لماذا وإلى أين ؟

متخصص في العلاقات الدولية يبرز دور المغرب في استقرار دول الساحل

اتجه سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، صباح اليوم الاثنين 15 فبراير الجاري، إلى العاصمة التشادية إنجامينا، لتمثيل الملك محمد السادس في قمة مجموعة دول الساحل الخمس، وتظم كل من النيجر ومالي وتشاد وموريتانيا وبوركينا فاسو.

وأكد العثماني، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة لمؤتمر رؤساء دول مجموعة دول الساحل الخمس، أن “المغرب قوي بروابطه التاريخية مع دول الساحل وفاعل ملتزم من أجل الأمن والاستقرار بإفريقيا، وأنه وفي لرسالته تجاه إفريقيا، ومنخرط إلى جانب دول الساحل الخمس وباقي دول المنطقة، للتصدي سويا للأخطار التي تتهدد مستقبلها ومستقبل المنطقة”.

وفي هذا السياق، قال حسن بلوان، محلل سياسي متخصص في العلاقات الدولية، إن “المغرب يلعب دورا محوريا في تحقيق التوازن والاستقرار بمنطقة الساحل والصحراء التي تعيش اضطرابات، بعضها مرتبط بالتهديدات الارهابية وبعضها الآخر يرتبط بالتدخلات الخارجية”.

علاقات المغرب مع دول الساحل الخمس

وأضاف بلوان، في حديث مع “آشكاين” أنه “نظرا للعلاقات المتميزة والروابط المتينة التي تميز المغرب مع دول هذه المنطقة الكبيرة، لعب أدوار طلائعية في تسوية النزاعات الداخلية وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة خاصة في مالي، فضلا عن انخراطه الكامل في الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب وتنسيق المعلومات الأمنية والاستخباراتية مع دول المنطقة والقوى المعنية بمحاربة هذه الظاهرة خاصة فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية”.

“يتحرك المغرب في هذه المنطقة انطلاقا من روح التعاون الافريقي جنوب جنوب”، يؤكد بلوان مردفا “بالإضافة إلى السلطة الروحية والدينية التي يتمتع بها المغرب في هذه الدول مع الحكومات وحركات المعارضة، مما يجعله مرجعا أساسيا في تسوية النزاعات والتوافقات بين الأطراف السياسية.”

المغرب منخرط في تحقيق استقرار المنطقة

وأبرز المتخصص في العلاقات الدولية، بكون انخراط المغرب في تحقيق الاستقرار بمنطقة الساحل لا ينفك “دون استحضار ملف قضية الصحراء المغربية المفتعل، خاصة بعد ارتفاع وتيرة التقارير الغربية التي تتحدث عن ارتباط الجماعات الارهابية في منطقة الساحل بأنشطة عصابات البوليزاريو، وهذا ما يزعج الجزائر الحاضنة الفعلية لهذا التنظيم الانفصالي”.

وفي سياق متصل، أكد بلوان بأن “الجزائر تتحرك في المقابل من أجل إبعاد المغرب عن ملفات المنطقة وإقصائه من حضور لقاءات التسوية، مستعملة سياسة الضغوط الاقتصادية والسياسية في حق بعض دول الساحل خاصة موريتانيا ومالي، لكن دون أن تفلح بذلك بحكم العلاقات التاريخية والروحية والاقتصادية التي تجمع المغرب والدولتين إلى جانب باقي الدول الأخرى التي فتحت قنصليات في الصحراء المغربية”.

وأكد المختص في العلاقات الدولية، أن “المغرب يظل معنيا بتطورات منطقة الساحل والصحراء مؤثرا في مجرياتها، لا يمكن أن تنال منه مناورات النظام الجزائري لعزله عن عمقه الاقليمي والافريقي، وذلك لمجموعة من الأسباب التي تجعل منه فاعلا في تحقيق الامن والاستقرار بالمنطقة”.

إلى ذلك، أورد بلوان أن المغرب يتمتع بـ”المصداقية دبلوماسيا عند الدول الإفريقية خاصة في منطقة الساحل والصحراء، بحكم سياسته الواقعية المبنية على المصالح المتبادلة رابح-رابح، والكفاءة العالية التي أبانت عنها الاستخبارات المغربية في محاربة الارهاب، ثم العلاقات الروحية والدينية التي يحظى بها مع معظم دول المنطقة، مما يؤهله أن يكون وسيطا موثوقا بين الدول من جهة، وبين أطراف الصراع داخلها”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x