التي أغرقت سفينة الدبلوماسية الخارجية للجزائر في وهم الانتصارات والحروب الهوليودية و”العداء الكلاسيكي” من طرف واحد.

وأفادت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، اليوم الأربعاء بأن وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم أجرى مشاورات هاتفية جمعته، مساء أمس، مع نظيره الهولندي ستيف بلوك؛ إذ تطرقا، حسب الوكالة الجزائرية، إلى “العلاقات الثنائية وعدد من المسائل الدولية ذات الاهتمام المشترك، بما فيها ليبيا، والصحراء المغربية، ومالي والساحل”.

هذه التحركات الدبلوماسية التي يقودها بوقدوم خاصة مع هولندا التي عرفت علاقتها مع المغرب “توترات” نتيجة تدخل هولندا في ملفات داخلية تخص المغربية، أو في خلافات بينمها حول ملفات متعلقة بالهجرة وغيرها، كلها تثير تساؤلات عن إمكانية استغلال الجرائر “للتوترات” بين المغرب وهولندا؟

خلافات لا ترقى لمستوى التوتر

وأوضح المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، خالد الشيّات، أن “الحديث عن وجود توتر بين المغرب وهولندا وجب علينا أن نحدد نوعه، وإن كنا أكثر دقة فهي خلافات لبعض القضايا ولا أعتقد أن هناك توترا بين الجانبين بل على العكس، إذ أنه بعد عملية الكركارات كانت هناك تصريحات داخل البرلمان الهولندي لرئيس الحكومة بأن التدخل المغربي مشروع”.

“بمعنى أن ما يحدث بين هولندا والمغرب في مستويات أقل من التوتر”، يستدرك الشيات شارحا: “حيث كان هناك خلاف حول تدخل هولندا في ما يتعلق بحراك الريف، وهو نابع من وجود مجموعة من الجالية المغربية تنحدر من هذا الإقليم وتوجد في هولندا وتضغط من جهتها، إضافة إلى بعض الخلاف في قضايا الهجرة والمهاجرين”.

ولفت الشيات أن ما “نتحدث عنه من هذه الخلافات لا يصل إلى المستوى الاستراتيجي بين هولندا والمغرب، حتى يمكننا القول أن الجزائر ستستغل الخلاف بينهما وتقترب أكثر من هولندا، لأن هذه الخلافات في النهاية ليست كبرى، أو بالأحرى ما هي الجوانب الاستراتيجية التي ستجعل علاقة الجزائر بهولندا أفيد”.

هولندا تحافظ على نفس المسافة

وأبرز الخبير في العلاقات الدولية نفسه، أن “هولندا باعتبارها دولة أوربية ولها علاقات جيدة مع الجزائر والمغرب، فهي ربما تحاول أن تحافظ على نفس المسافة مع البلدين”، مشددا على أن “موقف هولندا كان متقدما في موضوع الوحدة الترابية للمغرب”.

انتصار دبلوماسي دعائي

وأكد محدثنا، أن “الجزائر الآن تحاول أن تسجل أي انتصار دبلوماسي على المستوى الإعلامي الدعائي، وأي كلمة تقال في حوار أو في اتصال هاتفي، مثل ما يفعله صبري بوقدوم، يتم تأويله بأشكال مختلفة لصالح الجزائر؛ وهذا أمر عادي لأن جميع الاتصالات التي قام بها صبري سواء مع دول أوربية أو غيرها كان محورها الأساسي الوحدة الترابية للمغرب”.

صدمات تعالج الجزائر من مرضها النفسي المزمن

مشيرا إلى أن “هذه الاتصالات التي يقوم بها بوقدوم حتى في حديثها عن علاقة المغرب بإسرائيل، كانت تتمحور حول الضرب في الوحدة الترابية للمغرب، ولم تتحدث مطلقا عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وفي النهاية هذا مرض نفسي مزمن في منظومة السياسة الخارجية الجزائرية وهذا أمر لن يعالج إلا بالصدمات”.

وخلص الشيات إلى أن “الأزمات النفسية تعالج بالصدمات، وما أنجزه المغرب في الكركارات صدمة للجزائر، لذا يجب أن تتوالى الصدمات التي قد تعالج هذا الجار الجزائري وتوقظه من هذا الوهم الذي يعيش فيه أكثر من أربعة عقود، كي يكون في المستوى الواقعي للحدث وأن يتعامل بواقعية أكثر.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x