لماذا وإلى أين ؟

ماذا سيربح المغرب من 34 مشروعا للتنقيب عن البترول ؟

استبشر المغاربة خيرا بإعلان وزارة الطاقة والمعادن والبيئة والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن عن‎ انطلاق 34 مشروعا للتنقيب عن النقط والمعادن النفيسة، موزعة بين 11 مشروعا للتنقيب عن المعادن النفيسة, و 9 مشاريع للتنقيب‎ عن المعادن الأساسية، و7 مشاريع للصخور والمعادن الصناعية، و4 مشاريع‎ استكشافات عامة، إضافة إلى 3 مشاريع تعنى بالطاقة الجيوحرارية‎ والهيدروجين.

هذا الإعلان الذي لحق اجتماع المجلس الإداري للمكتب الوطني‎ للهيدروكاربورات والمعادن الأخير، حيث تم الكشف عن تفاصيل البحث المعدني‎ ‏في المغرب، والإعلان عن وجود 47 مشروعا بالمناطق الواعدة في المملكة.‎ يطرح تساؤلات حول مدى استفادت المغرب من هذه المشاريع، والغاية من التسريع في عمليات البحث عن المعادن النفسية في المغرب؟ وعن الآثار الاقتصادية والاجتماعية لهذه المشاريع؟.

سباق لاستغلال خزانات الغاز

يقول المحلل والخبير الاقتصادي، عمر الكتاني،  إن “المغرب غني بالمعادن، وكانت هناك وعود تروم اكتشاف البترول بالمغرب، والسؤال المطروح هو ما مدى صحة هذه المعلومات، رغم الحديث عن اكتشاف الغاز وأن المغرب سيصبح له استقلالية في الطاقة وسينافس الجزائر وغيرها من الوعود”.

وأضاف الكتاني في تصريح لـ”آشكاين”، أنه “يجب أن نذكر وجهة جديدة للتنقيب، هي أن المغرب بدأ يهتم بالتنقيب في شواطئه خاصة الجنوبية منها، وتلك المقابلة لجزر الكناري، حيث يتواجد خزان كبير للمعادن النفيسة تحت البحر، معناه أن المغرب بدأ يهتم بهذه الذخيرة التي لم يكن يستغلها لأسباب تقنية أو لوجستية، ويمكن أن

الخبير الاقتصادي عمر الكتاني

نتحدث عن سباق لاستغلال خزانات الغاز والبترول المشتركة مع الجزائر” .

موردا “لذا قد نجد تسابقا بين الجانبين في من يسرع باستغلال هذه المناجم المشركة، وقد تكون هذه من العوامل التي جعلت المغرب يسرع في عملية الاستغلال، وربما هناك منجم غاز جزء منه في الأراضي  الجزائرية وجزء آخر في الأراضي المغربية، ونفس الشيء وقع في شواطئ جزر الكناري، إذ يوجد طاقة ومعادن في الحدود المشتركة بينها وبين الشواطئ المغربية”.

وأكد الخبير الاقتصادي نفسه، أن “المسألة أصبح لديها بعد استراتيجي وتنافسي، إذ أن المغرب يحاول أن يسبق المغرب في استغلال هذه المناجم، خاصة أن استقلال المغرب طاقيا سيغير من التوازن التنافسي في المنطقة وسيجعلنا في موضع أحسن إزاء الجارة الشقيقة الجزائر، وكذالك علاقتنا بأوروبا”.

وفرة الطاقة ومشكل المياه في الصحراء

وأضاف محدث “آشكاين”، أن “الاكتفاء الذاتي  للمغرب من الطاقة سيمكنه من أن يصبح مُصدّرا لها نحو أوربا، وهذه من الأهداف التي يتوخاها المغرب خصوص أن توفر هذه الطاقة سيساعد على حل المشكل الكبير للماء في الصحراء وفي جنوب المغرب، والذي يكلف المغرب كثيرا، إذ أ، وفرة الطاقة المستخدمة في تحلية مياه البحر ستساعد على استقرار السكان بشكل كبير في المناطق الجنوبية”.

وتابع المصدر نفسه، أن “هذا كله يجعل عملية تسريع عملية التنقيب عن الغاز والمعادن الطبيعي لها بعد استراتيجي للمغرب، خاصة أن هذا المجال له ثقل في الميزان التجاري المغربي، موردا أن “هذه بوادر إيجابية، لأن اكتشاف هذه المعادن التي لم يتم استغلالها بعد، ستوفر للمغرب بعدا اقتصادي مهما، وهو ما يعطي المغرب دورا اقتصاديا مهما على المستوى الإفريقي”.

وخلص الكتاني إلى أن “هذا ما يفسر اهتمام المغرب بالتنقيب في الجنوب وفي المناطق الصحراوية، لأنها تتوفر على معادن ثمينة، فالمركز الاستراتيجي للمغرب أصبح يتحول من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الدول الإفريقية، وهذا التحول كله أصبح يدل على أن المعطيات الاقتصادية تتسارع في التغيير ، وأن من سبق إلى استغلال هذه المناجم سيربح أكثر”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مواطن
المعلق(ة)
4 فبراير 2021 16:54

اعتقد ان الناس لايعرفون مضامين الاتفاقبات الموقعة مع شركات التنقيب ان عملها ليس مجاني فهي المستفيد الأول نصيبها عند الاكتشاف هو 75 في المئة من المعادن المكتشفة سواء النفيسة او الغاز .وذلك لمدة 25 سنة من الاستغلال وهي المدة الكافية لتجفيف
ونضوب الابار المكتشفة ….

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x