ماهي خلفيات حل الرئيس تبون للبرلمان الجزائري؟
أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون، في خطاب إلى الجزائريين أمس الخميس، أنّه قرّر حلّ البرلمان والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة، مشيراً إلى أنّه سيُجري في غضون 48 ساعة تعديلاً حكومياً وأنّه أصدر عفواً عن حوالي 60 معتقلاً من ناشطي الحراك.
حل البرلمان من قبل الرئيس الجزائري في هذا التوقيت يطرح أكثر من علامة استفهام، خاصة أن هذا القرار يأتي تزامنا مع ذكرى انطلاق شرارة الحراك بالجزائر في مقابل “انتصارات” دبلوماسية في الجانب المغربي. فما خلفيات حل الرئيس تبون للبرلمان الجزائري؟ وهل ذلك بسبب عودة الحراك؟ أم بسبب “الفشل” أمام الإنتصارات الدبلوماسية المغربية؟ أم هي ترتيبات جديدة بعد عودة الجنرال نزار وتبرئة وجوه من عهد بوتفليقة؟
حلول ترقيعية للأزمة:
في هذا الإطار، يرى المحلل السياسي وعضو المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث التشاركية؛ كريم عايش، أن “اتخاذ قرار بهذا الحجم في الجارة الشرقية لم يكن مفاجئا”، خاصة مع “حلول ذكرى انطلاق شرارة الحراك الجزائري وتعالي الأصوات المطالبة بالخروج وإعادة انبعاثه من جديد بعد تفاقم الأوضاع وتخبط جنرالات قصر المرادية في تسيير الأزمات الداخلية المتوالية”.
ويؤكد المتحدث، أنه “صار واضحا بما لا يدع مجالا للشك، أن الرئيس تبون جاء فقط لتصريف حلول ترقيعية للأزمات، حلولا لا تجدي أمام استفحال المشاكل وضعف الجبهة الداخلية وعدم تماسكها”، مسترسلا “هنا ظهر كيف تحول البرلمان إلى أداة لطعن الأخوة الشعبية بين المغرب والجزائر، وكيف جرى تحرير رسالة إلى الإدارة الأمريكية أريد بها أن تحمل زخما شعبيا بعد فشل لوبياتها وأبواقها بالخارج”.
غسيل الدماغ لنهب الشعب:
وأوضح عضو المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث التشاركية في تصريح لـ”آشكاين”، أن “عبقرية الجنرالات ابتكرت عن حلا سحريا سيشابك أسلاك الساحة الداخلية، من خلال توجيه الصراعات مع السلطة إلى صراعات بينية من أجل المقاعد”، معتبرا أنه “حل يراد به صرف وجهات نظر الداخل ومشاكله نحو السباق على الكراسي”.
ويتوقع عايش، حدوث ما وصفه بـ”حلقات كوميدية” و”قفشات انتخابية” وبعدها “سجالات” و”صراعات الديكة” بالجزائر، إلى جانب “تجدد الخطاب العدائي ضد المغرب بغية مزيد من الشحن وغسيل الدماغ، حتى تتمكن عصابة قصر المرادية من الإستمرار في كراسيها ونهب الشعب الجزائري وشراء الفنادق والضيعات والأصول بفرنسا وإسبانيا”، وفق تعبير المتحدث.
ساهلة. لأن من سيعوض التبون في حالة عدم القدرة على مزاولة مهامه او الوفاة هو رئيس المجلس المنحل.